رانية ذياب من الحجر الصحي: الزموا بيوتكم فكورونا لا يستثني أحدا

بقيت رانية ذياب من طمرة، طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عاما، في حجر صحي داخل شقة استأجرتها في حيفا لمدة 14 يوما بعد عودتها للبلاد من لندن، إذ كانت تدرس سنة تحضيرية هناك.

رانية ذياب من الحجر الصحي: الزموا بيوتكم فكورونا لا يستثني أحدا

رانية ذياب، قبل الحجر الصحي

بقيت رانية ذياب من طمرة، وهي طالبة جامعية تبلغ من العمر 19 عاما، في حجر صحي داخل شقة استأجرتها في حيفا لمدة 14 يوما بعد عودتها للبلاد من لندن، إذ كانت تدرس سنة تحضيرية هناك، والتزمت بالعزل، حسب تعليمات وزارة الصحة للعائدين من خارج البلاد.

بدأت أعراض الإصابة بفيروس كورونا تظهر على ذياب، حسبما أكدت شقيقتها الطبيبة خلال مكالمة هاتفية بينهما، لتستدعي الإسعاف وتبدأ المصابة العلاج في حجر صحي بأحد فنادق تل أبيب.

رانية ذياب في الحجر الصحي

"عرب 48" حاور رانية ذياب التي قررت نشر تجربتها مع فيروس كورونا، وقالت إن قرار نشر تجربتها في الإعلام هو عمل إنساني قد ينقذ الكثير من الناس.

"عرب 48": كيف تعاملتِ مع وباء كورونا في ظل الإشاعات بأنه يستثني صغار السن؟

ذياب: تعتمد الأخبار على أن فيروس كورونا يستثني صغار السن بناء على المعطيات المتعلقة بالحالات المرضية، إذ أن نسبة احتمال الموت لمن هم أقل من 50 عاما تتقلص، أمام الاحتمالية الأكبر لمن هم في عمر ما فوق الـ50 عاما، لكن وبحسب المعطيات كذلك توجد حالات استثنائية لأجيال صغيرة أصيبت بفيروس كورونا، فقد توفيت شابة بلغت 21 عاما من بريطانيا بهذا الفيروس، وثبت أنه لا يستثني أحدا.

"عرب 48": هل أُصبتِ بفيروس كورونا بالرغم من التزامك بتعليمات الوقاية؟

ذياب: بالرغم من تأخر مدينة لندن في التعامل بالحالات الطارئة الخاصة بوباء كورونا، إلا أنني تابعت الأخبار حول العالم، والتزمت بغسل اليدين وحتى تعقيم بطاقة الاعتماد، واستخدام كفوف عند دخول المصعد، والتعقيم باستمرار. كذلك عند عودتي بالطائرة عقمت الكرسي والمكان ولبست الكمامة والكفوف، وقمت بتعقيم الحقائب. كنت ملتزمة بجميع التعليمات ومع هذا أصبت بالفيروس، وهذا يؤكد أن الفيروس لا يستثني أحدا حتى أولئك الملتزمين بتعليمات الوقاية. لهذا يجب الالتزام بالعزل وعدم الخروج من المنزل حتى لا تستدعي الفيروس للوصول إليك.

"عرب 48": كيف قررتِ الإبلاغ عن إصابتكِ بفيروس كورونا؟

ذياب: خلال فترة دراستي في لندن، قرأت مقالا نشرته وزارة الصحة في بريطانيا عن تجربة مصابة بالفيروس، لأتعرض لنفس الأعراض التي كتبت عنها في تجربتها، ولهذا قررت التعامل بشفافية وإبلاغ الآخرين بإصابتي، لعلي أواصل العمل الإنساني بالتحدث عن تجربتي وأنقذ أشخاصا آخرين من خطر الإصابة بالفيروس، وقراري هو تحد ذاتي ومسؤولية إنسانية على عاتقي، فالإصابة ليست بأمر معيب حتى نتستر عليها، بل المرض قائم بيننا ووصل إلى مدينتي طمرة. عندما نثقف أنفسنا بالمسألة تقل المخاوف لدينا، ويكون التصرف بعقلانية أكبر، ولهذا أتوجه لكل شخص مصاب بالفيروس أن يكتب منشورا ولو بكلمات قليلة، عن الأعراض التي يشعر بها حتى يستفيد غيره.

"عرب 48": كيف تشعرين بالعزل الصحي بعيدًا عن الأهل؟

ذياب: العزل الصحي ليس بأمر مخيف، بل يمكن للشخص برمجة وقته والاستفادة منه، وأن يأخذ الأمر بشكل إيجابي. يوجد فرق بين شخص يقضي عزلا صحيًا وهو مصاب بكورونا، وبين شخص في عزل وغير مصاب، لكن للتخفيف من التوتر والضغط أحمد الله أنني في عزل صحي بفندق وليس في مستشفى مع تنفس اصطناعي، ولطالما تمنى الناس أن يكونوا بإجازة طويلة لتعلم لغة جديدة أو لقراءة كتب أو تأليف كتاب. العلاج سيستمر شهرا تقريبا، وأنا وضعت مخططات حياتية أمارسها خلال العزل، منها التعلم المباشر، القراءة، الكتابة، التقرب من الله،. لا بد من وجود صعوبات يعيشها الشخص في العزل الصحي، وخصوصا البعد عن الأهل، والتواصل معهم هاتفيا فقط، أو يمكنهم الوصول في ساعات محددة وإحضار أغراض لي شخصيا.

"عرب 48": ما هي أهم الرسائل التي ترغبين بإيصالها للناس؟

ذياب: تصلني الكثير من رسائل الاستفسار عن أعراض الفيروس التي شعرت بها، عن الحجر الصحي، وعن تجربتي، ولا يمكنني الإجابة عنها جميعا. أتوجه لجميع المستفسرين بعدم الاستهتار بأعراض كورونا، والاعتقاد بأن ما يحدث عبارة عن نزلة برد، وفي الوقت نفسه عدم الشعور بالهلع، بل الدخول في حجر صحي لمدة 14 يوما، وفي حال زادت الأعراض الاتصال على رقم 101 للحصول على دعم من خلال المركز الهاتفي، إما للحضور إلى البيت لينقلك طاقم إسعاف مجهز لحالات الإصابة بكورونا، أو للتحدث مع مندوب صحي يتحدث معك ويوفر لك الإجابات من خلال الهاتف.

التعليقات