أم بطين: ترهيب وتهديد بهدم المنازل بعد مقتل شاب برصاص الشرطة

بدت قرية أم بطين في منطقة النقب، جنوبي البلاد، وعدد سكانها ما يربو عن 4 آلاف نسمة حزينة للغاية، الليل فيها أكثر سوادًا، وأهلها أكثر هدوءا، رغم ظروف القهر والظلم والحرمان.

أم بطين: ترهيب وتهديد بهدم المنازل بعد مقتل شاب برصاص الشرطة

المرحوم سلامة أبو كف

بدت قرية أم بطين في منطقة النقب، جنوبي البلاد، وعدد سكانها ما يربو عن 4 آلاف نسمة حزينة للغاية، الليل فيها أكثر سوادًا، وأهلها أكثر هدوءا، رغم ظروف القهر والظلم والحرمان.

في طريقك إلى القرية شرق بئر السبع، بمحاذاة شارع بئر السبع- الخليل، يساعدك الكثيرون في الوصول إلى منزل وديوان الشيخ حسان أبو كف. دوريات مختلفة للشرطة الإسرائيلية، وحدات الدراجات النارية و"حرس الحدود" لا تفارق مدخل البلدة، في مشهد "عرض العضلات"، حسب وصف الشاب أحمد أبو كف.

تقف مركبة ثقيلة للشرطة على رأس تلة في مدخل القرية، وتوجه الأضواء مباشرة في وجه السائقين المغادرين للبلدة، لا لهدف واضح بل لتنفيس الغضب، حسب قوله.

قُتل سلامة حسان أبو كف (40 عامًا) الابن والزوج والأب، الإنسان الطيب الذي عُرف بابتسامته وحبه لمساعدة غيره، على يد عناصر من الشرطة، مساء يوم 6 أيار/ مايو 2020، بعد ملاحقة بوليسية وبحجة تشكيله خطرًا عليها، وفقا لادعائها، وسرعان ما انطلق الإعلام الإسرائيلي لدعم رواية الشرطة والتحريض على القتيل العربي.

إعدام ميداني

مر أكثر من أسبوع على "الإعدام الميداني" للشاب أبو كف، حسب تعبير والده حسان أبو كف، ولكن التنكيل بأهالي قرية أم بطين لم يتوقف عند قتل سلامة.

شقيقا سلامة أبو كف، ناصر (42 عاما) وعناد (38 عاما)، كانا ضمن 15 معتقلًا من العائلة خلال الأيام الماضية، تم نقلهم للمعتقل في وسط البلاد لأيام وعرضوا على المحكمة صباح يوم الأربعاء الماضي، بادعاء قيام أفراد من العائلة بحرق إطارات على مدخل البلدة، بعد مقتل سلامة، على يد أفراد الشرطة.

حركة السيارات التابعة للشرطة في المنطقة تشير إلى حالة تأهب، وتعامل رجال الشرطة المُركز والمسيء للعرب في منطقة مفرق السقاطي قد يُفهم حتى على أنه رغبة في افتعال المشاكل مع الأهالي وتأجيج الوضع.

بدأ الشيخ حسان أبو كف حديثه لـ"عرب 48" مطالبا بمحاكمة المجرمين، الذين قتلوا ابنه غدرًا وهو مكبل من الخلف.

وأكد والد ضحية عنف الشرطة، سلامة أبو كف، بأن ابنه لم يشكل خطرًا على الشرطة، وأن الدافع من وراء قتله هو الحقد والعنصرية.

المرحوم سلامة أبو كف

وقال إن "شرطة إسرائيل قتلت ولدي، واختلقت قصة طويلة تغطي بها إجرامها مدعية إلحاقه الأذى بالمركبات ومطاردته وغيرها، رغم أن المجرمين من أفراد الشرطة لم يحاولوا إيقاف ابني لو أرادوا اعتقاله فعلا بأي طريقة أخرى سوى قتله، لم يستخدموا الغاز أو الكهرباء أو أي أداة قد يستخدموها مع مواطن يهودي لو أرادوا اعتقاله فعلا. لقد قتلوه بهدف القتل، أياديهم سهلة على الزناد".

كشف الحقيقة

يسيطر الحزن على الشيخ أبو كف، عند السؤال عن قصة ابنه سلامة، حياته وعائلته، قال إن "سلامة كان ابنا بارا، وهو أب لطفلتين وبانتظار مولود جديد من زوجته. له أصدقاء ويعرفه الناس بالابتسامة وحب المساعدة للآخرين. محاولة تشويه صورة سلامة أمام الناس لا نقبلها. المجرم هو من قتل سلامة، ولن نتنازل عن حقنا في محاكمته، وكشف حقيقة ما حدث له من إجرام وغدر".

وشدد على أن ابنه لم يعط أي فرصة حقيقية للخلاص أو تسليم نفسه، وقال إنه "مهما كانت الظروف، لا يحق لأحد أن يسلب حياة ابني الذي قتل دون أي دليل يثبت ادعاء الشرطة، التي تدعي تشكيله خطرًا عليها. كيف يشكل خطرًا، وهو أعزل، أمام 15 فردًا من الشرطة؟ لم يكن بحوزته سلاح ولا حتى سكنيًا أو عصا، كل ما نشر عن إعدام ابني هو من الشرطة التي ادعت ما ادعت لتبرئة نفسها وعناصرها القتلة".

وأضاف أبو كف أن "الصور والشهادات تثبت أن ابني قُتل، وهو مقيد على الأرض وبدون مقاومة، تم قتله وهو لم يشكل أي خطر بأي شكل".

تهديد ووعيد

يبدو أن إصرار عائلة أبو كف على حقهم، ومطالبتهم بكشف قاتل ابنهم وفضح رواية الشرطة، أغضب الشرطة فأبدت استعدادها لملاحقتهم بكل الطرق، وعن هذا، قال الشيخ بو كف، إنه "أثناء اعتقال أبنائي قام ضابط الشرطة مباشرة، إذ هدد بهدم بيوتنا وإحضار سلطة الغرامات وملاحقتنا بفرض الضرائب وغيرها".

الشيخ حسان أبو كف

وختم الشيخ أبو كف بالقول: "نطالب بتحقيق حقيقي وواقعي في مقتل ابني، لا نصدق رواية الشرطة، وعناصر شرطة إسرائيل يصوبون أسلحتهم تجاه العرب ويقتلونهم لأنهم عرب، كما حدث في مستشفى ‘تل هشومير’. كل مسؤول عن سفك دمائنا يجب أن يحاسب، ولن نتوقف حتى فضح الرواية الكاذبة وتقديم المجرمين للقضاء".

التعليقات