أهالي حي "شنلر" يواصلون نضالهم ضد مخطط تضييق الحي

لا زال أهالي حي شنلر في الناصرة يأملون في إحراز تقدم في قضية توسيع حي "شنلر" في الناصرة وزيادة 600 وحدة سكنية، ومنع اللجنة اللوائية من تنفيذ قرارها بزيادة الوحدات السكنية الأمر الذي قد يضر بأهالي الحي ويضيّق المساحات والشوارع

أهالي حي

حي شنلر (عرب 48)

لا زال أهالي حي "شنلر" في مدينة الناصرة يأملون في إحراز تقدم في قضية توسيع حي "شنلر" في الناصرة وزيادة 600 وحدة سكنية، ومنع اللجنة اللوائية من تنفيذ قرارها بزيادة الوحدات السكنية الأمر، الذي قد يضر بأهالي الحي ويضيّق المساحات والشوارع الحالية، كما ويضر بالبنية التحتية.

ومن المقرر أن يقدم المحامي إميل نحاس، المكلف من قبل اللجنة الشعبية لحي "شنلر" في الناصرة، التماسا إلى المحكمة العليا لمنع لجنة التنظيم اللوائية من البدء بتنفيذ مرحلة جديدة من مشروع الإسكان في الحي، والذي من المقرر له أن يقام على المناطق الخضراء المجاورة، رغم المعارضة الشديدة التي يبديها سكان الحي ولجنة التنظيم المحلية. 

وتقرر في اجتماع شعبي عقد في نهاية الشهر الماضي، بمبادرة اللجنة الشعبية التي تضم 15 من سكان الحي، وبمشاركة النائبة هبة يزبك والنائبة عايدة توما – سليمان، التصدي بكل الوسائل والطرق القانونية للمشروع الذي لا يراعي ظروف الحي من حيث زحمة المرور والبنى التحتية وشبكات الصرف الصحي، حيث كانت وزارة الصحة أول من عارضت المشروع بسبب عدم جاهزية البنى التحتية في الحي، لكن السياسة لعبت دورا في إسكات صوت وزارة الصحة وثنيها عن الاعتراض على المخطط، من أجل تطبيق سياسة "علب السردين" ووضع أكبر عدد من السكان على أصغر مساحة ممكنة من الأرض.

هنا سيقام المشروع السكني المثير للجدل (عرب 48)

وفي هذا السياق، أوضح عضو لجنة حي "شنلر"، عماد شلش، وأحد الناشطين في التصدي لهذا المخطط الذي من شأنه أن "يدمر المنطقة" على حد تعبير، ويزيد من الاختناقات المرورية "غير المحتملة اليوم"، وتساءل "ما المصير الذي سيواجه الحي بعد إضافة نحو 1000 وحدة سكنية على مرحلتين؟".

وأشار شلش في حديث لـ"عرب 48" إلى الدراسات التي أجراها خبراء ومختصون من بينهم المحاضر في التخنيون والمختص في الهندسة المعمارية وتخطيط المدن، بروفيسور يوسف جبارين، فإن مدينة الناصرة، لا تستطيع اليوم استيعاب فرد واحد إضافي، وأن مساحة المدينة الراهنة بإمكانها استيعاب 60 ألف نسمة فقط، بينما يعيش فيها اليوم نحو 85 ألف نسمة.

وأضاف شلش، مشيرا بيده إلى مستوطنة "كفار هحورش" اليهودية الموجودة على الجهة المقابلة لحي "شنلر"، قائلا: "على مساحة مماثلة لتلك التي تعتزم لجنة التنظيم إقامة 600 وحدة سكنية فيها في حي شنلر، تقام هناك فقط 48 وحدة سكنية ينعم فيها المستوطنون بمساحات خضراء وملاعب للأولاد ومواقف سيارات وغيرها". وشدد شلش على أن سياسة الحكومة هي حشر العرب في مساحات صغيرة من أجل دب الخلافات بينهم ومحاصرتهم.

وأكد شلش أن لجنة التنظيم والبناء تضرب بعرض الحائط كل القوانين والأنظمة والمعايير التي وضعها المشرّع من أجل تمرير مخططتها. وقال "هنالك أنظمة صارمة وملزمة تفرضها وزارة المواصلات، تتطلب إجراء فحص لوضعية حركة السير وتأثير كل مشروع سكني يزيد عدد وحداته السكنية على 500 وحدة، على حركة السير في محيط المشروع، إلا أن اللجنة تتجاهل كل هذه الأنظمة الملزمة وتصر على تنفيذ المشروع رغم المعارضة الشديدة".

مستوطنة "كفار هحورش" قبالة حي شنلر، 48 شقة على مساحة واسعة

وروى عضو البلدية السابق شريف زعبي، الذي رافق اللجنة الشعبية في نضالها ضد مشروع الإسكان، لموقع "عرب 48" تسلسل القضية التي بدأت قبل 4 سنوات، حين أعلنت اللجنة اللوائية عن نيتها إقامة مرحلة جديدة من مشاريع الإسكان في حي "شنلر"، وقال إن المشروع يقسم إلى قسمين ويقام على أراضي منطقتين متجاورتين إحداهما في حي "شنلر" حيث ستقام 600 وحدة سكنية، وفي حي "المنارة" المجاور حيث ستقام فيه 400 وحدة سكنية، رغم أن حي المنارة مأهول بالسكان وتقام عليه عشرات الفيلات والشقق الفخمة، بحيث يعتبر حيا راقيا، إلا أن لجنة التنظيم تأبى إلا أن "تزرع" بين الفيلات، بنايات متعددة الطبقات من شأنها أن تنغص وتعكر جودة حياة سكان الحي الآمنين والمستقرين.

وأضاف زعبي أن المشروع لاقى اعتراضا منذ الإعلان عنه، وجاءت هذه المعارضة من قبل سكان الحي ولجنة التنظيم المحلية وبلدية الناصرة ومجلس يافة الناصرة، على حد سواء، باعتبار أن المشروع يؤثر على أحد مداخل قرية يافة الناصرة. ومنذ اليوم الأول لتأسيس لجنة الحي التي انتدبت المحامي إميل نحاس، تم تقديم التماسات إلى المحكمة المركزية التي ناقشت الموضوع حتى خلصت إلى قرار اعتبرته لجنة التنظيم اللوائية بأنه تراجع وحسن نية من قبلها، يقضي ببناء 300 وحدة سكنية في حي "شنلر" كمرحلة أولى، ومن ثم إجراء تقييم للوضع، قبل أن يتم بناء 300 وحدة أخرى! وقد وافقت المحكمة على هذا الاقتراح على اعتبار أنه حل وسط يُعبّر عن "تراجع" من قبل لجنة التنظيم، إلا أن القرار رفضه السكان ولجنة الحي وقررت تقديم التماس للعليا على قرار المركزية.

وتجدر الإشارة إلى أن المشروع من المقرر أن يقام بمحاذاة أكبر مشروع حيوي وترفيهي في مدينة الناصرة، وهو منتجع الحربجي الرياضي الذي يضم أكبر قاعات رياضية وبرك سباحة في منطقة الشمال، ويقصده المئات يوميا. ويعارض أصحاب المنتجع إقامة المشروع بسبب الاختناقات التي تحدث يوميا في الحي بوضعيته الراهنة، فكم بالحري حين سيضاف إليه ما لا يقل عن 1500 مركبة إضافية!!

ويقول شريف زعبي إن المخطط يحمل جوانب سياسية واضحة، وهي خنق العرب في مساحات ضيقة بدلا من توسيع مسطح المدينة، ويضيف أن الحل يكمن في توسيع المسطح وليس في تكريس سياسة خنق المواطنين العرب.

وأكد زعبي "نحن لسنا ضد المشاريع الإسكانية على الإطلاق، وإنما نحن مع تنظيم هذا الجانب ونؤيد التخطيط والبناء السليم الذي يصب في مصلحة السكان، كما هو الحال في أماكن أخرى في الناصرة مثل حي الجليل الواسع ومتعدد المنافذ، والحي الجنوبي (جنوب مسجد الأبرار في بئر الأمير) وحي البشارة وكرم الصاحب وقصر المطران، هذه المناطق قادرة على استيعاب 5000 وحدة سكنية، فلماذا الإصرار على حي "شنلر"؟!

 

التعليقات