أسرة الشهيد أبو القيعان: الحقيقة أقوى من التحريض الإسرائيلي

قالت ابنة الشهيد أبو القيعان، المربية نسرين أبو القيعان، عن التحريض على والدها، لـ"عرب 48" إن "إسرائيل تمارس القمع وتخشى أن تبدو مخطئة، والمسؤولون فيها لا يريدون تحمل عواقب أفعالهم وأكبر مثال على ذلك المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية".

أسرة الشهيد أبو القيعان: الحقيقة أقوى من التحريض الإسرائيلي

الشهيد أبو القيعان وأفراد الشرطة قرب سيارته الجيب (أرشيفية)

مر عامان على استشهاد المربي يعقوب أبو القيعان (47 عاما)، برصاص الشرطة الإسرائيلية في قرية أم الحيران، مسلوبة الاعتراف في منطقة النقب، جنوبي البلاد، بيد أن تحريض السلطات الإسرائيلية لم يتوقف بعد كيل اتهامات وأراجيف لا حدود لها.

الشهيد يعقوب أبو القيعان (أرشيفية)

يوم استشهاد أبو القيعان

قتلت الشرطة الإسرائيلية برصاصها أبو القيعان، أثناء اقتحامها لقريته أم الحيران، وهدمت 12 منزلا و8 منشآت زراعية في 18.01.2017.

هدمت الجرافات والآليات بحماية من قوات الشرطة والوحدات الخاصة 12 منزلا وشردت أهلها، وذلك بعد ساعات من المواجهات بين السكان والشرطة التي عقبت استشهاد أبو القيعان، وترك جثمانه داخل سيارته المحاصرة بقوات من الشرطة ومنعت أهله من الاقتراب من المكان.

استنفرت الشرطة قواتها وانتشرت بالقرب من العديد التجمعات العربية في النقب، ونصبت الحواجز الشرطية ومنعت السكان من التنقل والسفر باتجاه أم الحيران، ومنعت الوحدات الخاصة النواب العرب الذين وصلوا للنقب من الدخول إلى أم الحيران.

قال سكان القرية، إن أبو القيعان خرج من منزله وقاد سيارته صوب مدخل القرية، حيث تجمهر الأهالي هناك بمسعى لمنع قوات الشرطة والجرافات من اقتحام القرية، وقتل برصاص الشرطة التي أطلقت الرصاص الحي وقنابل الغاز والرصاص المغلف بالمطاط على المتجمهرين، وقامت باقتحام القرية وتوفير الحماية للجرافات تمهيدا لهدم المنازل.

زعمت الشرطة الإسرائيلية أن الشهيد أبو القيعان "حاول تنفيذ عملية دهس لأفراد الشرطة الذين تواجدوا في المكان" وعملت ماكنة التحريض في الإعلام الإسرائيلي على تلفيق الاتهامات وزعمت أن أبو القيعان كان ينتمي لتنظيم 'داعش' متبنية أكاذيب الحكومة الإسرائيلية وشرطتها، فيما أكدت شهادات الأهالي أنه قتل بدم بارد.

ماكنة التحريض مستمرة

لم يتوقف التحريض الإسرائيلي بعد استشهاد أبو القيعان، فقد حرض وزير الأمن الداخلي، غلعاد إردان، على الشهيد في عدة مناسبات وأطلق تصريحات أثارت غضب أهل الشهيد، تبعه ضباط من الشرطة، كانت آخرهم الناطقة بلسان الشرطة، ميراف لبيدوت، التي أنهت عملها مع نهاية عمل روني الشيخ مفتشا عاما للشرطة، وادعت لبيدوت أن الشهيد أبو القيعان نفذ "عملية دهس"، وأن "الشرطة لم تخطئ في عملها في أم الحيران"، ما أثار غضبا في الشارع العربي بالنقب واشتعلت صفحات شبكة التواصل الاجتماعي، وطالب ناشطون سياسيون واجتماعيون الشرطة الإسرائيلية بالاعتذار ووقف التحريض على الشهيد أبو القيعان.

الحقيقة ومحاولات طمسها

وقالت ابنة الشهيد أبو القيعان، المربية نسرين أبو القيعان، عن التحريض على والدها، لـ"عرب 48" إن "إسرائيل تمارس القمع وتخشى أن تبدو مخطئة، والمسؤولون فيها لا يريدون تحمل عواقب أفعالهم وأكبر مثال على ذلك المتحدثة باسم الشرطة الإسرائيلية التي لا تتجرأ على قول الحقيقة رغم أنها تعلمها جيدًا".

وأكدت: "نحن أبناء الشهيد يعقوب نعرف الحقيقة جيدًا ولا نحتاج تأكيدًا منهم، ولكن على إسرائيل أن تبدأ بالاعتراف بعنصريتها وتمييزها وقتلها للعرب".
وأضافت أبو القيعان: "نطالب المتحدثة باسم الشرطة أن تعتذر عن أقوالها. إن شرطة إسرائيل هي الجسم الوحيد الذي لم يعترف بخطئه بعد، وما زالت تتنصل من دم والدي الشهيد يعقوب أبو القيعان. إن سعيهم وراء طمس الحقيقة يوضح لنا أنه يصعب عليهم الاعتراف بالواقع الذي نعلمه وعشناه، فوالدي بريء من التهم التي وجهت إليه، ونحن على يقين ببراءة والدي، ولن يهدأ لنا بال حتى تعترف كل المؤسسات الحكومية الإسرائيلية بذلك ويعتذروا عما فعلوا...".

وختمت ابنة الشهيد أبو القيعان بالقول إن "والدي عاش حياته نزيها محبا للخير، ذنبه الوحيد أنه لم يترك بيته لتبنى على أرضه مستوطنة، وأراد العيش في بيته آمنا".

تحريض من فراغ

وقال نجل الشهيد، الطالب نور أبو القيعان، لـ"عرب 48" إن "المؤسسة الإسرائيلية تفاجئنا بشكل مستمر بقدرتها على خلق التحريض من الفراغ. تراجعت كل الهيئات الإسرائيلية عن تحريضها على والدي الشهيد وبقيت الشرطة الإسرائيلية عالقة في موقفها الكاذب لكي لا تتم معاقبتها من جمهورها والمؤسسات القانونية، وكي لا تبدو بمظهر المجرم أمام العالم، والجميع يعلم أنها هي من قتل والدي بدم بارد وبدوافع عنصرية بحتة".

وأضاف أنه "لا جديد في تصريح المتحدثة السابقة باسم شرطة إسرائيل، سوى أنها لم تستخدم مصطلح ‘إرهابي’ و’مخرب’ هذه المرة، بل عبرت عن ما حدث في أم الحيران على أنه ‘عملية دهس’ فقط! وهنا نقول إن الجميع يعلم من هو يعقوب أبو القيعان، ويعرف أن استمرار التحريض يعني ضعف الشرطة في مقابل قوتنا وقوة الحقيقة".

اللعب على الحبال

ابن الشهيد، د. حسام أبو القيعان

وعن محاولات طمس قصة والده الشهيد أبو القيعان، قال الطبيب حسام أبو القيعان، لـ عرب 48" إن "الشرطة الإسرائيلية تلعب على كل الحبال، وتحاول السلطات وأذرعها التأثير على القصة بعد أن سببوا الفتنة بين أهل البلد الواحد وتنكروا لنا في حقوقنا الأساسية".

وأضاف: "لا يعجب الشرطة أن كذبتها تتكشف، ونحن أبناء الشهيد يعقوب أبو القيعان نعلم أن شرطة إسرائيل قتلت والدنا خلال هدمها لبيتنا، وتركته ليموت في سيارته دون أن يقترف أي جرم، ولن نتوقف عن المطالبة وإسماع صوتنا حتى كشف الحقيقة كاملة".

التعليقات