في ظل أزمة كورونا.. جرف وتدمير محاصيل زراعية بالنقب

أقدمت الجرافات التابعة لما تسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل"، على جرف وتدمير محاصيل آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في حيز قرى مسلوبة الاعتراف بمنطقة النقب

في ظل أزمة كورونا.. جرف وتدمير محاصيل زراعية بالنقب

جرف محاصيل زراعية في النقب

أقدمت الجرافات التابعة لما تسمى بـ"دائرة أراضي إسرائيل"، على جرف وتدمير محاصيل آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية في حيز قرى مسلوبة الاعتراف بمنطقة النقب.

واعتاد أصحاب الأراضي من بلدات السرة، تل الملح، تل عراد، رخمة، وادي غوين والجرف، على الاعتناء بمحاصيل أراضيهم خصوصًا مع هطول الأمطار، حيث بنوا آمالا بحصاد وفير يعينهم على فترة تعليق العمل وحالة الطوارئ التي تشهدها البلاد في ظل تفشي فيروس كورونا، وتوفير ذلك للعيش في مثل هذه الظروف.


في ظل كورونا.. التضييق لم يشفع لأهالي النقب

الإغلاق شبه التام لمرافق البلاد، انعدام فرص العمل والتضييق وصعوبة الحياة التي فرضها انتشار فيروس كورونا، لم يشفع لأهالي النقب، وبالرغم من توجه عدة جمعيات أهلية منها المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف ومركز "عدالة" وغيرها، لم تتوقف آليات السلطات الإسرائيلية عن تدمير المحاصيل وآلاف الدونمات الزراعية في منطقة النقب.

وفي نهاية الأسبوع، قامت مجموعة من الناشطين من أهالي النقب بتنظيم وقفة احتجاجية أمام موقع آليات "ككال"، استباقا لحملة تجريف المحاصيل الزراعية في قرية رخمة، وتزامنا مع توجه مركز "عدالة" إلى المستشار القضائي للحكومة برسالة مستعجلة طالبت من خلالها بوقف عمليات التجريف نظرا للأوضاع الراهنة والسائدة في البلاد.

وعن ذلك، قال عضو اللجنة المحلية في بلدة السرة، المحامي خليل العمور، في حديث لـ"عرب 48"، إننا "لم نتفاجأ من حملة آليات الخراب على بلدة السرة مسلوبة الاعتراف وجارتها تل عراد، ونحن نعلم جيدا أن لا وازع أخلاقي يردع مؤسسات الهدم عن قمع عرب النقب ومحاولة تصعيب الحياة عليهم، وفي السرة علق أصحاب الأراضي آمالهم في حصاد العام ولكن شاءت المؤسسة الإسرائيلية أن تدمر مجهودهم في قلب حالة الطوارئ وانعدام فرص العمل".

واقع انتقامي

وذكر المركز الميداني في المجلس الإقليمي للقرى مسلوبة الاعتراف في النقب، معيقل الهواشلة، في حديث لـ"عرب 48"، أنه "رأينا الخلاف بين مؤسسات الهدم المختلفة أمامنا في الوقفة الاحتجاجية، حرث المحاصيل هو محاولة لنزع لقمة العيش من عرب النقب وتضييق على المزارعين والثورة الحيوانية في النقب بنفس الوقت، كما أنه عمل انتقامي مثله مثل منع المراعي تحركه العنصرية، حيث أن عملية الحراثة نفسها تأتي في الأشهر الأخيرة من عملية الزراعة كي يوجعوا قلب أهل الأراض على حصادها وحتى يشاهدوا الخراب أمام أعينهم، وبالتالي فإن عرب النقب يعيشون في واقع انتقامي مستمر وليس فقط أن الدولة لا توفر لهم الأدوات والخدمات الصحية والتعامل مع المرض إنما تحاربهم في لقمة عيشهم في منتصف الأزمة".


تمييز في التعامل وقت الأزمات

بدوره، قارن مركز مكتب "عدالة"، مروان أبو فريح، بين التعامل مع أهالي القرى مسلوبة الاعتراف في وقت الأزمات والتجمعات اليهودية في النقب، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول إن "أجهزة المؤسسة تنشط في الوقت الحالي لمساعدة المواطنين على تخطي أزمة فيروس كورونا، بحيث يتم تخصيص ميزانيات بالمليارات إلى جانب مجهود جبار في التجمعات اليهودية على الصعيد الطبي ولمواجهة تضرر سوق العمل الحالي، بينما في القرى مسلوبة الاعتراف لم يطرأ أي تغيير على البنية الصحية أو تطوير في آليات التعامل، وبالتالي فإن هذه القرى غير جاهزة وآمنة صحيا لأهلها بالإضافة إلى أن القمع مستمر ونحن بحاجة إلى نضال قانوني وجماهيري لإيقاف مؤسسات الخراب عن تدمير محاصيل عرب النقب".

وعن سياسة تدمير المحاصيل الزراعية، تطرق مدير مركز "شاتيل" في النقب، سلطان أبو عبيد، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول إن "تدمير المزروعات لعرب النقب ليست ممارسة جديدة، بحيث بدأت مع إعلان الدولة الحرب على قرية العراقيب من خلال رشها بمواد سامة وبعد سنوات طويلة من النضال القضائي والفضح للممارسة التي أسفرت عن أضرار صحية وأمراض مزمنة للأهالي، توجهت المؤسسات الحكومية إلى حراثة المحاصيل".

وأشار إلى أن "تدمير المحاصيل يتم في مراحل نمو الزرع وحصاده من أجل تمرير رسالة لصاحب الأرض والهدف من هذه السياسة هو سحب شرعية استخدام الأرض من أهلها، ليخسر الأهالي محاصيلهم وتكاليف الأرض وأمطار الخير التي هطلت خلال العام".

وختم أبو عبيد بالقول إنه "لا يعقل في حالة طوارئ لا تعلم مؤسسات الدولة متى ستكون نهايتها وقد تمتد لأشهر وسنوات، أن تمنع الأهالي من الأمن الغذائي الوحيد لهم ومواشيهم".

التعليقات