كفر قاسم: "مخطط محطة توليد الطاقة خطير"

تعالت الأصوات الرافضة في أوساط أهالي كفر قاسم والمنطقة لإقامة محطة لتوليد الطاقة بالقرب من المدينة، وعلى إثر ذلك تشكلت لجنة محلية لمواجهة المخطط، الذي من شأنه أن يحدث ضررا بيئيا للسكان، على حد قولهم.

كفر قاسم:

وقفة احتجاجية لكفر قاسم (أرشيف "عرب 48")

تعالت الأصوات الرافضة في أوساط أهالي كفر قاسم والمنطقة لإقامة محطة لتوليد الطاقة بالقرب من المدينة، وعلى إثر ذلك تشكلت لجنة محلية لمواجهة المخطط، الذي من شأنه أن يحدث ضررا بيئيا للسكان، على حد قولهم.

وضمت اللجنة المناهضة لإقامة محطة توليد الطاقة ناشطين من كفر قاسم وآخرين يهود من سكان "روش هعاين" القريبة من كفر قاسم، ونشطت اللجنة في مسار واحد هو إلغاء مخطط إقامة المحطة بالمنطقة.

 

تقع الأراضي المتاخمة مع حدود مدينة كفر قاسم المقرر إقامة المحطة عليها، تحت سلطة نفوذ مستوطنة "غفعات هشلوشا" يحدها خط الغاز القُطري، وعلى بعد 250 مترا تقع بئر للمياه لا تبعد سوى مئات الأمتار، توفر مياه الشرب لنصف سكان مدينة كفر قاسم، وقال عدد من الأهالي إن "المنطقة ستكون تحت تهديد التلوث بسبب محطة الطاقة، وبذلك فإن الخطر بأن تتلوث مياه الشرب لنصف سكان المدينة".

وأضافوا أن "تهديد محطة الطاقة بحدوث تلوث بيئي للمنطقة لا يقتصر هذه المنطقة المحدودة فحسب، فالمحطة من شأنها أن تشكل الخطر على المصالح التجارية في المنطقة الصناعية للمدينة، والتي لا تبعد سوى أمتار قليلة عن موقع المحطة".

"كارثة بيئية"

وفي هذا السياق، قال عضو الحراك ضد إقامة محطة توليد الطاقة، مزهر بدير، لـ"عرب 48" إن "محطة الطاقة إذا جرى إقامتها في كفر قاسم سوف تتسبب بكارثة للبيئة والإنسان بكل ما تحمله الكلمة من معنى. هذه المحطة ستستنفذ الموارد والطاقات التي في الأرض وتجعل وضعنا سيئا للغاية في الجوانب البيئية والصحية والبنيوية أيضا".

مزهر بدير (تصوير "عرب 48")

وأشار إلى إنه "كلما اطلعنا وتعمقنا أكثر في الضرر الذي يمكن أن تحدثه هذه المحطة ازداد إصرارنا على أن نقف وقفة رجل واحد من أجل إنهاء هذه المأساة. يوجد ضرر بالتأكيد، وضرر كبير من ورائها، هي محطة توليد طاقة على أرض متاخمة للمياه الجوفية في كفر قاسم، وهذا بحد ذاته مصيبة".

وعن آليات النضال، قال بدير، إن "آليات النضال التي كنا نفعلها هي شبكات التواصل الاجتماعي وما شابه، لكن هذه المرة فإن القائمين على الموضوع يحاربون في كافة الساحات القضائية والتوعوية ومؤسسات الدولة. نرى فعلا نشاطهم منقطع النظير، لكن بالنسبة لنا هذا الوضع ليس جيدا بعد بسبب عدم التجاوب الملائم قبل الناس".

وأضاف أن "الطلب بسيط وهو إلغاء كافة المخططات والخرائط وأي شيء يؤدي إلى إقامة هذه المحطة في كفر قاسم. هذه محطة الموت وليست غير ذلك".

وختم بدير حديثه بالقول: "أناشد الناس بالالتفاف حول الفكرة لأن الأمر خطير ومخيف جدا. لا يمكن في دقائق معدودة أن تسرد وأن تضع بين يدي المواطن كل المخاطر الناتجة عن المحطة. سنقوم في الفترة القريبة بتحركات وخطوات عديدة في هذا المجال من أجل استقطاب أهالي كفر قاسم خصوصا والمجتمع العربي عموما، فالرجاء التعاون معنا لأنه هذه قضية مصيرية لمستقبل أولادنا".

"خطر قادم"

ومن جهته، قال عضو الحراك ضد إقامة محطة توليد الطاقة، محمود فريج، لـ"عرب 48" إن "اسم المحطة يوحي إلى أمر لا نعيه، وهي تشير إلى أنها ستتبع لكفر قاسم حيث تم تسميتها’ محطة كيسم‘. هذه المحطة ستقام بالقرب من منطقة السهل في كفر قاسم والمنازل المأهولة بالسكان وهي تبعد عن البئر الذي يعطينا المياه في البلدة نحو 270 مترا، هذه المسافة غير قانونية وفق وزارة الصحة، التي قدمت توصية ذكرت فيها بأن هذه المنطقة هي منطقة لتجمع المياه في المنطقة، والقانون يمنع إقامة محطة لتوليد الطاقة بالقرب من هذه المناطق".

محمود فريج (تصوير "عرب 48")

وعن الضرر الذي قد يسببه المخطط، أوضح فريج أنه "استعنا بمختصين في المجال، حيث قاموا بفحص الأمر بشكل معمق كي يكون لدينا وجهة نظر مهنية للأضرار التي ستنتج في حال أقيمت المحطة وعلى السكان كلهم معرفتها، ومن أهمها قضية بئر المياه بجانب المحطة، والتي تحاول الدولة إغلاقه كي تمهد الطريق لافتتاح المحطة".

وأضاف أنه "إذا لم يغلقوا البئر فلن يتمكنوا من إقامة محطة الطاقة، لذا فإن أمر الإغلاق متعمد. إضافة إلى التلوث الكبير الذي سيحصل، والضجيج الذي ستسببه محطة الطاقة، وأيضا ستضع مستقبل المنطقة الصناعية في خطر. محطة الطاقة تخرج ثاني أوكسيد الكربون وغاز الميثان وهما من الغازات السامة، والمحطة فيها خط للسولار وفي حال نشوب حرب سوف تشكل تهديدا على المنطقة كلها في حال تفجيرها".

وتساءل فريج: "ألا يكفي التلوث في كفر قاسم وازدياد الأمراض فيها؟ هذه المحطة ستسبب الكثير من الأمراض ومن شأنها أن تزيد المأساة. من الواجب على كل مواطن أن يقف في صفنا ضد إقامة المحطة. من غير المفهوم لماذا منحت الدولة رخصة لإقامة محطة لتوليد الطاقة لشركة خاصة وليست حكومية. ومن المعروف أن إسرائيل تصدر الطاقة بنسبة 30% وهي أعلى من المطلوب".

المنطقة قرب كفر قاسم (تصوير "عرب 48")

وختم عضو الحراك حديثه بالقول إن "النضال مستمر ومطلبنا الوحيد هو إبعاد المحطة على الأقل لمسافة لا تقل عن 10 كيلومترات عن كفر قاسم والتجمعات السكنية بالمنطقة".

التعليقات