تضييق على العرب في "نوف هجليل"

تقوم البلدية في مدينة "نوف هجليل" أو ما كانت تُسمى "نتسيرت عيليت" سابقا منذ أعوام بخطوات تضيّق على المواطنين العرب الوافدين إلى المدينة من الناصرة والبلدات العربية المجاورة والمحيطة بها، عين ماهل والرينة وكفر كنا وإكسال وغيرها.

تضييق على العرب في

مخالفات بالجملة لمركبات تجاوزت الخطوط البيضاء (عرب 48)

تقوم البلدية في مدينة "نوف هجليل" أو ما كانت تُسمى "نتسيرت عيليت" سابقا منذ أعوام بخطوات تضيّق على المواطنين العرب الوافدين إلى المدينة من الناصرة والبلدات العربية المجاورة والمحيطة بها، عين ماهل والرينة وكفر كنا وإكسال وغيرها.

وسعى رؤساء بلدية "نوف هجليل" المتعاقبين، مناحيم أرياف الذي تولى رئاسة البلدية لمدة 31 عاما، مرورا بشمعون غابسو وانتهاء بالرئيس الحالي رونين بلوط، إلى اتخاذ خطوات يبدو في ظاهرها الحفاظ على النظام، لكن الهدف غير المعلن منها الحد من توافد المواطنين العرب إلى المدينة التي غالبية سكانها من اليهود.

ومن بين الخطوات التي قامت بها بلدية "نتسيرت عيليت" قبل أن تصبح "نوف هجليل" إغلاق النادي الرياضي "كانتري كلوب" أمام الغرباء، أو أمام كل من هم ليسوا من سكان المدينة. وفي المتنزه العام للمدينة الذي تقصده أعداد كبيرة من المواطنين العرب لممارسة رياضة الجري والجلوس على العشب الأخضر، فقد قررت البلدية تشغيل أنابيب (رشاشات) الري على العشب الأخضر عند الساعة الثامنة مساء، وذلك من أجل "طرد" المتنزهين بطريقة "أخلاقية".

موقف السيارات المحاذي للسوق كان الوقوف فيه مجانا

خطوة استفزازية أخرى قامت بها بلدية "نوف هجليل"، مؤخرا، هي منع معلمي السياقة ممن لا يتبعون لمدارس التعليم في المدينة إجراء امتحانات سياقة في المدينة بادعاء أن قيام معلمي السياقة من مختلف البلدات العربية المجاورة بتعليم السياقة في "نوف هجليل" يتسبب بأزمة سير وعكر صفو الحياة الهادئة للسكان.

وما دام العرب لا يكفون عن زيارة "نوف هجليل" بسبب توفر المراكز التجارية فيها والسوق الكبير والمساحات الواسعة للهو وقضاء أوقات ممتعة في ملاعب الأطفال والمتنزهات بعيدا عن أزمات السير فقد طوّرت البلدية أساليب جديدة لاستغلال هذه الأعداد الكبيرة من الوافدين إلى المدينة بعشوائية، عبر فرض رسوم على موقف السيارات المحاذي للسوق الكبير، الذي كان مجانيا منذ عشرات السنين، كما استغلت الشرطة ما تعتبره "فوضوية" العرب في ركن سياراتهم لتحرير مخالفات بالجملة، عندما يدوسون "كرامة" الخطوط البيضاء المرسومة على أرضية مواقف السيارات في المجمعات التجارية.

مركبة تدوس الخط الأبيض وتحرير مخالفة له

مجموعة كبيرة من السائقين من زوار مجمع "دودج سنتر"، اشتكت مؤخرا من جراء قيام مراقبي السير في بلدية "نوف هجليل" بتحرير مئات المخالفات (بقيمة 100 شيكل لكل سائق) لا يركن سيارته بشكل صحيح بين الخطوط البيضاء المخصصة لكل مركبة، كما جاء في تفصيل المخالفات. ومن الشهادات التي جمعها "عرب 48" يتضح أنه يتم تحرير مخالفات لكل سائق يوقف سيارته، بوضعية يكون أحد عجلاتها خارج إطار الخط الأبيض المرسوم في الموقف، أو تجاوزته بمسافة صغيرة.

ويذكر في السياق ذاته أن بلدية "نوف هجليل" قامت، مؤخرا، بفرض رسوم على إيقاف السيارات في الموقف المجاور للمجمع المذكور، الذي يخدم زوار السوق الكبير (سوق الأحد) في المدينة. وقامت بتركيب أجهزة لدفع رسوم مقابل الوقوف في الساحة، دون أي إعلان أو إخطار مسبق لزوار السوق والمجمع المجاور، علما بأن الموقف كان يخدم زوار السوق منذ افتتاحه بشكل مجاني.

فرض رسوم مواقف في الساحة المحاذية للسوق الكبير

أحد الزائرين الذين تلقوا مخالفة، قال لـ"عرب 48" إن "قيام البلدية بإصدار هذه المخالفات، وبشكل كبير في أيام الأحد بالذات، يثير الشكوك كونها موجهة ضد المواطنين العرب الذين يتسوقون في المجمع في هذا اليوم، إذ تغلق المحال التجارية في مدينة الناصرة المجاورة أبوابها".

وقال سائق آخر صدرت بحقه مخالفة، لـ"عرب 48"، إن "الهدف تغريم المواطنين وجمع الأموال وليس النظام، وإلاّ فإنه كان حريا بالبلدية وإدارة المجمع وضع لافتات تحذّر السائقين وترشدهم قبل تحرير المخالفات لهم".

وقال أحد زوار المجمع، لـ"عرب 48": "ليس في الأمر ما هو مستهجن، وأعتقد أن هذا الإجراء ليس موجها ضد العرب، بل على العكس فهو إجراء مطلوب من أجل تنظيم مواقف السيارات في الساحة، كما في كل مكان من البلاد، وليس في نوف هجليل فقط. الصراحة أن هناك بعض السائقين الذين يوقفون سياراتهم بطريقة عشوائية مخالفة للقانون، ويسيطرون بسياراتهم على مواقف مخصصة لسيارتين وأحيانا لأكثر، وبالتالي فإنهم يحرمون باقي الزوار من استعمال الموقف بطريقة مريحة".

موقف سيارات "دودج سنتر"

وعلم "عرب 48" من مصادر موثوقة أن بعض أصحاب الحوانيت التجارية في مجمع "دودج سنتر" توجهوا إلى إدارة المجمع، وأبدوا احتجاجهم على ما يقوم به مراقبو البلدية دون إنذار مسبق، ودون أن تضع لافتات بهذا الشأن، مؤكدين على أن الأراضي التي يقام عليها المجمع التجاري هي مساحات خاصة وليست عامة، وليس من حق الشرطة ومراقبي البلدية التصرف داخل هذه المساحة كما يحلو لها.

وفي إطار متابعة هذا الموضوع، توجه "عرب 48" إلى الناطق الرسمي باسم بلدية "نوف هجليل" للإعلام العربي، هلال بشتاوي، فعقّب برسالة خطية جاء فيها: "حول تحرير مخالفات في مجمع 'دودج سنتر' حيث يقوم بعض المواطنين بركن سياراتهم على أكثر من مكان معد لركن أكثر من سيارة واحده، فإن هناك قانونا مساعدا، ليس فقط في 'نوف هجليل' إنما في عدة مدن. والحديث لا يدور عن عقاب للمواطنين وخاصة العرب، لأن هذا القانون متبع ليس فقط في منطقة 'دودج سنتر' وإنما في جميع الأماكن المخصصة لركن السيارات في المدينة".

مجمع "دودج سنتر"

وحول شكاوى المواطنين الذين ادعوا أن بعض المخالفات حُررت بسبب ركن السيارة خارج الأطر المحددة لها بمسافة صغيرة، ردت البلدية أنه "إذا كان هناك بعض المواطنين الذين حُررت لهم مخالفات بسبب أن إطار السيارة لامس الخط الأبيض، أو خرج عن الإطار المحدد له بـ10 سنتمترات، أو ما شابه للمكان الذي بجانبه، فيمكنهم التوجه برساله إلى المستشارة القضائية للبلدية للعمل على إلغاء هذه المخالفات، لأنه قد يكون الحديث عن خطأ لأحد مراقبي السير، ولكن نحن من هنا نتوجه للمواطنين بأن يركنوا سياراتهم في المكان المخصص لسيارة واحدة فقط، وإعطاء فرصة لغيرهم لركن سياراتهم".

أما بالنسبة لاتهام البلدية باستهداف السائقين والزوار العرب، فقد ردت البلدية: "إننا نأمل ألا يُجرّ النقاش لنقاش قومي! لأن المراقب لا يمكنه معرفة لمن تعود ملكية السيارة، إن كان عربيا أو يهوديا، وعليه فإننا نرى النقاش هنا هو نقاش زائد، وما هو إلا صرخة مرفوضة!".

هلال بشتاوي

وحول الشكاوى عن تحرير بعض المخالفات العشوائية، أو الظالمة بحق سائقين وزوار المجمع، فقد جاء في الرد أنه "تم الاتفاق بين رئيس البلدية، رونين بلوط، ونائبه د. شكري عواودة، لفحص ملفات المخالفات حول منطقة 'دودج سنتر' التي تم تحريرها خلال الستة أشهر الأخيرة، وإذا وجدنا أن هناك ظلما لأحد فسنقوم بإلغائها وإعفاء صاحبها من الدفع أو إرجاع النقود لمن دفع المخالفة، علما أن كل مخالفة تكون موثقة بصور، ولكن من يركن سيارته عمدا على أكثر من مساحة معدة لموقف واحد، أو بالعرض، فسيتم تحرير مخالفة له".

وحول قضية عدم وجود لافتات تحذيرية او إرشادية في الموقع، صرحت البلدية أنه "تم الاتفاق مع مكتب الناطقة بلسان البلدية بالعمل على وضع لافتات باللغة العربية والعبرية، للتشديد على أهمية إيقاف السيارات بموجب التخطيط وفي المكان المخصص لها".

التعليقات