كفر مندا: عاصفة الانتخابات المحلية لم تهدأ بعد

لا تزال كفر مندا متأثرة بأجواء انتخابات السلطة المحلية الأخيرة التي جرت في 30.10.2018 وفاز بها مؤنس عبد الحليم بفارق 26 صوتا فقط عن منافسه علي خضر زيدان.

كفر مندا: عاصفة الانتخابات المحلية لم تهدأ بعد

مجلس كفر مندا، كانون الثاني 2019 (تصوير "عرب 48")

لا تزال كفر مندا متأثرة بأجواء انتخابات السلطة المحلية الأخيرة التي جرت في 30.10.2018 وفاز بها مؤنس عبد الحليم بفارق 26 صوتا فقط عن منافسه علي خضر زيدان.

وشهدت الشهور الأخيرة في القرية أجواء مشحونة واعتداءات على المواطنين الآمنين وحرمات البيوت، على خلفية الانتخابات المحلية، وفوز الائتلاف بـ6 أعضاء من أصل 13، وفوز المعارضة بـ7 أعضاء في المجلس المحلي، ما يستدعي إلى مد جسور التفاهم والتعاون بين الطرفين.

مبادرة لائتلاف شامل

لم يسلّم مرشح الرئاسة علي خضر زيدان، بنتائج الانتخابات المحلية لغاية اليوم، إذ استأنف للمحكمة العليا بعد أن رفضت المحكمة المركزية طعنه في نزاهة الانتخابات المحلية، فيما أطلق رئيس المجلس المحلي المنتخب، مؤنس عبد الحليم، مبادرة عبر موقع "عرب 48" لائتلاف شامل في المجلس المحلي، يضفي صورة تعاون بين كافة أبناء كفر مندا لإخراج المجلس المحلي من ضائقته المالية، وإعادة الأمن والأمان والهدوء إلى القرية التي مرت في أجواء انتخابية صعبة منذ العام 2016.

مؤنس عبد الحليم

وقال رئيس مجلس كفر مندا المحلي، مؤنس عبد الحليم، في حديثه لـ"عرب 48": "نحمد الله، أحوال البلد بخير، ونحن نتقدم في الاتجاه الصحيح. عايشنا انتخابات صعبة للغاية، وقدم طعن بنتائج الانتخابات ورفضته المحكمة المركزية، واليوم هناك استئناف للمحكمة العليا، وللحقيقة أن لقرار المحكمة المركزية برفض الطعن في الانتخابات كان الأثر الكبير على عودة الحياة الطبيعية إلى كفر مندا، وهناك عودة تدريجية وتسليم بالأمر الواقع للتعامل مع السلطة المحلية ورئيسها المنتخب".

وأضاف أنه "مع كل أسف، لا زالت هناك تصرفات واستفزازات قادها ويقودها المرشح الخاسر في الانتخابات، والتي تخللها أيضا اعتداءات على بيوت من أبناء العائلات الصغيرة، ونحن نحاول العودة إلى الحياة العادية الهادئة الآمنة. نحن أبناء بلدة واحدة في نهاية المطاف، ونسعى جاهدين إلى عودة الحياة الآمنة الهادئة من أجلنا جميعا، والبلدة فوق الجميع".

وأوضح عبد الحليم أنه "بشكل عام هناك عودة للهدوء، ونفتح اليوم صفحة جديدة للتعاون بين كافة أقطاب البلدة، وأدعو إلى تشكيل ائتلاف شامل يشمل كافة قوائم كفر مندا، وليبدي كل منا بعض التنازلات وأنا أول من يبدأه بذلك من أجل كفر مندا ومصلحة وأمن وأمان كفر مندا".

103 موظفين بدون ملاكات

وحول تشكيل لجان المجلس المحلي وفصل موظفين ووضع خطة إشفاء للوضع المادي، أجاب رئيس المجلس المحلي: "فيما يتعلق بتشكيل لجان المجلس البلدي فهي منوطة بأعضاء المجلس وهناك تساوي أصوات بين الائتلاف والمعارضة، وهذا يحتاج إلى تعاون لتقسيم اللجان. من جهتي اقترحت الاتفاق علة إقامة لجنة مصغرة لتقسيم لجان المجلس بصورة موضوعية. أما فيما يتعلق بقضية فصل الموظفين وهي قضية مؤلمة جدا، فلا أحد يسعى إلى فصل موظف واحد، ولكن للأسف عشنا فترة تعيينات لم يسبق لها أي مثيل في الفترة السابقة وتجاوزات غريبة وتعيينات لا لزوم لها، وهناك مكاتبات مع الإدارة السابقة لإلغاء هذه التعيينات غير القانونية. نحن نتحدث عن توظيف 103 موظفين بدون تخصيص ملاكات أو حاجة لهم، عدا عن توظيفات في المركز الجماهيري، وهذا يسبب عجز موازنة شهري بمبلغ قدره 1.25 مليون شيكل، وهو ما أدى إلى ديون في الموازنة الجارية بمبلغ 10 مليون شيكل، أما الملاكات الضرورية فسنحاول الحفاظ عليها، وغير ذلك سنضطر إلى فصلهم، ونحن نتخذ هذه الخطوة مرغمين ولا يفرحنا ذلك".

وختم عبد الحليم بالقول: "نحن في مرحلة وعهد جديد في كفر مندا، همنا أبناء هذا البلد، رقي وازدهار البلد، همنا جهاز التربية والتعليم، هذا الأسبوع تسلمنا تلسكوب هو الأول من نوعه في البلاد زودنا فيه مدرسة الزيتون لغرفة علوم الفضاء ويمكن من خلاله رصد 14 نجما بصورة سهلة حتى عبر تطبيق ‘واتساب’ وهو تتمة لمشروع افتتح في عهد والدي رحمه الله عام 2014، هذه كفر مندا التي نريد، إدارة تسعى لترسيخ الأمان والهدوء، لقوله تعالى ‘وَقُلِ اعْمَلُوا فَسَيَرَى اللَّهُ عَمَلَكُمْ وَرَسُولُهُ وَالْمُؤْمِنُونَ’. كلنا مسؤولون وعلينا جميعا العمل معا لإعادة الأمن والأمان، ونحن هنا أولا وأخيرا لخدمة أهلنا الذين تربطني بهم علاقات طيبة متوارثة، ونريد أن نحافظ على هذا الإرث الثمين".

اتهامات ودعوات

ومن جانبه قال، علي خضر زيدان في حديثه لـ"عرب 48" إن "أوضاع كفر مندا ليست بخير، هناك أزمة كبيرة على مستوى الائتلاف في المجلس المحلي، وبعد الانتخابات لم يتصرف مؤنس عبد الحليم بمسؤولية، وأغلق الباب أمام أي تواصل مع الطرف الآخر، بدلا من مد اليد للتعاون".

علي خضر زيدان

وأضاف: "طبعا، عشنا سلسلة مشاكل بعد الانتخابات، وكان من السهل على عبد الحليم أن يقول الطرف الخاسر هو من يفتعلها، ولكننا نقول أن هناك طرفا يتحمل مسؤولية، وكلم راع وكلكم مسؤول عن رعيته، فقد عشنا استفزازات بما فيها دخول غير مسبوق للمجلس المحلي، أنتج توترات، وأنا كطرف فوجئت بنتائج الانتخابات وهي فعلا مفاجئة وقمت بفحص الأمر وتبين وجود خروقات كبيرة".

وحول رفض المحكمة المركزية لطعنه في نزاهة الانتخابات، قال زيدان، إن "المحكمة لم تنه هذا الملف، وهي مرحلة معروفة بأنها ستنتهي في المحكمة العليا بالنسبة للجهتين، وحتى بعد المحكمة العليا سيبقى المسار الجنائي، وأنا أقولها واضحة بأنه لم يشهد المجتمع العربي هذه الكثافة في التحقيقات والخروقات، وهذا سيؤدي إلى ملفات جنائية مع وصمة عار، وهذا ينتج توتر واعتداءات".

وردا على توجيه الاتهام له شخصيا من الطرف الآخر بتوتير الأجواء، أجاب زيدان: "لا أستغرب ذلك، في الأمس أصدر شريطان يبثان الحقد والكراهية ضد علي زيدان".

وعن سبل التعاون قال: "كان لي فترة تعاون مع الرئيس الراحل، طه عبد الحليم، ولكنا اليوم نواجه انتقامات سياسية، فصل موظفين وتوزيع امتيازات على المقربين. هناك محاولة استحواذ على مقدرات البلد، وكفر مندا ستعاني، ومن يتولى السلطة هو المسؤول الأول، وهو المسؤول عن إيصال كفر مندا لبر الأمان. نحن لا نريد أن نعيش أجواء الحقد والكراهية في كفر مندا، ولا شيء صعب لتحقيقه فقد أرسلنا اقتراحا من قبلنا للتعاون في المجلس المحلي لكن عبد الحليم ضربه عرض الحائط، ورغم ذلك نواصل مد أيدينا، ومن جانب آخر يتواصل المسار القضائي والجنائي، وهذا لا يتم عبر فصل جماعي للموظفين، هناك وظائف وملاكات ممولة والناس تحتاج إلى عمل بدلا من الفصل، وللإشفاء عمّق الجباية ووسّع مدخولات المجلس وليس السعي إلى احتكار مقدرات البلدة التي تعاني وتراوح مكانها".

منظر عام لكفر مندا

وختم زيدان بالقول: "أتوجه لكافة أعضاء المجلس المحلي بضرورة التعاون من أجل كفر مندا، كما أتوجه لرئيس مجلس كفر مندا المؤقت الأخ مؤنس عبد الحليم، أن يرفع يده عن الموظفين والانتقامات السياسية، وإن أنصفنا أو لم ننصف في المحكمة هناك حاجة لتعاون الطرفين بنوايا طيبة دون فصل موظفين فهذه جريمة مهنية اجتماعية وسياسية".

التعليقات