كيف نقضي عيد الأضحى في ظل جائحة كورونا؟

يحل يوم الجمعة المقبل، عيد الأضحى المبارك، مع ما يحمله من عادات اجتماعية متوارثة وسنن شرعية، في جلها مشاركة اجتماعية وتقارب اجتماعي، في الوقت الذي تتعالى فيه الدعوات إلى ضرورة المحافظة على التباعد الاجتماعي في ظل جائحة كورونا

كيف نقضي عيد الأضحى في ظل جائحة كورونا؟

ساحات الأقصى خلال عيد الفطر الأخير (أ ب أ)

يحل عيد الأضحى المبارك يوم الجمعة المقبل، مع ما يحمله من عادات اجتماعية متوارثة وسنن شرعية، تتجلى بالمشاركة والتقارب الاجتماعي، في الوقت الذي تتعالى فيه الدعوات إلى ضرورة المحافظة على التباعد الاجتماعي في ظل جائحة كورونا، للوقاية من الإصابة، خاصة مع زيادة وتيرة تفشي الفيروس في المجتمع العربي في الأسابيع الأخيرة.

د. محمد خطيب

وفي هذا السياق، قال مركز اللجنة القطرية للصحة، د. محمد خطيب، من جمعية الجليل، في حديث لـ"عرب 48": "إننا نلاحظ الارتفاع الكبير في عدد الإصابات في المجتمع العربي في الفترة الأخيرة، ونعزي ذلك لعدم الالتزام بالتوصيات وعدم المحافظة على تعليمات الوقاية وخاصة في المناسبات الاجتماعية كالأعراس والحفلات".

وتابع أنه "نحن نقبل على عيد الأضحى، أعاده الله على الجميع بالخير واليمن والبركات، نوصي الالتزام بتنفيذ جميع تعليمات الوقاية: لبس الكمامة، التباعد الجسدي (مسافة مترين) والنظافة الشخصية، الاهتمام بتحييد المسنين والمرضى من أي تجمع للمحافظة على صحتهم ومنع إصابتهم لأنهم يشكلون مجموعة الخطر الرئيسية".

وشدد خطيب على ضرورة "اختصار اللقاءات والزيارات والتجمعات العائبة على الأسرة المصغرة، والتزام البيت قدر الإمكان، وفي حال الخروج للتنزه، يتوجب الامتناع عن التجمهر والتواجد في مجموعات مع المحافظة على التباعد الجسدي والالتزام بالتعليمات والتحديدات الرسمية، وفيما يتعلق بصلاة العيد والعبادات، نوصي بالالتزام التام والعمل بالتعليمات الصادرة عن الهيئات الرسمية والدينية المتعلقة بشروط إقامة العبادات في المساجد. وفي كل الحالات يتوجب المحافظة على التباعد الجسدي، لبس الكمامة، النظافة، عدم المصافحة والمعانقة أو التقبيل".

خالد غنايم

من جانبه، قال عضو مجلس الإفتاء وعضو رابطة علماء المسلمين، الشيخ الدكتور خالد غنايم، في حديث لـ"عرب 48": "علينا تحقيق السنن النبوية مع الالتزام بالتعليمات الصحية، وهذا ممكن، وصحيح أن الكثير من سنن عيد الأضحى المبارك اعتدنا أن نمارسها مع التقارب الاجتماعي، بدءًا من الاجتماع بعد الصلوات للتكبير من فجر يوم عرفة وطوال فترة عيد الأضحى المبارك، وحتى تبادل التهاني".

وتابع "تتوالى السنن النبوية في الأضحى في صلاة العيد والتي توجب علينا اتباع التعليمات عبر التباعد وارتداء الكمامة، وتبادل التهاني مع التنازل عن التسليم باليد، خلال العيد وبعد الصلوات، كما نوجه الأئمة الأفاضل لتقصير خطبة العيد والجمعة، كي لا نحدث تجمهر في المسجد".

وشدد على أنه "لا يفترض أن يتم التكبير للعيد مع التجمهر، فبالإمكان التكبير في البيت، ويكفي عدد قليل للتكبير في المسجد، كما نوصي أي مريض أو من يعاني من أعراض وخلافه، عدم الحضور إلى المساجد"، ولفت إلى أن "معايدة الأرحام تجوز من خلال تحقيق التباعد، وحتى إن لزم الأمر فعبر الهاتف".

وحث غنايم على "تقصير وقت الزيارة، مع الامتناع عن التقبيل والعناق والمصافحة"، وعن موضوع الأضحية، أوضح أنه "يمكن ممارستها عاديا، غير أننا يمكن أن نوكل المذبح لذبحها وتقسيمها وإيصالها إلى البيت، وهناك مبادرات كثيرة في بلدات لتجميع الأضاحي وتوزيعها على البيوت المحتاجة بشكل صحي ومقبول".

نمر نصار

بدوره، أوضح المربي نمر نصار، المهتم بتقصي العادات والتقاليد الاجتماعية، إن "هناك تقاليد شائعة في الأضحى، بعضها أهملت وبعضها لا زال متوارثا، فالعيد قديما كان جماعيا من خلال زيارة كبير العائلة ومن ثم التنقل سويا معا على بيوت العائلة أو القرية في حال كانت صغيرة".

وأضاف أنه "لكننا اليوم نعايش ظروف مختلفة، والزيارات قلت، ونحن عشنا عيد الفطر في ظل جائحة كورونا، وفعلا كان هناك التزام بالتباعد. أما عادات الاجتماع حول الأضحية، فلم تعد موجودة والمعظم يدفع لمجموعات وفئات تقوم بهذا العمل وتوزيع الأضاحي، ومع ذلك هناك بعض العادات الجميلة التي لا زلنا نحافظ عليها، مثل إعداد كعك العيد، ولكنه اليوم لا يتطلب أيدي عاملة كثيرة، فالآلات تتيح اليوم لشخص واحد إعداد كعك العيد بسهولة وجودة عالية، كما لا زالت فرحة الأطفال وتنقلهم من بيت لبيت للمعايدة وعيدية الأطفال والتي تعتبر جزءًا من فرحة العيد. حقا أتمنى أن نحافظ على ما تبقى من هذه العادات اللطيفة".

مسارات لطيفة في الطبيعة تحقق التباعد

وينصح الخبير في جغرافيا البلاد، محمد كريم، بقضاء وقت ممتع في مسارات عدة تحقق التباعد الاجتماعي في العيد، ولفت في حديث لـ"عرب 48" إلى أن "هناك مسارات عدة جميلة يمكن زيارتها في العيد وقضاء وقت جميل مع الوقاية الصحية، نبدأ من متنزه جبل الكرمل، هناك يمكن زيارة غابة سويسرا الصغرى، والكثير من المتنزهات في المنطقة التي تحوي مراحيض عمومية مجانية".

محمد كريم

وأضاف "هناك أيضا موقف البحيرة القريب قرب تلة الزعرور (بيت أورن)، والجسور المعلقة في بلد الشيخ (نيشر)، ثم الجليل الغربي، هناك عين الهردويل، وهو مسار داخل الماء وهي مياه باردة ومسار رائع، يمكن الوصول من هناك إلى خربة جعتون، أو متنزه "البيادر".

وفي الجليل الأعلى، أوضح كريم أن "هنالك مسارا طبيعيا للوصول إلى مغارة القوس، وقريبا منها شاطئ رأس الناقورة وعكا، وكل ما ذكر مسارات مجانية، وفي الجليل الأعلى المركزي، هناك جبل الجرمق ومسار قمة جبل الجرمق، مغارة الشيخ وهيب، وهناك أيضا متنزه عين الزيتون، وهناك جلسة يمكن الاستمتاع فيها بدون ماء، ومطل جبل عباهر الذي يوفر إطلالة رائعة على القرى الحدودية في لبنان".

في منطقة طبرية، كما أوضح أن "غالبية الشواطئ المؤهلة مع منقذ، منظمة ويمكن دخولها من خلال رسوم رمزية على موقف السيارة، وهناك في بحيرة طبرية من الجهة الشرقية مسار نهر المجرسة، مع مياه باردة تصل في بعض المقاطع إلى عمق مترين، وهو مسار منظم فيه رسوم دفع لسلطة الطبيعة (يمكن الحجز مسبقا عبر الشبكة)، وهناك أيضا في المنطقة بيت صيدا (بارك هيردين) وهو مسار مياه مع دفع رسوم دخول للسيارة، وعلى مقربة من هذه المكان، بركة الضباط (عين علمين)".

وأوضح أنه "في شمال سهل الحولة، يمكن ركوب القوراب المطاطية (كياكي) مع التأكيد على حجز البطاقات من خلال وكيل سياحة بسعر مخفض، وليس من خلال الصناديق بالسعر الكامل، وفي المنطقة يمكن زيارة جميع منابع نهر الأردن، الحاصباني، البانياس، اللدان (دان) وتل القاضي (حورشات تل)، مع حجز مسبق في موقع سلطة الطبيعة".

وأشار إلى أن "في المنطقة أيضا متنزه عين الذهب في قرية الخالصة المهجرة (كريات شمونة)، وهناك مسارات طويلة حول نهري الحاصباني واللدان، يمكن الوصول إليها في منطقة الكياكي. وفي منطقة الحولة مسار مجاني هو عين التينة، وهو مسار رائع مناسب لكل العائلة داخل مياه باردة، مع شلال وبرك صغيرة وطبيعة خلابة، وعلى مقربة منها عين الدربشية (عين دبشي) وهي أيضا مياه غير عميقة مع طاحونة مياه وجلسة عائلية تحت أشجار وافرة الظل".

وفي مرج بيسان، نصح كريم بزيارة "وادي الجماعين، وهو مسار في وادي مياه بأعماق مختلفة تتراوح بين متر ومترين، ومن لا يجيد السباحة ننصحه ألا يدخل المياه العميقة، وقرب وادي الجماعين مشيا على الأقدام هناك عين الجوسا (عين شوكك)، وأيضا عين مدوع – الضبعة ( عين موداع)، وهي مسارات مجانية، أما المحميات فهي عين جالود والساخنة المعروفات، ويتم الدخول من خلال حجز عبر موقع سلطة الطبيعة".

وفي القدس، يمكن زيارة معالم المدينة، ومقدساتها ومسار أسوار القدس، وأشار كريم إلى "مسار داخل مياه مثلجة في قناة سلوان عبر نفق مظلم داخل الارض، بعمق بسيط 50-60 سم، وقرب القدس يمكن زيارة قرية صفاف المهجرة وعيونها الرائعة، وللقادمين إلى القدس من طريق أريحا يمكن أن نعرج على عين الفوار (عين نبوه) في وادي القلط وهو مسار رائع داخل المياه إذا كانت نظيفة".

وفي الجنوب هنالك مسارات رائعة ايضا، بحسب كريم، منها وادي صدير (عين جدي) ومسار وادي العريجة (ناحل عروجوت)، وأوضح أنه "يمكن شراء تذكرة واحدة للمسارين، ونهر العريجة مسار مياه رائع مع طبيعة خلابة وشلالات، وفي منطقة الفنادق في البحر الميت، هناك مسار وادي أم باغت (ناحل بوكك) وهو مسار مشي داخل مياه غير عميقة ومناسب لكل أفراد العائلة".

التعليقات