الإغلاق في سخنين؛ "نحن على شفا الانهيار"

تسبّب الإغلاق المفروض لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، في البلاد، بإلحاق أضرار مادية فادحة للمصالح والمحال التّجارية، وبخاصة في المجتمع العربيّ، وفي إحدى كُبرى المدن العربية، سحنين، التي تضررت اقتصاديًا، بشدّة، إثر الجائحة، ولا سيّما المصالح الصغيرة.

الإغلاق في سخنين؛

جانب من شوارع المدينة (تصوير: "عرب 48")

تسبّب الإغلاق المفروض لمواجهة تفشي فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19)، في البلاد، بإلحاق أضرار مادية فادحة للمصالح والمحال التّجارية، وبخاصة في المجتمع العربيّ، وفي إحدى كُبرى المدن العربية، سحنين، التي تضررت اقتصاديًا، بشدّة، إثر الجائحة، ولا سيّما المصالح الصغيرة.

ومع دخول الإغلاق الجديد أسبوعه الثاني، باتت العديد من المحلات الصغيرة في سخنين، مهدّدة بالإغلاق والإفلاس، فيما ذكر أصحاب محّلات لبيع موادّ أساسيّة كاللحوم والخبز، أن الضرر الواقع على هذه المحلات كان أقلّ من الضرر اذلي تكبّدته المصالح الصغيرة ولا سيّما التي تبيع بضائعَ لا تُعدّ أساسية بالنسبة لكثيرين، ولا سيّما في ظلّ ظروف اقتصاديّة خانقة سبّبتها الجائحة.

وذكر بعض أصحاب المحلات أن الإغلاق الجديد، لا يُفرض بشكل كبير، بل إن البعض منهم ذكر أن الحركة في المدينة تكاد تكون عادية تماما، مُشيرين إلى تقصير الشرطة في فرض الإجراءات المُتّخذة.

جانب من شوارع المدينة (تصوير: "عرب 48")

واعتبر صاحب متجر"الصين مول"، سامي خلايلة، أن "الإغلاق وتشديد الإجراءات؛ قرارات سياسية أكثر منها صحيّة، وألحقت هذه السياسة أضرارا فادحة بالحركة التجارية والاقتصادية، دون أيّ مبرر منطقيّ".

وذكر خلايلة في حديث مع موقع "عرب 48"، أنه "لا يلحظ رقابة شرطيّة على الإغلاق"، مضيفا: "هناك محلات تعمل بشكل طبيعيّ، وهناك محلات تعاني شللا شبه تامّ، أي أنّ قطاعات اقتصادية تأثّرت دون غيرها، علما أننا لا نشعر بوجود إغلاق، ومن يتضرر هي المصالح الصغيرة، والحديث يدور عن آلاف المصالح الصغيرة في البلاد، وهذا وضع مزر، ونحن على شفا الانهيار".

وأضاف خلايلة: "إذا لم تجد الجهات الحكومية حلولا معقولة فإننا أمام أوضاع قاتمة جرّاء تداعيات إغلاق مصالحنا من جراء الديون المتراكمة للبنوك وغيرها، وتسريح مئات آلاف من العمال وكلّ (تبعات) ذلك على المستوى الاقتصادي المعيشي والاجتماعي، ولا سيّما أن المجتمع العربي يعاني حالة فقر أصلا، وأوضاعا اجتماعية صعبة خصوصا موضوع العنف والجريمة الذي يتزايد وقد يتزايد ويتعمّق أكثر في ظلّ استمرار هذه السياسات".

بدوره، قال حمزة الصح، وهو صاحب محل لبيع اللحوم في المدينة: "نحن كمحل لبيع اللحوم وهي من ضمن الحاجات اليومية للناس، والتي لايمكن الاستغناء عنها، لم نتأثّر كثيرا من الإغلاق، وفي نفس الوقت؛ في الحقيقة ليس هناك إغلاق بمعنى الإغلاق".

وأضاف: "نلاحظ أن هناك حركة جيدة في المدينة، بل أحيانا نرى اختناقات مرورية، وحركةُ البيع لدينا لابأس بها مع التأكيد أن هناك قطاعات تضرّرت لدرجة كبيرة جدًّا، ومنها مهدد بالإغلاق والإفلاس".

ولفت الصح إلى أن "القوة الشرائية لدى الناس ضعفت، وبخاصة لدى الفئات الفقيرة التي تحاول أن تقتصد بالمصروفات، حتى بالحاجات الأساسية واليومية، وهذا مؤشر واضح أن تفشي الفيروس والإجراءات أضرت بشكل بالغ بقطاعات كبيرة من المصالح الصغيرة، وبشرائح اجتماعية فقيرة، وهي شريحة واسعة خاصة ممن أُحيلوا للبطالة، والشرائح التي تعيش على مخصصات التأمين الوطنيّ".

من جانبه، اعتبر محمد خلايلة من"مخبز سخنين" خلال حديثه لـ"عرب 48"، أن الإغلاق قد أثّر على قطاعات مهمّة، ولا سيّما على المصالح الصغيرة، وقال: "رغم أن المخبز يُعدّ من المصالح التي توفر الحاجات الأساسية والضرورية للناس، لكن رغم ذلك فإننا نلحظ تراجعا في الحالة الشرائية بنسبة 30%، لأن المخبز لايبيع الخبز فقط".

وذكر خلايلة أن المخبز "يبيع الكثير من المنتجات التي قسم كبير منها لم يعد لدى البعض من الأساسيات"، مُشيرة إلى أن "استمرار الإغلاق وتشديد الإجراءات سيزيد من التراجع في الحركة التجارية وسيضرّ أكثر بالمصالح الصغيرة".

التعليقات