كورونا ذَهَبَ من الأجساد... آثاره باقية

بشرى الشفاء من فيروس كورونا عند كثيرين كانت مؤقتة. تغلّب الجسد على الفيروس، إلا أنّ آثاره، صحيًا واجتماعيًا، لا تزال مستمرّة. ويجمع متعافون من الفيروس على ضرورة تأسيس جسم خاصّ بمصابي كورونا المتضرّرين منه، لمساعدتهم على تخطّي آثاره.

كورونا ذَهَبَ من الأجساد... آثاره باقية

من اليمين: رامي بيّاضي، فاطمة العبّاس، صبحي ذياب

بشرى الشفاء من فيروس كورونا عند كثيرين كانت مؤقتة. تغلّب الجسد على الفيروس، إلا أنّ آثاره، صحيًا واجتماعيًا، لا تزال مستمرّة. ويجمع متعافون من الفيروس على ضرورة تأسيس جسم خاصّ بمصابي كورونا المتضرّرين منه، لمساعدتهم على تخطّي آثاره.

وفي هذا السّياق، تحدّث "عرب ٤٨" إلى المحامي رامي بياضي من حيفا، والأستاذ صبحي ذياب من طمرة، ومراقبة حسابات فاطمة العباس من كفر قاسم، الذين أصيبوا جميعهم بكورونا وتعافوا منها.

ويقول ذياب (62 عاما) إنّه "بالرغم من تعافيه من كوورنا، إلا أن صحته تدهورت. فهو يشعر بالتعب والإرهاق، عدا عن الضعف بالعظام الذي يشعر به، حتى أن عاداته الدينية تغيّرت ما اضطر للصلاة جلوسا"، مؤكدًا أن هذا التغيير حصل بعد إصابته بكورونا وبالرغم من تعافيه، "بدأت أتجنّب الخروج من المنزل بسبب تخوف الناس مني، فالناس تتعامل معي بخوف وحساسية الأمر الذي أساء من حالتي النفسية، فقد تعطلت حياتي الاجتماعية بالرغم من حالتي الجسدية المرهقة". وصف ذياب حالة الاستياء التي قد يعاني منها الأشخاص الذين أصيبوا بكورونا حتى بعد شفائهم.

ويؤكّد ذياب على أهمية الاهتمام بشكل جدي من قبل مؤسسات الدولة الصحية والرفاه بشريحة الناس الذين لا يزالون يعانون من أوضاع صحية ونفسية سيئة بعد شفائهم.

ولا تزال فاطمة العباس (31 عاما) من كفر قاسم تشتكي من أعراض كورونا من جهد وإرهاق وأحيانا تضطر إلى أخذ استراحة قصيرة لتساعد نفسها على التنفس بصورة منتظمة بالرغم من شفائها من كورونا.

تروي فاطمة تفاصيل حياتها قبل وبعد كورونا، وكأنها انتقال لحياة جديدة من حيث الاهتمام المضاعف بصحّتها والالتزام بتعليمات وزارة الصحة، إيمانًا بمسؤوليتها تجاه صحتها وصحة من يحيطها، وقالت لـ"عرب ٤٨"، "تختلف أعراض كورونا وتأثيرها من شخص لآخر، فقد عانيت من درجة حرارة 41.8 خلال فترة العلاج، عدا على الضيق في التنفس، وقد حافظت طيلة الوقت على مساعدة نفسي من خلال جهاز التنفس، لقد عانيت كثيرا خلال فترة علاجي من كورونا، ولكنّني أقنعت نفسي بأهمية الإيمان بالذات والقوة للتغلب على الفيروس، الأمر الذي ساعدني في الشفاء، رغم معاناتي المستمرة من نفس الأعراض بين الحين والآخر".

تابعت "يجب رفع نسبة الوعي بما يتعلق بفيروس كورونا، إذ أن الجهل قد يتسبب بوضع نفسي سيّئ عند المصاب وقد تؤثر الشكوك على صحته، يجب متابعة مصابي كورونا من خلال اختصاصيّين".

أما المحامي رامي بياضي، والذي أصيب وزوجته وطفليه في الموجة الثانية، فيرى تأثيرا كبيرا لحالة الهلع وبث الخوف في صفوف مصابي كورونا على وضعهم الصحي، موضحا "لقد دخلت أنا وزوجتي وطفلين من أطفالي لحجر صحي بسبب إصابتنا بكورونا، وخلال 35 يوما عملت على تهدئة النفوس والعمل على الجانب النفسي لي ولعائلتي إيمانا بأن الحالة النفسية لها تأثير رئيسي على الصحة، فما بالك عندما يدور الحديث عن الرئتين ومجرى التنفس وتأثير حالات الهلع بشكل عام على التنفس. بهذا اختصرت على طفلي وزوجي التعب أو الإرهاق أو الآلام كباقي المصابين بسبب الوعي وعدم بث الذعر، بهذا أوصي عدم ترويع الناس من فيروس كورونا لأن الأمر سيتسبب لهم بالاختناق وضيق التنفس ومضاعفة عوارض كورونا".

وأشار بياضي إلى أنه، وبعد إصابته بكورونا، تعرض وابنه إلى إساءة من سيدة في المدينة التي أرسلت مقطعا صوتيا عبر تطبيق الـ"واتس أب" وصل عدد كبير من الناس يسيء إليه، ما دفعه لتقديم شكوى ضدها بالتشهير والإساءة له ولابنه، كما ذكر أنه تعرّض "للكثير من المواقف الغريبة من الناس، فالبعض يخاف أن يدخل المكان الذي يتواجد به، أو يسلم عليه من مسافة أربعة أمتار".

التعليقات