أصحاب المنازل المهددة بالهدم في قلنسوة: واقع مرير ولا حلول لمعاناتهم

يعيش أصحاب المنازل المهددة بالهدم في مدينة قلنسوة، واقعا مريرا وأياما عصيبة في ظل شبح الهدم الذي يتهدد منازلهم بعدما أغلقت أمامهم كافة الأبواب من أجل التوصل إلى حلول تقضي بتوفير العيش لهم بأمان واستقرار

أصحاب المنازل المهددة بالهدم في قلنسوة: واقع مرير ولا حلول لمعاناتهم

من الاجتماع في قلنسوة، الليلة الماضية (عرب 48)

يعيش أصحاب المنازل المهددة بالهدم في مدينة قلنسوة، واقعا مريرا وأياما عصيبة في ظل شبح الهدم الذي يتهدد منازلهم بعدما أغلقت أمامهم كافة الأبواب من أجل التوصل إلى حلول تقضي بتوفير العيش لهم بأمان واستقرار.

ويتعرض أصحاب المنازل الثلاثة المهددة بالهدم الواقعة في المنطقة الشرقية الشمالية لقلنسوة، إلى الجلد النفسي وهم يتعايشون صراع استنزف منهم الطاقات والأموال لأكثر من 3 سنوات، كما أنهم يخشون وصول جرافات السلطات الإسرائيلية في الأيام القريبة بعدما وصلت معلومات مفادها بنية الهدم دون الانتظار إلى قرار الرد على الاستئناف الذي قدمه المحامي الموكل بالدفاع عنهم.


وبات شعور أصحاب المنازل المهددة بالهدم محمد عودة، عبد الحكيم حمودة وإسماعيل راوية، بأن شبح الهدم أقرب إليهم من أي وقت مضى، خصوصًا بعد فشل محاولات التخلص منه على الصعيدين القضائي والسياسي، وأصبح تعويلهم الوحيد على الحراك الشعبي في محاولة للتصدي لأوامر الهدم.

وفي حديث لـ"عرب 48"، مع صاحب المنزل المهدد بالهدم، محمد عودة، ذكر أنه "نحن لا نعيش كباقي البشر، لا نرتاح في نومنا ولا في حياتنا، لدي كلب في المنزل وفي الوقت الذي أسمع فيه نباحه أظن بأن الجرافات قد حضرت، بحيث يجتاحني كابوسا وكل صوت أصبح يؤرقني في الليل".

وتابع "أشعر مع مرور الوقت أنني سأفقد حياتي، وكأن هذا المنزل حي يرزق وأنه فرد من عائلتي، كل ساعة تمر باتجاه هدم المنزل كأنها تنقص من عمري، معنوياتي تحطمت على هذا المنزل".

وأشار إلى أن "أولادي وزوجتي لا يعيشون هم الآخرون، لا نعلم ما الحلول وما يمكننا فعله، لا نعيش في حياة كالتي نريدها هذه كلها أوهام، وأنا أطالب بإضراب عام في البلاد واستقالة رؤساء السلطات المحلية فيما لو أقدمت الجرافات على هدم منزلي".

وختم عودة بالقول "استنزفنا في هذه القضية كل ما نملك، لقد سئمنا لكننا نحاول أن نتدارك هذا الإحباط الذي حل بنا، وأن نكون أقوياء أمام آليات الهدم".

وعلى هامش التطورات، عقد مساء أمس، الأحد، اجتماع طارئ في منزل صاحب المنزل المهدد بالهدم، محمد عودة، بحضور رئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية، مضر يونس، العشرات من أهالي قلنسوة والقوى الوطنية في المدينة والمجتمع العربي، بالإضافة إلى مندوبين عن لجنة المتابعة والأحزاب العربية.

وناقش الحضور في الاجتماع كيفية التصدي لأوامر الهدم المتوقعة خلال الفترة القريبة، وقد طرحت العديد من الاقتراحات حول النضال من الجانب القضائي والسياسي والجماهيري.

وذكر رئيس اللجنة القطرية للسلطات المحلية العربية، مضر يونس، خلال حديثه في الاجتماع بالقول "لنعلم أننا مقبلين على فترة عصيبة جدا، أوامر الهدم في الفترة الأخيرة تهدد كافة البلدات العربية، ما يستوجب علينا العمل على كافة الجوانب".

وأكد أن "قانون كامينتس هو جوهر القضية هنا سيما وأنه أثر على مسار القضاء ومنح الشرعية للجان التنظيم في كل ما يتعلق بأوامر الهدم".

وقال النائب، عبد الحكيم حاج يحيى، إن "الحل هو التنظيم والضغط بصورة كبيرة على اللجان والسلطات المحلية حتى نضع المؤسسة الإسرائيلية في الخانة".

وشدد على "أهمية التواجد في المنازل المهددة بالهدم بحشود كبيرة حتى نمنع الجرافات من تنفيذ أوامر الهدم كما تم في حالات مشابهة بالرامة وعكا، وهذا اقتراح وارد جدا ويبدو أن الحل الوحيد اليوم هو النضال الشعبي".

التعليقات