الغراء: أوامر هدم وملاحقة مستمرة

هاني الهواشلة: "بدأنا أسبوعنا في الغراء بمشاهدة اقتحام قريتنا وإلصاق شرطي أوامر هدم. هذا الواقع ليس جديدًا علينا، لكن تكثيف حملات الملاحقة هو أمر يجب التوقف عنده. استمرار الضغط الحكومي ينذرنا بحملات هدم بيوت جديدة".

الغراء: أوامر هدم وملاحقة مستمرة

اقتحام لقرية الغراء بالنقب

تواصل السلطات الإسرائيلية حملاتها الممنهجة على القرى العربية في منطقة النقب، جنوبي البلاد، ولا تتوانى بالاستفزاز والتخويف والتهديد وهدم المساكن.

وتستمر ما يسمى بـ"سلطة تطوير وتوطين البدو" وذراعها التنفيذي وحدة "يوآف" باقتحام قرى النقب وتنفيذ جرائم هدم المنازل، وترك الأهالي في العراء.

وضاعفت ما يسمى بـ"سلطة تطوير وتوطين البدو" مساحة عملها في النقب، في الأشهر الأخيرة، وأصبح تركيز عمل "وحدات الهدم- يوآف" يشمل قرى خارج منطقة السياج وأبعد من خط 40 جنوب ومنها بير هداج وعبدة حيث ترزحان تحت خطر الهدم والتهجير اليوم.

هدم ذاتي وواقع صعب في قرية الغراء بالنقب 

وفي الجهة الأخرى من منطقة السياج تقع قرية الغراء، مسلوبة الاعتراف ومعدومة الخدمات الأساسية والبنى التحتية، والتي تتعرض لهجمة شرسة خلال الأشهر الأخيرة من قبل سلطات الهدم ووزارة الزراعة الإسرائيلية.

وقال عدد من سكان القرية لـ"عرب 48" إن الغراء تتعرض لاقتحامات شبه يومية من قبل قوات الأمن الإسرائيلية المختلفة بشكل شبه يومي، وتم إلصاق أوامر هدم على 3 بيوت في القرية يوم الأحد الماضي، تنضاف إلى أمري هدم ألصقا على بيتين في القرية يوم الخميس الماضي.

إلصاق أوامر الهدم ليس وسيلة الضغط الوحيدة التي تمارسها السلطات على أهالي الغراء، فقد أدى الضغط السلطوي والملاحقة السياسية للسكان والتهديد بفرض الغرامات المالية الباهظة، حسب شهادات الأهالي، إلى هدم بيتين في القرية بشكل ذاتي خلال الشهرين الماضيين. 

واقع صعب

وعن إلصاق أوامر الهدم وملاحقة أهالي الغراء، قال إبن القرية ومدير قسم الشبيبة في مجلس القيصوم، هاني الهواشلة، لـ"عرب 48" إنه "بدأنا أسبوعنا في الغراء بمشاهدة اقتحام قريتنا وإلصاق شرطي أوامر هدم. هذا الواقع ليس جديدًا علينا، لكن تكثيف حملات الملاحقة هو أمر يجب التوقف عنده. استمرار الضغط الحكومي ينذرنا بحملات هدم بيوت جديدة في الغراء. قريتنا في خطر، وأهلها تحت تهديد مطرقة الهدم. الواقع مرير والمعاناة تتفاقم مع ازدياد أوامر الهدم".

هاني الهواشلة

وأضاف أن "القرية شهدت خلال الأشهر الماضية هدما ذاتيا لمنزلين في أعقاب ممارسة الضغط والتهديد والملاحقة من قبل السلطات الإسرائيلية للأهالي. قاموا بتهديد الأهالي بفرض غرامات باهظة مقابل هدم بيوتهم على أيدي عناصر وحدة 'يوآف' المجهزة بعتاد كبير، إذا لم يقوموا بهدم بيوتهم بأنفسهم. مؤسف جدا التخاذل القيادي والواقع السيء في هذا الشأن، فظاهرة الهدم الذاتي وحملات الهدم دون رد شعبي ورد قيادي ليست في ازدياد فقط، إنما باتت تتحول إلى قضية مسلم بها، ولا يدفع ثمنها سوى المواطنون الذين منحوا ثقتهم للقيادة التي ظنوا أنها تقف معهم ليحصلوا على حقوقهم".

ودعا الهواشلة القيادات العربية إلى أن تلعب دورها وتتحمل كامل مسؤولياتها وأن تكون وفية لوعودها. كما دعا المجتمع العربي للالتفاف حول "قضية الغراء وقرى الصمود في وجه الهجمة الشرسة علينا".  

قرية الغراء في سطور

تقع قرية الغراء على بعد حوالي 17 كم إلى الشرق من مدينة بئر السبع، وجنوبا لشارع 31، وهي قرية عربية سلبتها السلطات الإسرائيلية الاعتراف بها وحرمتها من مختلف الخدمات. يبلغ عدد سكانها أكثر من 2200 نسمة. تأسست القرية قبل قيام إسرائيل.

ومعنى كلمة "غراء" في اللغة العربية هي جسم مطلية واجهته باللون الأبيض، ومن هنا جاء اسم القرية، والتي تقف على قمة تل أبيض.

يوجد في القرية عدد من البايكات القديمة والآبار والكهوف التي كانت تستخدم لتخزين الحبوب تاريخيا.

ركام منزل بعد هدمه في الغراء

الخدمات والبنية التحتية

تعمل عيادة واحدة في القرية تابعة لصندوق المرضى "لئوميت". ويتوجه بعض السكان الذين هم ليسوا من مؤمني الصندوق إلى بلدة حورة لتلقي العلاج.

وتنعدم المدارس والخدمات التعليمية في القرية، ويتوجه الأطفال للدراسة في قرية تلاع رشيد مسلوبة الاعتراف، وفي المرحلة الثانوية يستكمل الطلاب تعليمهم في حورة وقصر السر.

يوجد في القرية بستان أطفال واحد لا يكفي لسد احتياجات أطفال القرية، لذلك يضطر جزء كبير من أطفال القرية للذهاب إلى قرية تلاع رشيد يوميا.

وبعض نقاط تزويد المياه للسكان على الطريق السريع 31، على بعد حوالي 7 كم من القرية. يضطر السكان لمد البنية التحتية ووضع خطوط الأنابيب على نفقتهم الخاصة والاتصال مع هذه النقاط، بالإضافة إلى أن بعض سكان القرية يستخدمون صهاريج المياه، ما يؤثر على نوعية المياه، وعلاوة على ذلك فإن تكلفة نقل المياه عالية جدا، حسبما قال الأهالي.

لم يتم تزويد القرية بالتيار الكهربائي، لذلك يستخدم السكان الألواح الشمسية أو مولدات الكهرباء، وبعض السكان ليس لديهم كهرباء على الإطلاق. لا تتوفر في القرية طرق معبدة مما يصعّب الوصول إليها.

تهديدات

يمنع الاعتراف بقرية الغراء، وفقا لخطة "متروبولين بئر السبع"، تقع القرية في منطقة استجمام، غابات وتحريش.

وأوصت الباحثة تلما دوخان بالاعتراف بالقرية، وتعاني الغراء من جرائم هدم المساكن، حيث تهدم العديد من المنازل سنويا وبالفعل هناك العديد من أوامر الهدم التي تهدد بيوت القرية.

يعيش سكان القرية على أراضيهم، حيث إنهم يطالبون بالاعتراف بملكيتهم لها. بالإضافة إلى ذلك، لديهم أيضا دعاوى ملكية على أراض خارج القرية. ويطالب سكان القرية أن تعترف بها الدولة في مكانها وعلى أرضهم.

التعليقات