هدم وشيك في قلنسوة: "التدمير هدف السلطات لا الترخيص"

يعود شبح الهدم ليهدد ثلاثة بيوت في مدينة قلنسوة وعددًا من السكان بالتشريد الفوري، مجددًا، بعد أن هدّدت الشرطة الإسرائيليّة، الجمعة، بهدم منازلهم وتغريمهم بتكلفة الهدم، إن لم يهدموها بأيديهم هم، رغم مسعاهم الحثيث لترخيصها.

هدم وشيك في قلنسوة:

المنزل المهدّد بالهدم (عرب ٤٨)

يعود شبح الهدم ليهدد ثلاثة بيوت في مدينة قلنسوة وعددًا من السكان بالتشريد الفوري، مجددًا، بعد أن هدّدت الشرطة الإسرائيليّة، الجمعة، بهدم منازلهم وتغريمهم بتكلفة الهدم، إن لم يهدموها بأيديهم هم، رغم أن أصحاب المنزل سعوا بشكل حثيث خلال الأعوام الماضية لترخيصها، إلا أن السلطات الإسرائيلية، وفق ما يقولوا لا هدف لها إلا هدم المنازل، لا ترخيصها!

وتعود قضية البيوت إلى نحو أربعة أعوام، سلك أصحاب البيوت خلالها جميع الطرق القانونيّة في محاولة لاستصدار تراخيص للبيوت، دون جدوى.

وكان أصحاب البيوت قد حصلوا على أوامر قضائيّة بتجميد الهدم ووقف التنفيذ بين الفينة والأخرى من خلال الاعتراض على قرارات الهدم في المحاكم، الأمر الذي كلفهم مبالغ طائلة، اضطروا لدفعها اضطرارًا لحماية بيوتهم.

وتصرّ السلطات الإسرائيلية، وخاصّة بعد سن قانون "كمينتس"، على هدم البيوت غير المرخصة دون اللجوء إلى القضاء، في الوقت الذي ترفض فيه لجنة التنظيم والبناء اللوائية في الرملة، أصلًا، الموافقة على كافة الخرائط المقترحة بمدينة قلنسوة ضاربة بعرض الحائط أزمة السكن الموجودة.

وقال محمّد عودة، وهو صاحب إحدى البيوت المهدّدة بالهدم، في حديث لـ"عرب 48" إنّ الشرطة أبلغته الجمعة أن يهدم بيته بيديه "وإلّا هدمتها وتكبدت الخسائر، بالإضافة إلى لائحة اتهام وغرامة مالية كبيرة"، وأضاف "لا أنام الليل بسبب هذه القضية، أنتظر الجرافات كل ليلة. وحين أسمع أصواتًا مختلفة في الليل أستيقظُ مفزوعًا لأذهب وأطمئن على البيت، ليست هذه الحياة التي نريدها، لا هدوء ولا طمأنينة".

محمّد عودة، صاحب المنزل المهدّد بالهدم (عرب ٤٨)
محمّد عودة، صاحب المنزل المهدّد بالهدم (عرب ٤٨)

وأوضح "لم نترك مكانًا إلا وذهبنا إليه، ولا حلًا إلا وحاولنا التوصل إليه، لا قضائيا ولا سياسيا، نريد حلًا جذريًا لهذه القضية، لقد سئمنا ممّا نحن عليه".

وأشار إلى أنّ "النضال الجماهيري هو من أهم الأشياء التي يمكنها أن تحمي بيوتنا جنبًا المسارين إلى القضائي والسياسي. لكننا، صدقًا، لم نرَ الجانب السياسي يقف معنا، نناشدهم من هنا قبل أن يفوت الأوان، ساعدوا وساهموا كل ما استطعتم".

وختم بالقول "لا شيء أصعب من أن يهدم بيتك أمامك، البيت الذي بنيت عليه أحلامك وأنفقت عليه كل ما لديك يتحول إلى ركام على أرضك، أليست هذه نكبة؟ أنا أقول بصراحة، سأدافع عن بيتي لو كلفني الأمر حياتي".

وقال الشاب ضياء تايه، الناشط في الحراك الشبابي في قلنسوة، إنّ "هنالك ثلاث طرق للنضال لحماية البيوت، الطريق الأولى فشلت، وهي الطريقة التخطيطية، قدّمنا كل ما تحتاجه اللجنة اللوائية دون جدوى، أمّا المسار الثاني، فهو المسار السياسي، ونرى أنه لا يجدي نفعا ولا يوجد تضامن من قبل السياسيين أعضاء المشتركة، أمّا الطريق الأخير، والأهمّ، فهو المسار الجماهيري والذي يمكنه أن يحمي البيوت".

وأضاف "نريد أن نطلق صرختنا للشارع وللحكومة الإسرائيليّة، سوف نقيم خيمة اعتصام الأحد ومن ثم تظاهرة يوم الثلاثاء، لن نسكت على عنجهية الحكومة ورئيسها الذي يستعملنا كورقة للتغطية على جرائمه".

 وأشار إلى أنّ الغريب في الأمر "أننا نقدّم كل الاقتراحات لحماية البيوت وإدخالها دائرة الترخيص، لكنهم يرفضون كل مقترح، واضح الإصرار على الهدم دون التوصل إلى حلول".

وختم بالقول متسائلًا "أين كوادر الحركات الوطنية؟ لماذا لا نراهم متضامنين مع أصحاب البيوت؟ أليست هذه قضية عامة تخص المجتمع كله؟ نحن بصدد إطلاق حملة تبرعات لفتح صندوق يخدم النضال الجماهيري لقضية البيوت المهددة بالهدم".

التعليقات