إسرائيل تضيق على أهالي الجولان إثر رفضهم "عنفات الرياح"

صعدّت السلطات الإسرائيلية من ممارسات التضييق والملاحقات في هضبة الجولان العربي السوري المحتل على خلفية الاحتجاج والتصدي للمشروع الإسرائيلي لنصب عنفات الرياح (طوربينات) لإنتاج الطاقة على أراضي المزارعين، والذي يشكل خطرا بيئيا ووجوديا للجولانيين ويلحق الضرر لنحو 3,600 دونم من

إسرائيل تضيق على أهالي الجولان إثر رفضهم

مشايخ الجولان يحتجون على المشروع الإسرائيلي (أرشيفية)

صعدّت السلطات الإسرائيلية من ممارسات التضييق والملاحقات في هضبة الجولان العربي السوري المحتل على خلفية الاحتجاج والتصدي للمشروع الإسرائيلي لنصب عنفات الرياح (طوربينات) لإنتاج الطاقة على أراضي المزارعين، والذي يشكل خطرا بيئيا ووجوديا للجولانيين ويلحق الضرر لنحو 3,600 دونم من بساتين التفاح والكرز، حسبما أكد عدد من أهالي الجولان، في الأيام الأخيرة.

ويواجه عدد من المشايخ والناشطين دعاوى قضائية بسبب مواقفهم العلنية ونشاطهم في مواجهة مشروع المراوح، وستعقد الجلسة الأولى لمحاكمات عدد منهم على مدى ثلاثة أيام، يوم غد الثلاثاء ولغاية الخميس، في تمام العاشرة والنصف صباحا في المحكمة بمدينة الناصرة.

وتلقى عدد كبير من المعلمات والمعلمين إشعارات من وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية، على خلفية انضمامهم للإضراب العام الذي نظمه الأهالي، قبل أسبوع.

تهديدات

وقال ممثل لجنة أولياء أمور الطلاب، سمير خاطر، في حديثه لـ"عرب 48" إن "إشعارات من مديرة لواء الشمال في وزارة التربية والتعليم وصلت للمعلمات والمعلمين، ذكرت فيها أنّها تنظر بمنتهى الخطورة إلى سابقة انضمامهم للإضراب العام، وأنّها ستخصم هذا اليوم من رواتبهم، كإجراء عقابيّ، وتسجّل تحذيرا في ملفاتهم الشخصيّة. وسبق ذلك إرسال رسائل نصيّة، في يوم عطلتهم الرسميّة؛ تتوعّد المعلمين والمعلمات المتغيّبين عن الدوام، باستدعائهم للمثول أمام لجان تأديبيّة".

وأضاف أنه "يهمّنا هنا كلجان أولياء أمور وكممثلين عن الأهالي أن نعبّر عن موقفنا وأن نوضح مرتكزات هذا الموقف لكلّ الأطراف، وعلى وجه الخصوص للجهات الرسميّة التابعة لوزارة التربية والتعليم، وهو أن ما يمرّ به أهل الجولان في هذه الأيام هو حدث استثنائيّ ستطال نتائجه صحّة الأهالي وبيئتهم وزراعتهم واقتصادهم وعيشهم، على مدى سنوات طوال مقبلة، وسيكون الأطفال أكثر المتضرّرين من هذا المشروع الذي يثير قدرا كبيرا من الهلع والقلق في أوساط كلّ المجتمع الجولاني".

وأكد خاطر أن "الطواقم التعليميّة في الجولان عليها التركيز على هذا الموضوع، عبر الأنشطة التربويّة والفنيّة والعلميّة وفتح النقاش حوله، مع الطلاب، لرفع وعيهم بالجوانب المختلفة لمواضيع الطاقات الخضراء والمتجدّدة، وأسباب الصراع الدائر في بيئتهم القريبة، ولمساعدتهم على التعامل مع ما يجري حولهم، وما قد يستمرّ لفترة زمنية طويلة، ولاستثمار ما يحدث في الحيّز العام لخدمة الأهداف التربويّة، عبر تذويت القيم الجذريّة للتربية السويّة، وفي أوّلها المسؤوليّة الشخصيّة تجاه الذات والآخر، وتجاه البيئة المحيطة، وقيمة التكافل الاجتماعيّ والحريّات العامّة، وأهميّة الانخراط في الدفاع عن الحقوق العموميّة عبر وسائل الاحتجاج السلميّة وعبر الوسائط الفنيّة والإبداعيّة".

ذهنية عسكرية

وشدد خاطر على أنه "وضعنا ثقتنا الكاملة وأوكلنا أغلى ما لدينا؛ وهم أبناؤنا، إلى الهيئات التعليميّة في مدارس الجولان، ونعتبر أنّهم أي المدراء والمعلمات والمعلمين والطواقم الإدارية جزء أصيل من نسيج مجتمعنا، ولا يمكن فصلهم عن هموم المجتمع وقضاياه الأساسيّة وأن الذي حدث، في واقع الأمر، جاء بعكس توقعاتنا، وجاء صادما ومهينا. يجب النظر إلى وقفة المعلمات والمعلمين إلى جانب مجتمعهم، من زاوية أنّه تجسيد فعليّ لدورهم التربويّ كي يبقوا قدوة، بالقول والفعل، في عيون تلاميذهم، وليس من زاوية أنّه خرق لالتزامهم الوظيفيّ، أو خروج على القوانين والأنظمة المتّبعة. مخاطبة المعلمات والمعلمين والطواقم التعليميّة في مدارسنا، بطريقة استعلائيّة، وبلغة التهديد والعقاب وبلهجة الآمر الناهي، هي مفردات مستقاة من معجم الذهنيّة العسكريّة وأساليب الأجهزة الأمنيّة، ولا تمتُّ بصلة للغة التربية أو لقيم الثقافة".

تراجع واعتذار

وأشار خاطر إلى أن "من يحتاج للتأديب ولإعادة التأهيل، هم حفنة من الموظفين التابعين لوزارة التربية والتعليم، من خارج الجولان، على اختلاف مناصبهم ومسميّاتهم ووظائفهم. لن نسامح هؤلاء الموظفين المتنمّرين، على الضرر والأذى الذي لحق بعشرات المعلمات والمعلمين، ممّن جُلِبوا، تحت التهديد، إلى المدارس وهي خالية تماما، والحرج الذي تسبّبوا به لهم والإساءة لصورتهم أمام طلِّابهم وأسرهم. لن نقبل بعد اليوم، أن يتطاول أحد على كرامة معلماتنا ومعلمينا وسائر أعضاء الهيئة التعليميّة في مدارسنا. سنقف إلى جانبهم حتى النهاية، وسنتّخذ خطوات وإجراءات جادّة في حال تكرار هذا الأسلوب من المعاملة".

وختم بالقول: "نطالب كل من تعاطى بطريقة مسيئة مع معلماتنا ومعلمينا أن يعتذر ويتراجع عن الإجراءات العقابيّة، وأن يتمّ تقديم اعتذار رسميّ لكافّة المعلمات والمعلمين والعاملين في المدارس، وخصوصا أولئك الذين أُجبِروا على الحضور إلى المدارس بشكل قسريّ وتحت التهديد، والتعهّد بعدم تكرار ذلك".

التعليقات