قرية مولدة... أطفال بلا رياض وحرمان من الماء والكهرباء

باتَ 180 طفلا في قرية مولدة المعترف بها في النقب، بعيدينَ عن الإطار التعليمي، إذ أن رياض الأطفال الخاصّة بهم، والتي تتبع للمجلس الإقليمي القيصوم "واحة النخيل"، مُغلَقة منذ أكثر من شهر بسبب تشكيلها خطرًا على حياة الأطفال.

قرية مولدة... أطفال بلا رياض وحرمان من الماء والكهرباء

إحدى رياض الأطفال من الداخل! (تصوير "عرب 48")

باتَ 180 طفلا في قرية مولدة المعترف بها في النقب، بعيدينَ عن الإطار التعليمي، إذ أن رياض الأطفال الخاصّة بهم، والتي تتبع للمجلس الإقليمي القيصوم "واحة النخيل"، مُغلَقة منذ أكثر من شهر، بأمرٍ إداري أصدره مسؤول أمن رياض الأطفال في وزارة التربية الإسرائيلية، في الثاني والعشرين من الشهر الماضي، بسبب عدم ملاءمتها لشروط السلامة العامة، وبسبب تشكيلها خطرًا على حياة الأطفال.

وفي أعقاب شكاوى من أهالٍ في قرية مولدة، قام مراسل موقع "عرب 48" بجولة في منطقة رياض الأطفال واحة النخيل، ووجد أن وضعها لم يتغير منذ إغلاقها رغم مرور فترة أكثر من شهر حُرِم الأطفال خلالها من الساعات التعليمية المستحقة بشكل كامل.

إحدى رياض الأطفال من الداخل! (تصوير "عرب 48")

وقال رئيس المجلس الإقليمي القيصوم، سلامة الأطرش، في حديث مع موقع "عرب 48"، إن "هنالك مدرسة جديدة في الموقع وهي عبارة عن مبانٍ مؤقتة، وهي تصدُّ الطريق أمام الأطفال، عن رياضهم، ولا يوجد ممر آمن لهم (...) حاولنا إيجاد طريق آخر ، والأرض المحاذية للرياض تتبع لشخص من أهالي القرية، وقد عارض هذا الشخص مدّ الطريق في أرضه".

وأضاف الأطرش: "تدخلت اللجنة المحلية بيننا وبين صاحب الأرض، ولم تستطع حل الإشكال. في النهاية قمنا بمد طريق من مكان آخر، يُلائم مسار مرور الأطفال، ونتوقع أن تعود رياض الأطفال للعمل بشكل صحيح غدًا (الثلاثاء)" .

(تصوير "عرب 48")

وقال الأطرش في معرض إجابته عن سؤال مراسل "عرب 48"، حَول عودة الأطفال المُحتملة، وكيف يمكن حدوثها رغم عدم جاهزيّة الرياض، وعدم أمانِها، كما وثّقت عدسة المراسل، إن "عمال المجلس الإقليمي القيصوم، توجهوا إلى رياض الأطفال اليوم (الإثنين) وهم يعملون على إصلاح الوضع في الرياض، ونتوقع افتتاح الرياض للعمل حتى يوم السبت".

بدورها، ذكرت المحامية، سناء بن بري، التي تعمل في جمعية حقوق المواطن: "وصلنا توجه طارئ من الأهالي في قرية مولدة حول وضع رياض الأطفال، وتوجهنا في رسالة طارئة بالأمس، إلى وزارة المعارف ومجلس القيصوم، حول مرور أكثر من شهر، ووجود ما يقارب 200 طالب يجلسون في البيوت دون إطار تعليمي وبتعتيم كامل من الجميع، إذ لا أحد يتحدث عن الموضوع، ولا تَقدُّم في حل الإشكالية".

(تصوير "عرب 48")

وأضافت بن بري: "ما زلنا في انتظار رد المجلس الإقليمي لمعرفة الخطوة القادمة، ففي حال لم يتم إصلاح الرياض وافتتاحها سنقوم بالتوجه إلى القضاء".

من جانبه، أوضح مرُكّز مكتب عدالة لحقوق الأقلية العربية في البلاد/ فرع النقب، مروان أبو فريح، أنه "منذ بداية السنة الدراسية نتابع كل المستجدات في قضايا رياض الأطفال والمدارس في النقب والتجهيزات لاستقبال الطلاب، وقدمنا عدة طلبات لافتتاح رياض الأطفال في عدة قرى في النقب بالإضافة إلى قضايا المواصلات من والى المدارس، هنالك قرى ما زلنا حتى اليوم نطالب بإقامة رياض أطفال فيها، وتنظيم المواصلات (منها وإليها)".

 (تصوير"عرب 48")

وذكر أبو فريح أنه "بالنسبة لرياض واحة النخيل في بلدة مولدة تواصل معنا جزء من الأهالي في القرية، وقمت بجولات ميدانية، وعاينت الوضع الصعب فيها، وتبين لنا أن الرياض بلا مسلكٍ آمن للأطفال، كما أن البنية التحتية والصفوف نفسها غير ملائمة لوجود الطلاب فيها".

وتابع: "مؤخرًا تم إبلاغي أن هنالك تقدمًا في حل المسألة وعودة الطلاب. نحن على دراية بمستجدات الملف، ونتابعه عن قرب، وكنا بانتظار نتائج مكاتبات الأهالي مع القيصوم والوزارة، وفي حال استمر الوضع القائم، سنقوم بخطوات عملية حتى عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة".

 (تصوير "عرب 48")

قريةٌ بدون ماءٍ وبدون كهرباء

وتقع قرية مولدة العربية، على جانب شارع "31" في النقب، وهي قرية تم الاعتراف بها بعد العام 2000، وتتبع لنفوذ المجلس الإقليمي القيصوم، وتسكنها عدة عائلات من عرب النقب، ورغم أنها قرية اعتُرِف بها، إلا أن بيوتها غير مرتبطة بشبكة الكهرباء القطرية، الأمر الذي يدفع سكانها لاستعمال ألواح الطاقات الشمسية.

هكذا تبدو شوارع القرية (تصوير "عرب 48")

كما أن القرية غير مرتبطة بشبكة المياه، ويقوم السكان بمد الأنابيب حتى بيوتهم، من نقطة ارتباط رئيسية، تبعد حتى 3 كيلومتر عن مكان سكنهم.

ويُعاني سكان القرية أيضا، بسبب عدم ربط بيوتهم بشبكة تصريف، كما أن شارعًا واحدا معبدًا يصل حتى المدارس، ولا يوجد أي شارع مُعبّد سواه في القرية كلّها.  

التعليقات