التعلم عن بُعد: تحديات في زمن كورونا

استعرضت المستشارة التربوية، نغم أبو الهيجاء، في حديثها لـ"عرب 48" أهم التحديات التربوية في ظل جائحة كورونا.

التعلم عن بُعد: تحديات في زمن كورونا

مدرسة مغلقة في طمرة بسبب كورونا (عرب 48)

تلقي جائحة كورونا بظلالها وتداعياتها على مختلف مناحي حياة الناس، وتزداد التحديات في ظل استمرار تفشي العدوى إلى جانب التقييدات والإغلاقات، وخصوصا في المؤسسات التعليمية، ما يتسبب بحالة من الفراغ لدى الطلاب وأبناء الشبيبة، تأثيراتها تبدو على سلوكياتهم وتصرفاتهم في المجتمع.

واستعرضت المستشارة التربوية، نغم أبو الهيجاء، في حديثها لـ"عرب 48" أهم التحديات التربوية في ظل جائحة كورونا.

وقالت أبو الهيجاء إن "الحالة التربوية والتعليمية تأثرت بشكل كبير بسبب جائحة كورونا. أرى أن إغلاق المدارس لمدة طويلة له تأثير سلبي جدا ويسبب ضررا كبيرا لطلابنا، ما يؤدي لتراجع كبير لدى هذا الجيل، إذ إن هناك فئة تعاني بسبب منظومة التعلم عن بُعد لعدم وجود أجهزة حواسيب كافية خصوصا للعائلات التي لديها 4- 5 طلاب، أو لوجود مشكلات معينة في الحوسبة وشبكة الإنترنت والبنى التحتية التي تمنع الطلاب من التعلم عن بُعد".

نغم أبو الهيجاء (عرب 48)

وأضافت أنه "في ظل هذه الظروف، هناك الكثير من التحديات والصعوبات لدى الجميع. هذه الظروف تتطلب من كل طرف التحلي بالصبر ومعرفة التعامل مع الوضع الراهن. منظومة التعلم عن بُعد عبر الشاشات أسفرت عن تباعد بين المدارس والأهل، والمعلمون يحاولون تزويد المواد عن بُعد، ولكن عدم رؤية الطالب وملامح الوجه تمنع من المعلم التأكد بأن الطالب فعلا وصلته المواد. كذلك فإن الجانب الاجتماعي والروحي لا يأخذ حقه بين المعلم والطالب عبر الشاشات، والتعلم عن بُعد أنتج صورة جديدة للعلاقة بين الأهل والمدرسة، فالتعاون بين الأهل والمدرسة هو أمر مهم جدا لا يمكن التنازل عنه. لا يمكن الاستمرار بهذا الوضع دون التشبيك بين المدرسة والطالب والأهل. الإغلاق وانشغال كل الأطراف بتحدي الشاشات والإلكترونيات للتواصل تسببت ببعد وقلة في التعاون بين الأطراف المختلفة، بالإضافة إلى أن إغلاق المدارس والمؤسسات وانعدام البرامج المنهجية وغير المنهجية أحدث فراغا كبيرا في حياة أبناء الشبيبة، ما أدى إلى قضاء جزء كبير من وقتهم أمام الشاشات وممارسة ألعاب لها مخاطر إضافية".

وأكدت المستشارة التربوية أن "الظروف الراهنة لها مخاطر عدة بنظري على أبنائنا، بينها تراجع في الوضع التعليمي لدى الطالب في حال عدم الانتباه أو الاستمرارية والمتابعة، ما سيؤدي إلى ضرر تعليمي بحق الطالب، والظروف الراهنة والحجر المنزلي والتواجد في إطار ثابت لمدة طويلة سيزيد من ظاهرة العنف داخل البيوت".

وحذرت من أن "الشاشات تحولت إلى عنوان للطالب لعدم الشعور بالملل، وهذا الأمر مقلق جدا لأن استعمالها بكثره له سلبيات اجتماعية وسلوكية وتعليمية وصحية. وهذا يؤدي إلى نوع من الإدمان لدى الطالب وتعلقه بالأجهزة الإلكترونية والهواتف الخلوية وغيرها. لذلك نرى أن هناك بعض أبناء الشبيبة يستهتر بالتعليم ويسخر جُل وقته للعب بواسطة الهواتف الخلوية والشاشات وغيرها، وينسى أن هناك معلم بانتظاره لتمرير درس عبر منظومة التعلم عن بُعد، وهذا الأمر يؤدي بالنهاية إلى حدوث ضرر كبير على كافة الأصعدة، لذلك مهم جدا متابعة الأبناء وتوجيههم لما هو في مصلحتهم".

ووجهت أبو الهيجاء رسالة إلى الطلاب دعتهم فيها إلى "التحلي بالصبر، استمروا بالمواكبة والتعلم عن بعد بطريقة صحيحة وإيجابية، وليكن لديكم جهوزية للتعلم عن بعد، يوميا، وابتعدوا عن التنمر الإلكتروني والتزموا بأخلاقيات عالية، ولا تجعلوا من التعلم عن بعد آلية للسخرية فهذا بالنهاية يؤدي لخسارة وفشل. أما بالنسبة للأهل فبوركت جهودكم مع أبنائكم في هذه الأيام الصعبة، فدون وجودكم إلى جانب المعلم والمدرسة لما تمكن المعلم من التواصل مع طلابنا".

التعليقات