عائلة جعو في أم الفحم: تسعة يتامى من يهوّن عليهم؟

تحاول كفاح إغبارية (جعّو) من مدينة أم الفحم لملمة جراحها بعد أن فقدت الضحيّة الرابعة من عائلتها، ابن عمها محمد ناصر إغبارية، قبل أسبوع بجريمة قتل أمام بيته في المدينة.

عائلة جعو في أم الفحم: تسعة يتامى من يهوّن عليهم؟

كفاح إغبارية (جعّو) اليوم

تحاول كفاح إغبارية (جعّو) من مدينة أم الفحم لملمة جراحها بعد أن فقدت الضحيّة الرابعة من عائلتها، ابن عمها محمد ناصر إغبارية، قبل أسبوع بجريمة قتل أمام بيته في المدينة.

تحمل كفاح صورة شقيقها خالد، وثلاثة أبناء عميّها الذين قتلوا بجرائم إطلاق رصاص، خلال عام ونصف في مدينة أم الفحم، وهي تتنقل من تظاهرة إلى أخرى، علّ صرختها تصل إلى آذانٍ مصغية، تمنع جريمة قادمة.

ولم يمنع الألم ولا الحزن الشديدان، خروج كفاح وعائلتها إلى المشاركة في التظاهرات الاحتجاجية ضد الجريمة وتواطؤ الشرطة مع عصابات الإجرام، لتوصل "صرخة اليتامى" كما تقول في حديث لـ"عرب ٤٨".

ولم تعقل الشرطة أي مشتبهين في جرائم الأربع، التي راح ضحيتها محمد ناصر إغبارية، ومحمد زياد إغبارية وخالد إغبارية، ومحمود مفيد إغبارية.

تسعة يتامى خلّفتهم جرائم القتل في عائلة واحدة، هي ذاتها مأساة فوق مأساة الفراق التي تلازم العائلة منذ الجرائم.

وتقول كفاح لـ"عرب ٤٨" إن لا كلمات يمكنها أن تهوّن على اليتامى، وخاصّة حين يطرحون أسئلة "لماذا قتلوا أبانا وهو إنسان طيب"، وأكّدت إغباريّة أنّ الوضع النفسي للعائلة منهار، بعد الفقدان، "فقدت العائلة الأمن والأمان حتى في داخل البيت، وفي داخل البلد التي قدّمت لها من وقتها ومالها ومن صحتها، تكتشف أن لا أحد يحميها لتفقد زهرات شباب العائلة بدم بارد خلال فترة قصيرة".

ورأت أنّ "الإرهاب" أصبح في كل وقت وكل مكان ليس فقط في أم الفحم، "حينها تجتاحك أسئلة لا أجوبة لها، من المستفيد، وما سبب هذا الحقد الدفين لشباب هذا المجتمع الطيب الأصيل بعاداته؟".

وتساءلت "ماذا عسى الأمهات الثكلى أن يفعلن؟ حتى الآن جميعهنّ في صدمة مما حصل، كل العائلة حتى الآن في صدمة، أنا أشعر بهنّ وخاصة والدة محمد ناصر، لأني تذوّقت من نفس الكأس، حين فقدت خالد شقيقي بجريمة إطلاق رصاص، ولا يوجد أي شيء بالعالم يمكنه أن يطفئ نار الحسرة".

وروت إغبارية عن وجع الأطفال اليتامى الذين فقدوا آباءهم بجرائم قتل، "لا يوجد من يستطيع تفسير حالة الموت التي تعرّض لهم آباؤهم، وتنعدم الأجوبة حين يسألون لماذا قُتل والدهم، وبأي ذنب؟ مع أنّه كان إنسانًا طيّبا مساعدا".

وأوضحت أنّ "الأطفال حتى هذه اللحظات يعانون من الخوف الشديد، وكل صوت رصاصة يعيدهم إلى الجريمة وإلى العزاء، إلى الخوف، إلى الذعر، إلى المأساة التي حلّت عليهم، وهذا لا أتمنّاه لأي إنسان أن يذوق المأساة التي تعرّضنا لها".

وأضافت "شرحنا لليتامى أن آباءهم قتلوا لأنهم أرادوا طريق الحلال، وقتلوا حين ذهبوا لجلب لقمة العيش لهم، ولكن ما يطمن قلوبنا أنّ الأطفال تربّوا على التربية الصالحة التربية الدينية والأخلاق الحميدة. أذكر أن طفل خالد شقيقي الذي قتل وهو يودّع والده الذي ذهب ليصلي".

ووجّهت رسالة للشباب "يكفي سفك دماء، حقيقة لقد سئمنا من هذا الحال، كل فترة نودّع زهرة من خيرة شباب هذا المجتمع. لا يحق لأي شخص ما أن يقطف روحًا، ولا لأي سبب من الأسباب". وتابعت أنّ "المجرم يجب أن ينال عقابه لأنه هدّم عائلات، وحرق قلوب أمهات، ويتّم أطفالا، ودمّر بلدات كاملة وعاث الفساد في هذه الأرض المباركة".

وحملت إغباريّة المسؤولية، بالدرجة الأولى، للشرطة معتبرة أنّها "تدعم الإرهاب ضد الأبرياء، لأنه لا يعقل ما يجري في الفترة الأخيرة تحت أنف الشرطة، لا مجرمون تردعهم، ولا ملفات تفك رموزها، وتضيع الأدلة وتغلق الملفات، إذا ما الفائدة منها؟ ولكن أيضا على المسؤولين، رؤساء بلديات وأعضاء كنيست أن يتّخذوا الإجراءات الصارمة، لأنّ كل واحد فينا معرض للقتل".

التعليقات