هل يتسلل إرهاب المستوطنين إلى نتسيرت عيليت؟

تواصل عصابات "تدفيع الثمن" الإرهابية اليهودية اعتداءاتها على العرب الفلسطينيين، فبعد اعتداءاتها الأخيرة في يافة الناصرة وكفر قاسم وعكبرة وغيرها من البلدات العربية في البلاد، كانت محطتها في مدينة نتسيرت عيليت التي تسكنها مئات العائلات العربية أمس الإثنين،

هل يتسلل إرهاب المستوطنين إلى نتسيرت عيليت؟

نتسيرت عيليت، أمس (تصوير "عرب 48")

تواصل عصابات "تدفيع الثمن" الإرهابية اليهودية اعتداءاتها على العرب الفلسطينيين، فبعد اعتداءاتها الأخيرة في يافة الناصرة وكفر قاسم وعكبرة وغيرها من البلدات العربية في البلاد، كانت محطتها في مدينة نتسيرت عيليت التي تسكنها مئات العائلات العربية أمس الإثنين، وهي مدينة مختلطة أقيمت إلى جانب مدينة الناصرة.

واستفاق سكان المدينة، أمس، على نبأ اعتداء إرهابي نفذه متطرفون يهود من عصابة ما يسمى "تدفيع الثمن" على ما يبدو، حيث خطوا شعارات معادية للعرب منها "الموت للعرب"، وشعارات أخرى تمجد حركتهم المتطرفة "تدفيع الثمن" في شارع "هحتساف" الذي معظم سكانه من المتدينين اليهود.

توجه "عرب 48" إلى الشارع المذكور في نتسيرت عيليت، فوجد أن البلدية والشرطة عملتا منذ ساعات الصباح على إخفاء معالم الكتابات والشعارات العنصرية، ثم أصدرت الشرطة بيانا أعلنت فيه أنها عثرت على هذه الكتابات العنصرية وادعت أنها فتحت تحقيقا، إلا أنه كالعادة لم تعتقل مشتبهين.

كررت عصابات "تدفيع الثمن" الاعتداءات على منازل وسيارات خصوصية والتسبب بأضرار وإيذاء للمواطنين العرب في مناطق متفرقة في البلاد، في خلسة من الليل، كان آخرها قبل نحو شهرين، في قرية يافة الناصرة، حيث أعطبت هذه العصابات المتطرفة إطارات أكثر من 20 سيارة.

وعلى الرغم من تكرار هذه الاعتداءات إلا أنها غير قادرة على تحقيق أهدافها وهي إرهاب العرب أو تخويفهم وجعلهم يرحلون عن أرضهم وبيوتهم، بل على العكس فإن ذلك يزيدهم عزما وإصرارا على التمسك بأرضهم وحقهم في العيش بكرامة.

مواطنة عربية (35 عاما) تسكن في منزل مجاور لشارع "هحتساف"، رفضت الكشف عن هويتها لأسباب شخصية، قالت لـ"عرب 48"إنها تسكن مع عائلتها منذ 5 سنوات في نتسيرت عيليت، بعد أن انتقلت إليها من الناصرة، وأكدت أن "هذه الاعتداءات لا تخيف أحدا ولا ترهب المواطنين العرب على الإطلاق، خاصة أن منفذيها يعملون في الخفاء ما يشير إلى أنهم جبناء".

وأضافت أن "المدينة هادئة، وجودة الحياة فيها عالية. نشعر بالأمان هنا ولا تخيفنا هذه الأفعال المستنكرة، ولا نشعر بخوف أو تهديد. أنا أتحرك بحرّية تامة وأذهب يوميا إلى المخبز والمتاجر وغيرها، ولم يحدث يوما أن تعرض لي أو أساء لي أحد لكوني عربية"!

لا خوف

أما عبد طه فهو صاحب مطعم يقع في مدخل شارع "هحتساف" الذي نفذ الاعتداء فيه، فقال لـ"عرب 48": "ليس لدينا أي خوف ولم نسمع عن الاعتداء. لا أشعر بأي خوف ولم أتعرض لأي إساءة أو تهديد منذ أن افتتحت المطعم قبل سنوات طويلة، وربما هذه أول مرة تشهد مدينة نتسيرت عيليت حدثا كهذا".

ويوافقه الرأي سلام سلام، وهو مواطن من سكان مدينة الناصرة ويعمل في نتسيرت عيليت، وقال لـ"عرب 48" إن "ما حدث هو عمل صبياني نفذه أفراد. لا أعتقد أنه من فعل عصابات متطرفة ومنظمة، بل أرجح أنه فعل شخصي إذ لا يعقل أن من يريد الإساءة للعرب يفعل ذلك في منطقة لا يسكنها عرب بل معظم سكانها من اليهود المتدينين".

ظاهرة مقلقة

الكاتب صبحي خميس، يسكن في نتسيرت عيليت منذ 18 عاما، وقال في حديث لـ"عرب 48" إن "اعتداءات عصابات 'تدفيع الثمن' ظاهرة مقلقة تجيء نتيجة للفكر اليميني المتطرف الذي يمسك بزمام الأمور في الدولة".

وأضاف: "برأيي الشخصي أنه رغم هذا القلق لا أرى أن هذه الأفعال تشكل خطورة على حياة الفلسطيني داخل الخط الأخضر وداخل نتسيرت عيليت تحديدا، خاصة أن من يقومون بها هم أفراد وليسوا مجموعات أو أحزاب".

وتابع خميس: "أسكن في نتسيرت عيليت منذ 18 عاما، لم أشعر أبدا بخوف أو تهديد بسبب انتمائي القومي، بل أشعر عكس ذلك. أعتقد أن رئيس البلدية الحالي لا يقبل بمثل هكذا شعارات كالتي خطت على الجدران لأنها تمس كرامة وحياة الإنسان العربي القاطن هنا".

وأعرب خميس عن أمله بأن لا تتكرر مثل هذه الأفعال وأن تقوم الشرطة والبلدية بوضع حد لها.

التعليقات