يُهدد شبح المصادرة آلاف الدونمات من الأراضي الزراعية التابعة لسكان طمرة وعدد من المدن والقرى العربية: جديدة- المكر، شفاعمرو، عبلين، أبو سنان ويركا، وتخطط السلطات لنقل ملكية الأراضي المستهدفة لشركة المياه الإسرائيلية (مكوروت).
وتتذرع السلطات لمصادرة هذه الأراضي العربية بإنشاء مشروع ومركز لتحلية مياه البحر في منطقة الجليل، وعزم شركة (مكوروت) على مدّ خطوط أنابيب من شمال مدينة عكا وجنوب مدينة نهريا، لتصل إلى منطقة غرب شارع 70، إذ ستمتد الأنابيب تحت الأراضي الزراعية وسيكون بضمنها إقامة جهاز هندسي، والذي سيتم من خلاله المساهمة في تحلية المياه، وصولا إلى منطقة غرب متنزه طمرة، ومن ثم توزيع المياه إلى اتجاهات مختلفة في المنطقة.
وانطلقت بلدية طمرة للتصدي لهذا المشروع على عدة أصعدة، محلية على صعيد المدينة والعمل مع اللجنة الشعبية، وقطريا من خلال اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية ولجنة المتابعة العليا، وسياسيا من خلال القائمة المشتركة، كذلك بالتعاون مع المركز العربي للتخطيط البديل.
ذياب: المخطط سيقتطع مساحة واسعة من الأراضي الزراعية
وقال رئيس بلدية طمرة، د. سهيل ذياب، لـ"عرب 48" إن "المخطط ينقسم ضمن ثلاثة مخططات جميعها تتعلق بتحلية مياه البحر، وبحسب المعطيات فإن المخطط سيقتطع مساحة واسعة من الأراضي الزراعية في طمرة، إذ يتهدد قسما من قسائم الأراضي بشكل كامل وقسما آخر بشكل جزئي. وسيكون مجال أمام البعض بمواصلة الزراعة، ولكن مع عدم إمكانية تطوير البنى التحتية لأصحاب الأراضي في المنطقة".
وأكد أنه "تم التخطيط لهذه المخططات دون علم أو إبلاغ رؤساء السلطات المحلية العربية عامة، ولم يتم تقديم اعتراضات من أية مواطن عربي، مقابل 670 اعتراض من سكان المجلس الإقليمي (مطيه آشير)، وسنعقد اجتماعا باسم أصحاب الأراضي لتقديم الاعتراضات، ونتابع القضية على المسار السياسي والقضائي والشعبي، فالدعم الجماهيري مهم وسندعو للمشاركة في اعتصامات وتظاهرات، ومفضل أن تكون أمام لجنة التخطيط والبناء في القدس، والتي قامت بالتخطيط دون إبلاغ المجتمع العربي عامة وطمرة خاصة".
وفي هذا السياق، تلقى عدد من أصحاب الأراضي الزراعية في طمرة إخطارات من شركة (مكوروت) تبلغهم عن المخطط الذي سيقع على أراضيهم، في حين يتساءل عدد كبير من أصحاب الأراضي الواقعة في منطقة غرب شارع 70 عن المشروع وهل سيتم مصادرة أراضيهم؟ وذلك لعدم استلامهم أية بلاغات أو إخطارات من (مكوروت) لغاية الآن.
وعن المخطط ومخاطره، قال رئيس إنه "بإمكان المواطنين التواصل مع قسم الهندسة في البلدية للحصول على معلومات، وعلى كل مواطن استلم رسالة من شركة (مكوروت) بخصوص المشروع إبلاغ قسم الهندسة في البلدية، ونحن بدورنا نقوم بالتواصل مع أصحاب الأراضي ومتابعة القضية معهم، والتحضير لبرنامج عمل مع المواطنين في طمرة لمنع الضرر لأصحاب الأراضي، وكيفية التصدي بخصوص الملكية الفريدة لكل شخص، والتصدي الجماعي كبلد وكمجتمع عربي".
وختم ذياب بالقول إنه "نعمل في طمرة على برنامج مواجهة يشمل العمل المشترك مع البلدات الأخرى، ونهمل على برنامج خاص في طمرة يسعى لتنظيم الأهالي المتضررين بالتعاون بين البلدية، واللجنة الشعبية ستعقد في الأيام القريبة جلسة مع الأهالي المتضررين، كما انبثقت لجنة عن اللجنة القطرية لرؤساء السلطات المحلية العربية، وسيمثل طمرة فيها كل من رئيس البلدية د. سهيل ذياب ونائب رئيس البلدية المحامي نضال عثمان وممثل عن اللجنة الشعبية وممثل عن الأهالي المتضررين، وستعمل اللجنة كل ما يمكن لتخفيف الضرر عن أهلنا في طمرة".
اقرأ/ي أيضًا | جديدة المكر: اجتماع لبحث سبل التصدي لمخطط تحلية مياه البحر
التعليقات