هل يفتتح العام الدراسي في ظل كورونا؟

لا يزال الغموض يكتنف موعد افتتاح السنة الدراسية الجديدة، في ظل الارتفاع الجدي في عدد الإصابات بفيروس كورونا في المجتمع العربي، الذي حوّل بعض البلدات العربية إلى "حمراء" قد تواجه خطر الإغلاق قريبا، وعلى هذا حرمان الطلاب من العودة إلى

هل يفتتح العام الدراسي في ظل كورونا؟

هل يعود الطلاب إلى مدارسهم؟ (عرب 48)

لا يزال الغموض يكتنف موعد افتتاح السنة الدراسية الجديدة، في ظل الارتفاع الجدي في عدد الإصابات بفيروس كورونا في المجتمع العربي، الذي حوّل بعض البلدات العربية إلى "حمراء" قد تواجه خطر الإغلاق قريبا، وعلى هذا حرمان الطلاب من العودة إلى مدارسهم.

وعلى الرغم من حالة التخبط والبلبلة، اليوم، إلا أن الغالبية الساحقة من المدارس شرعت في الاستعداد لاستقبال العام الدراسي الجديد، في ظروف استثنائية وإجراءات خاصة تتناسب مع تعليمات وزارة الصحة، منعا لتكرار تفشي العدوى كما حدث في أعقاب عودة الطلاب إلى مقاعد الدراسة بعد الموجة الأولى من تفشي كورونا.

وقالت المربية أمينة مصلح- يزبك، مديرة مدرسة بئر الأمير، أكبر مدرسة ابتدائية في مدينة الناصرة والمنطقة وتضم نحو 800 طالب، في حديث لـ"عرب 48" إن "المدرسة في خضم الاستعدادات لافتتاح السنة الدراسية الجديدة وَسَط الغموض الذي يكتنف تعليمات وزارة الصحة المتغيّرة باستمرار".

وأضافت أنه "حسب رؤية وزارة التربية والتعليم، فإن صفوف الأول والثاني سيكون التعليم فيها اعتياديا، بينما يتعلم طلاب صفوف الثالث والرابع في مجموعات صغيرة (كبسولا) بحيث لا يزيد عدد الطلاب في كل مجموعة عن 18 طالبا. أما صفوف الخامس والسادس فإنها ستطلب وبشكل استثنائي زيادة عدد ساعات التعليم فيها بـ15 ساعة إضافية، في حين أن الوزارة تقرّ لهذه الصفوف 9 ساعات في يومين تعليميين أسبوعيا".

وعن تعزيز الطاقم التعليمي، قالت مديرة المدرسة إن "وزارة التربية والتعليم والسلطة المحلية ستعززان الطواقم بمنح ملاكات جديدة لمساعدات، إذ ستحظى صفوف ثالث ورابع بـ25 ساعة تعليم إضافية لكل صف".

وعن موضوع التباعد الجسماني بين الطلاب وتهيئة هذه الظروف في المدارس، أوضحت أن "صفوف الأول والثاني، لا يسري عليها قانون التباعد وستكون الصفوف مليئة بالطلاب كما هو معتاد، والتباعد يبدأ من صفوف الثالث وما فوق حيث يقسّم الطلاب على مجموعات لغاية 18 طالبا، ولحسن الحظ فإن معدل عدد الطلاب في كل صف لدينا هو 32 طالبا. بالنسبة لكمامة الفم والأنف فإن طلاب الأول والثاني غير ملزمين بوضعها، وفي الصفوف الثالث والرابع توضع الكمامات فقط في الاستراحة وفي الطريق من وإلى المدرسة، ومن الصف الخامس وما فوق يتم إلزام الطلاب بوضع الكِمامة طوال الوقت، داخل وخارج الصف".

وأكدت مديرة المدرسة أن "الإدارة على تواصل مع الأهل الذين يخشون إرسال أبنائهم إلى المدارس، وكذلك لجنة أولياء أمور الطلاب تحاول إقناع الأهالي بإرسال الطلاب إلى المدرسة، خاصة بعد المرحلة الماضية التي شهدت تغيب مئات الطلاب عن المدارس دون أن يتلقوا أي تعليم عن قرب، ولا عن بعد".

مئات الطلاب أضاعوا تعليمهم

وأكدت المربية أمينة مصلح- يزبك، أن "بعض الطلاب قد أضاعوا تعليمهم كليا، وهم ليسوا قلائل، ويتراوح عددهم بين 150 إلى 200 طالب. هؤلاء خسروا تعليمهم وهذا ليس في صالحهم، لذلك سنحاول فتح المدرسة أمام كل الطلاب مع مراعاة كل تعليمات وزارة الصحة، من قياس درجة حرارة وتعبئة النموذجات المطلوبة، وتعقيم وتنظيف الصفوف التي خصصت لها ميزانية من وزارة التربية والتعليم أيضا".

استعدادات لافتتاح العام الدراسي (عرب 48)

وانتقدت مديرة المدرسة أسلوب "التعليم عن بعد" ووصفته بأنه" لم يكن ناجحا لعدة أسباب منها شبكة الحواسيب غير المهيأة وغير المعدّة للتعلم عن بعد في بعض البيوت التي تتوفر فيها الحواسيب، أضف إلى ذلك إذا كان عدد الطلاب في البيت أكثر من عدد الحواسيب، وفي حي بئر الأمير هناك الكثير من العائلات كثيرة الأولاد، وهي تواجه هذه المشكلة. أمر ثالث هو مدى وعي ومعرفة الأهل لمساعدة أبنائهم ومرافقتهم خلال التعلم عن بعد، والعديد من التحديات الأخرى التي واجهت هذا النوع من التعليم، زد على ذلك أن المدرسة لم تحصل على ميزانية لتمويل مشروع حاسوب لكل طالب".

وأخيرا، قالت المديرة مصلح- يزبك، إنه "يجري الحديث في أروقة الوزارة، وهذا حديث غير رسمي، بأن يتم تأجيل فتح المدارس إلى ما بعد الأعياد اليهودية، خَشْيَة أن يزداد انتشار المرض كما حدث في نهاية الموجة الأولى من الوباء".

أبو راس: بالرغْم من التخوف من تفشي كورونا مدارس عيلوط جاهزة لاستقبال الطلاب

عُدّت قرية عيلوط واحدة من البلدات "الحمراء" حسب تعريف وزارة الصحة، إذ يخضع العديد من سكانها للحجر الصحي، بسبب انتشار الفيروس على نطاق واسع بعد عيد الأضحى، ومن بين الأشخاص الذين يخضعون للحجر الصحي، مدير قسم المعارف في البلدة، إلا أن رئيس المجلس المحلي، إبراهيم أبو راس، قال لـ"عرب 48" إن "مدارس عيلوط جاهزة لاستقبال الطلاب، رغم الوضع الصعب الذي يسود القرية وتخوف الأهالي من إرسال أبنائهم إلى المدارس. العمل لم يتوقف منذ أيام لتهيئة المدارس بأفضل الوسائل من أجل استقبال آمن للطلاب".

إبراهيم أبو راس (عرب 48)

وأضاف أنه "لدينا خمس مدارس واسعة وفائض كبير من الغرف التدريسية التي نستطيع توزيع الطلاب بأعداد قليلة فيها. عمل المجلس المحلي، اليوم، يصب فقط في الاستعدادات لاستقبال السنة الدراسية، إذ توقفت نشاطات المجلس المحلي الأخرى منذ أيام وأغلق أمام الجَمهور، ولن يكون استقبال للجمهور إلا بعد أن تتراجع حدّة أزمة كورونا".

وأكد رئيس المجلس المحلي أنه "منذ أيام توجد الطواقم المهنية والهيئة الإدارية في المدارس لتهيئة الظروف المناسبة، من أجل عودة الطلاب إلى المدارس".

وختم أبو راس بالقول إنه "نناشد أهل القرية بالالتزام بتعليمات وزارة الصحة والكف عن إحياء الأعراس والحفلات على نطاق واسع لكي تتراجع نسب العدوى لغاية مطلع الشهر المقبل ويتسنى افتتاح السنة الدراسية الجديدة".

خسارة سنة تعليمية أخرى كارثة

وقال رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسان، لـ"عرب 48" إن "المجتمع العربي بحاجة ماسة لافتتاح السنة الدراسية في موعدها، مع التقليل قدر الإمكان من الضرر، لأن خسارة سنة إضافية كارثة".

وأضاف أن "حالة من عدم اليقين تسود المرحلة في ظل عدم التأكد من أن البلدات الحمراء هل تبقى حمراء إلى ما بعد أسبوع أم لا، وماذا سيكون موقف الوزارة منها، وهل ستواجه الإغلاق أم لا؟ كل هذه الأسئلة لا توجد أجوبة عنها لغاية الآن. توجهت إلى رؤساء السلطات المحلية، وأبلغتهم بأن أمامنا أيام نستطيع في الحد من انتشار المرض إذا كانت هناك مسؤولية جماعية لتهيئة الظروف لافتتاح السنة الدراسية".

أمينة مصلح- يزبك

وتطرق حسان إلى ملاءمة مسار للتعليم في المجتمع العربي واصفا التعليم عن بعد بأنه "ضحكة كبيرة"، وأكد أن "الجميع يعترف، اليوم، بأن هناك مشكلة جدية في التعليم عن بعد، لعدة أسباب منها ضعف شبكات الاتصال والنقص الهائل في الحواسيب خاصة في النقب والقرى غير المعترف بها. نحن بحاجة إلى مسار يكفل تعلم الطلاب العرب داخل المدرسة، ربما في ورديات ومناوبات لقسم من الطلاب يتعلم صباحا، والقسم الآخر يتعلم بعد الظهر، إذ يكون الجزء الأكبر من التعليم في المدرسة وليس عن بعد، خاصة أن هناك 140 ألف طالب عربي لا يملكون حواسيب، وهذا ليس بالعدد القليل، فضلا عن مشكلات في نقص الغرف التعليمية في حال تمت المصادقة على تقسيم الطلاب إلى مجموعات صغيرة".

13 ألف معلم عربي بلا عمل

وعن دمج عدد من المساعدين إلى جانب المعلمين، قال رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، إنه "نطالب ونضغط لكي يتم استيعاب نحو 13 ألف معلم عربي أنهوا تعليمهم وينتظرون التعيين منذ سنوات طويلة، هذا مطلبنا من وزارة التربية والتعليم ولا ندري ماذا سيكون جواب الوزارة. توجهنا كذلك إلى رؤساء السلطات المحلية بهذا الشأن، وهم قرروا تشغيل معلمين عاطلين عن العمل كمساعدين في هذه المرحلة، وهذا جيد على المستوى المحلي".

التعليقات