أبو سنان: والد القتيل هيثم إبريق يسرد التفاصيل 

الوالد الثاكل: "حاولت الدفاع عن ابني ووقفت في وجه القاتل ما أسفر عن إصابتي بعيار ناري في قدمي. كنت أتمنى الموت بدلا منه فقد حرمونا منه وأبقوا رضيعا يتيما بدون أب، وكان قد نطق بالشهادة بين أحضاني".

أبو سنان: والد القتيل هيثم إبريق يسرد التفاصيل 

والد القتيل هيثم إبريق (تصوير "عرب 48")

تمر عائلة إبريق وبلدة أبو سنان في حالة من الصدمة والحزن والغموض بعد جريمة قتل الشاب هيثم نور إبريق (25 عاما)، متأثرا بجروحه نتيجة إطلاق النار عليه في وضح نهار يوم الخميس الماضي.

وتكاد عائلة إبريق لا تستوعب حجم المصاب الذي الألم بها، سيما وأن المرحوم عُرف بسيرته الحسنة ودماثة أخلاقه وقد ترك وراءه زوجة ثاكل ورضيع في الأشهر الأولى من عمره.

في أعقاب جريمة القتل، جرى الإعلان عن الإضراب الشامل وتنظيم تظاهرة احتجاجية في مدخل البلدة تنديدا بالجريمة ومن أجل مطالبة الشرطة بعدم التقاعس والكشف عن الجناة.

تنضاف هذه الجريمة إلى سلسلة من جرائم القتل في المجتمع العربي، في ظل صمت المجتمع وتخاذل الشرطة في محاربة ظاهرة العنف والجريمة.

القتيل هيثم إبريق خلال تأديته مناسك العمرة قبل عام

وفي هذا السياق، استهل الوالد الثاكل، نور إبريق، الحديث لـ"عرب 48" وقلبه يعتصر ألما على فقدان نجله، بالقول إن "المرحوم عمل معي على مدار السنوات الثلاث الأخيرة في المحل التجاري الذي نملكه، حيث لم يكن له أي أعداء وقد أدى مناسك العمرة قبل عام وكان يواظب على صلواته بالمسجد".

وأضاف أنه "حتى الآن نكاد لا نستوعب الجريمة التي ألمت بنا، ونحن لا نتهم أحدا. كل من عرف ابني أحبه فقد كان يساعد الآخرين، ولا يسعنا سوى أن نقول حسبنا الله ونعم الوكيل بمن ارتكب هذه الجريمة وقتل ابني".

وعن يوم وقوع الجريمة، قال الوالد الثاكل: "حاولت الدفاع عن ابني ووقفت في وجه القاتل ما أسفر عن إصابتي بعيار ناري في قدمي. كنت أتمنى الموت بدلا منه فقد حرمونا منه وأبقوا رضيعا يتيما بدون أب، وكان قد نطق بالشهادة بين أحضاني حينما حاولت تضميد جروحه وطلب مني الحفاظ على ابنه".

وتابع: "كنت أنا وابني بمثابة الأصدقاء ولم يشك لي يوما من أي شيء. نطالب الشرطة بالعمل من أجل الكشف عن القاتل، ومن هنا أدعو الأهالي للحفاظ على أبنائهم وأنا كلي خوف على الأجيال الشابة في ظل آفة العنف والجريمة المتفشية في مجتمعنا".

وختم إبريق بالقول: "نحن عائلة مسالمة ولا يوجد لنا أعداء، ولطالما كانت منازلنا مفتوحة لكل من قصدنا. ودعنا أبني وكانت جنازته مهيبة، وحتى الآن لا نعرف خلفية الجريمة ولا نتهم أحدا، ونحن نسلم أمرنا لله حتى يأخذ حقنا، وعلى الشرطة أن تقوم بإلقاء القبض على القاتل".

عم القتيل هيثم إبريق (تصوير "عرب 48")

وذكر موسى إبريق، عم الشاب المغدور، في حديث لـ"عرب 48"، أن "هيثم كان من زينة الشباب، وقد عمل برفقة والده في محلهم التجاري لإعالة عائلتهم المكونة من 4 أنفار، ولم يواجه أي مشاكل وقد تزوج قبل عام ورزق قبل بضعة أشهر بطفل كان من المقرر أن يحمل اسم والده نور إلا أن الأخير الآن يريد تسميته على اسم ابنه هيثم".

وأشار إلى أن "الجريمة وقعت علينا كالصاعقة ونكاد لا نستوعب أن هيثم راح ضحية جريمة قتل، الأمر الذي أثار الصدمة في نفوسنا. نحن على علم بأن من ارتكب هذه الجريمة من خارج البلدة، ونحن كعائلة كنا وما زلنا نبحث عن سبب لهذه الجريمة وإن كان هناك من يريد شيئا من هيثم حتى بعد مماته فإننا مستعدون لذلك".

القتيل هيثم إبريق (تصوير "عرب 48")

وأضاف: "لا نبحث عن حقنا من خلال العنف أو الانتقام، ونحن نطالب الشرطة بأخذ دورها وعدم التقاعس في فك رموز جريمة قتل ابن شقيقي هيثم. ندرك مدى سهولة الملف حتى الوصول إلى القاتل سيما وأننا نتحدث عن جريمة وقعت في وضح النهار".

وتساءل "ما الذنب الذي اقترفه هيثم حتى يقتلوه ويتركوا وراءه عائلة تعتصر ألما على فقدانه وزوجة ثاكل ورضيع في الأشهر الأولى من عمره؟".

وختم إبريق بالقول إن "الحالة السائدة في مجتمعنا نتيجة تفشي العنف والجريمة تتطلب الإعلان عن حالة طوارئ إلى جانب الضغط على الشرطة التي تتقاعس في مكافحة هذه الظاهرة ومصادرة السلاح، وفي المقابل نراها تنشط في تحرير المخالفات للسائقين".

 

التعليقات