رهط: حركة تجارية وظروف صعبة عشية عيد الفطر

تنتعش الحياة التجارية في رهط، ثاني أكبر مدينة عربية في المجتمع العربي والتجمع السكاني والتجاري الأكبر في منطقة النقب، جنوبي البلاد، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعشية عيد الفطر السعيد.

رهط: حركة تجارية وظروف صعبة عشية عيد الفطر

متجر في رهط، حزيران 2019 (تصوير "عرب 48")

تنتعش الحياة التجارية في رهط، ثاني أكبر مدينة عربية في المجتمع العربي والتجمع السكاني والتجاري الأكبر في منطقة النقب، جنوبي البلاد، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة في الأيام الأخيرة من شهر رمضان وعشية عيد الفطر السعيد.

لا تعرف رهط النوم في ليالي رمضان، تنشط فيها الحركة التجارية وتكتظ محلات الحلويات والبقالات بالناس، ويقضي الشباب سهراتهم في المقاهي ومرافق الترفيه، وتتضاعف حركة المواطنين وتتغير احتياجاتهم مع قرب انتهاء شهر الصيام وحلول العيد.

نديم الزيادنة

يجوب الآلاف أسواق رهط ومحلاتها التجارية في العشر الأواخر من رمضان لشراء كسوة العيد، ومع كل يوم من اقتراب العيد يزداد عدد الزبائن وينشط التجار الذين يحاربون غلاء المعيشة والأوضاع الاقتصادية الصعبة بملاءمة المنتجات للمستهلكين وبحملات تخفيض الأسعار والحملات التسويقية المختلفة.

والتقى "عرب 48" في سوق رهط ومركز المدينة عددا من التجار والأهالي وحاورهم حول الأوضاع الاقتصادية، الحركة التجارية واستقبال العيد.

وتحدث مالكا محل الأحذية والإكسسوارات "سكووب رهط"، نديم الزيادنة وسفيان النصاصرة، لِـ"عرب 48" عن أساليب تسويق المنتجات وملاءمة أسعارها.

قال الزيادنة: "نحاول بشكل مستمر ملاءمة الأسعار للزبائن وبيع المنتجات في رزم تناسب في سعرها قدرات المستهلكين، 3 قطع بـ100 شيكل أو أقل. نحن مستهلكون أيضا ونعلم كم يشكل الشراء في فترة العيد عبئا على العائلة، بعض العائلات لا يمكنها الشراء مرتين لعيد الفطر وعيد الأضحى، وهنا تقع المسؤولية على عاتق التجار لتوفير منتوجات قريبة إلى سعر الجملة كي يستطيع الأطفال الوصول لفرحة الملابس الجديدة في العيدين".

سفيان النصاصرة

وعن المنافسة مع الأسواق الأخرى، قال النصاصرة: "ننافس في عملنا الأسواق في الضفة الغربية والمدن اليهودية، على حد سواء، ويحاول التجار في المدن اليهودية الوصول إلى الزبائن العرب بكل الطرق، نراهم يعلنون عن منتجاتهم باللغة العربية وفي وسائل الإعلام العربية في النقب. يعلم هؤلاء التجار قوة الشارع العربي في الشراء والاستهلاك وخاصة في الأعياد، فقد تراهم يعاملون الزبائن العرب بشكل سيئ على مدار السنة، ولكن عند اقتراب الأعياد يتغيرون 180 درجة، وهنا تقع المسؤولية على المشتري العربي في دعم السوق المحلي في رهط والقرى العربية وعلى التجار في توفير بضائع بنفس الجودة وبأسعار رخيصة نسبيا".

وفي قلب سوق رهط التي أقيمت منذ نشوء المدينة، وهي سوق معروفة في النقب وتعتبر مركز الحياة التجارية في رهط، تحدث صاحب محل "أزياء ميلانو"، أحمد أبو غرارة، لـ"عرب 48" حول الحركة التجارية في السوق والاختلاف في طلبات الزبائن، وقال: "نحن في الأسبوع الأخير من رمضان ونقترب من العيد وقد نشطت الحركة التجارية في المدينة وبدأت المحلات تعج بالمشترين من داخل المدينة ومن القرى المحيطة المعترف بها ومسلوبة الاعتراف، على حد سواء".

أحمد أبو غرارة

وأضاف أن "الجميع يتحضرون للعيد، والحمد لله، رهط تعج بالخير وتعيش أجواء العيد بشكل حقيقي".

وأكد أن "رهط بلدة تجارية من الدرجة الأولى، مع اختلاف قدرة الزبائن الشرائية. بعض الشبان يبحثون عن ملابس يصل ثمن القطعة منها لغاية 800 شيكل، والبعض الآخر يبحث قطعة ملابس لا يتجاوز ثمنها 100 شيكل، ودوري أنا التاجر أن أوفر متطلبات كافة الزبائن وبالأسعار التي تناسبهم، ولذلك نقوم أيضا بحملات تخفيض الأسعار بنسبة 50% وأكثر، والحمد لله، الكثير من الزبائن تفاعلوا مع الحملة ولم نتوقف عن البيع منذ لحظة البدء بالحملة".

وختم أبو غرارة بالقول إنه "من بين التحديات التي تواجهنا أن شريحة معينة من الزبائن تحب الشراء من المحلات والشبكات اليهودية بدون أساس معين لهذا الشراء فذات البضاعة التي هناك نحن نوفرها للزبائن وبأسعار أفضل، ولكن بالرغم من هذا نشكر الله على ما يأتينا، وبشكل عام في الليلة التي تسبق العيد تقفل الشوارع في المدينة بسبب شدة الازدحام وكثرة المشترين والحركة التجارية". 

وتحدث المربي ومدرب التنمية البشرية، قاسم الشافعي، في سوق رهط لـ"عرب 48"، وقال: "بالنسبة للأسعار وإقبال الناس على الشراء من الأسواق العربية عموما وفي رهط خصوصا أعتقد أن الحركة في ازدياد، فشرائح واسعة اختارت وفضلت الشراء من قلب المدينة وليس الخروج إلى سوق أخرى، وذلك لأن كل شيء متوفر هنا وكذلك الأسعار أفضل، وأعتقد أن هناك مساحة للتحسين وتخفيض الأسعار بنسبة أكبر".

وختم الشافعي بالقول إن "المشهد الذي يدعو للتفاؤل هو الإقبال الكبير من الناس رغم الأوضاع الاقتصادية الصعبة على المحلات التجارية في رهط، وهذا يعود إلى تفهم التجار للناس وهو ما نريد أن يكون وأن يستمر بين أبناء البلدات العربية لدعم اقتصاد بلداتهم وأهاليهم".

 

التعليقات