النقب: انتقادات في أعقاب استقبال أوري أريئيل

شهدت فترة أريئيل في وزارة الزراعة الإسرائيلية، المسؤولة عن ملف النقب في معظم مرافق الحياة اليومية للمواطنين العرب، حالة الضغط الأسوأ على أهالي النقب والتصعيد الأكبر في وتيرة هدم المنازل العربية.

النقب: انتقادات في أعقاب استقبال أوري أريئيل

هكذا استقبلوا الوزير المتطرف، أريئيل، بالنقب!

ينهي وزير الزراعة الإسرائيلي، أوري أريئيل، مهامه بعد شهر من اليوم، ويصفه العرب في منطقة النقب، جنوبي البلاد، بأنه "وزير الهدم الإسرائيلي" المعروف بتطرفه وعنصريته.

شهدت فترة أريئيل في وزارة الزراعة الإسرائيلية، المسؤولة عن ملف النقب في معظم مرافق الحياة اليومية للمواطنين العرب، حالة الضغط الأسوأ على أهالي النقب والتصعيد الأكبر في وتيرة هدم المنازل العربية، إذ وصل عدد البيوت المهدومة في العام 2018 لوحده إلى 2,775 مسكنا، وتعزيز آليات وميزانيات الهدم والملاحقة لعرب النقب بضخ الميزانيات ومنح الصلاحيات للشرطة الإسرائيلية ووحدة "يوآف" وما تسمى "سلطة تطوير النقب" المسؤولة الأولى عن هدم البيوت في النقب.

خروج عن الإجماع

عقد منتدى السلطات المحلية العربية في النقب اجتماعًا طارئًا بتاريخ 09.08.2019 بعد استدعاء رئيس مجلس القيصوم الإقليمي، سلامة الأطرش، للتحقيق في مقر وحدة "يوآف" الشرطية على خلفية بناء رياض أطفال على أراض في منطقة نفوذ مجلس القيصوم، وتقرر في الجلسة توجيه رسالة شديدة اللهجة إلى الوزراء المعنيين، ومقاطعة زيارة الوزير المسؤول عن ما تسمى "سلطة تطوير النقب" في عيد الأضحى، والمطالبة بتجميد أوامر الهدم وتشكيل لجنة من الرؤساء لمتابعة القضايا الحارقة للعرب بالنقب، لكن سرعان ما تغيرت لهجة بعض أعضاء منتدى السلطات المحلية في النقب!

وفي البيان الذي صدر في اليوم التالي للجلسة، ذُكر أن استقبال الوزير المسؤول عن ما تسمى "سلطة تطوير النقب" مشروط بالتراجع عن هدم رياض الأطفال في قرية الفرعة، مسلوبة الاعتراف، رغم الإجماع على قرار المقاطعة في الجلسة!

والمستهجن أن الوزير أريئيل استُقبل ثاني أيام العيد، بشكل طبيعي، في بلدتين عربيتين بالنقب ففي اللقية استقبله رئيس مجلسها المحلي، أحمد الأسد، وفي عرعرة النقب استضافه رئيس مجلسها، نايف أبو عرار، كما استُقبل أريئيل في بيت عارف أبو ربيعة بقرية مكحول، وبيت رئيس اللجنة المحلية في قرية دريجات، إسحاق أبو حماد. وقاطع زيارة أريئيل كل من رئيس مجلس القيصوم، سلامة الأطرش، ورئيس مجلس كسيفة المحلي، المحامي عبد العزيز النصاصرة، ولم يتم إدراج رهط وحورة وتل السبع وواحة الصحراء وباقي القرى في البرنامج.

غضب واحتجاج

أثار استقبال الوزير أريئيل في عرعرة النقب واللقية غضبًا واسعًا على صفحات شبكة التواصل الاجتماعي وفي الشارع النقباوي.

وأعرب العديد من الناشطين عن غضبهم من عدم الالتزام بالموقف الجماعي لرؤساء السلطات المحلية، ورفض الشارع النقباوي لاستقبال المسؤولين عن هدم البيوت في القرى العربية والتعامل معهم بطبيعية. 

خيبة أمل

عطية الزبارقة

وقال الناشط السياسي، عطية الزبارقة، من قرية اللقية لـ"عرب 48" إن "خيبة الأمل من ممثلي السلطات المحلية الذين استقبلوا الوزير العنصري أريئيل كبيرة. في الأمس هدم بيوتنا واليوم نحن نستقبله بكل حميمية، هذا عيب. تأملنا الخير بعد بيان الجلسة الأولى للسلطات المحلية والذي تم الاتفاق فيه على مقاطعة الجلسة بشكل جماعي ولكن هذا لم يحدث".

وأضاف أن "ما تسمى”سلطة تطوير النقب“ و”وحدة يوآف“ وتعسف ”دائرة أراضي إسرائيل“ كلها نتائج لسياسات وعقلية أوري أريئيل الاستيطانية، ولا شيء يحدث في النقب دون مشورته، واستقباله في القرى العربية هو تنكر لقضية القرى مسلوبة الاعتراف".

بداية موقف

جلال أبو بنية

وقال عضو اللجنة المحلية في قرية وادي النعم، جلال أبو بنية، لـ"عرب 48": "لم نتأمل الكثير من رؤساء السلطات المحلية، ولكن لعلها تكون بداية موقف. أحيانًا نعتقد أن رؤساء السلطات المحلية يعيشون في واقع آخر، أستغرب عما يتحدثون وكيف يتقبلون المعايدة من وزير مسؤول عن هدم آلاف البيوت لأهلهم ومعارفهم وأقربائهم؟ شعرنا بالفخر عندما سمعنا عن مقاطعة زيارة أريئيل، ولكن شعرنا أن القرار لن يصمد حتى النهاية وأنه سيكون هناك من يخرقه أو لا يلتزم به، وبالفعل في موعد الزيارة فوجئنا برئيسين يخرقان القرار الجماعي دون الحصول على تعهد حتى بوقف الهدم في الفرعة". 

وأضاف: "نحن في قرية وادي النعم أكثر من شعر بدور أريئيل العنصري في تدمير قرى النقب وملاحقة أهلها، ونعلم جيدًا من تجربتنا الشخصية التي حصلنا عبرها على الاعتراف بقريتنا أن هناك العديد من الطرق للاحتجاج وتصدير المواقف وحتى إجبار الوزارات على التنظيم والتمويل وغيرها، لكن العديد من المسؤولين لدينا لا يعرفون سوى طريقة القبول واتباع التعليمات المُسقطة عليهم من مؤسسات الهدم". 

أبعاد

راتب أبو قرينات

وقال الناشط السياسي، راتب أبو قرينات، من قرية أبو قرينات لـ"عرب 48" إن "هناك أبعاد كثيرة لزيارة أريئيل، جميعها تضر عرب النقب وتمس صورتهم. المكسب الوحيد من زيارة الوزير العنصري هي تبييض صفحته الملطخة بالعنصرية والتحريض وتدنيس المقدسات والهدم، ولا قيمة مضافة ستعود على عرب النقب".

وختم أبو قرينات بالقول إن "أجندة أريئيل معروفة. سينهي عمله بعد شهر من اليوم أي أن لا قوة تنفيذية له، وهنا لا أعتقد أن أيًا ممن استقبلوه سيكسب شيئًا. الضرر الأكبر لنا ولصورتنا أمام شعبنا. أريئيل الذي كان على رأس اقتحامات المسجد الأقصى يشرب القهوة بين عرب النقب، أين حضورنا الوطني ومواقفنا المبدئية وماذا نقول لأبناء شعبنا؟". 

 

التعليقات