الحركة التجارية والسياحية في الناصرة.. "عودةٌ أبعد من الحلم"

يعيش أصحاب المحال التجارية في الناصرة أوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة بفعل ما خلفته أزمة كورونا والقيود التي نتجت عنها من حركة تجارية وسياحية ضعيفة ومعدومة بعدما اعتاد الآلاف على زيارة المدينة والاستمتاع بأجوائها وسوقها

الحركة التجارية والسياحية في الناصرة..

من البلدة القديمة في الناصرة (عرب 48)

يعيش أصحاب المحال التجارية في الناصرة أوضاعا اقتصادية ومعيشية صعبة بفعل ما خلفته أزمة كورونا والقيود التي نتجت عنها من حركة تجارية وسياحية ضعيفة ومعدومة بعدما اعتاد الآلاف على زيارة المدينة والاستمتاع بأجوائها وسوقها المحلي ومواقعها الأثرية والسياحية ومقاهيها وحلوياتها المميزة.

وهناك من رأى أن عودة الحياة إلى طبيعتها لا زال حلما بعيدا، أما الحديث عن عودة الحركة السياحية الداخلية والخارجية فما زالت أبعد من الحلم، سيما وأن معظم المحال التجارية غير الحيوية والمجاورة للشارع الرئيسي ما زالت مغلقة ولم ترفع عنها القيود، بالإضافة إلى المطاعم في منطقة عين العذراء التي تشكل عصب الاقتصاد في المدينة وهي بالتالي تستقطب الزبائن من أهل المدينة وخارجها، وبدونها لا انتعاش في الحركة التجارية ولا السياحية.

وفي سياق متصل، صادق المجلس الوزاري المصغر لشؤون كورونا (كابينيت كورونا)، فتح المصالح التجارية واستئناف العروض الثقافية والأنشطة الرياضية بدءًا من يوم الأحد المقبل، في أعقاب توصل وزير الصحة، يولي إدلشتاين، إلى تفاهمات مع وزير الأمن، بيني غانتس، مساء اليوم الإثنين.


وقال سلام ضاهر وهو صاحب مطعم وبيت للضيافة لـ"عرب 48" إننا "نتقيد بالتعليمات وقد أغلقنا محلاتنا طيلة الفترة التي فرض فيها الإغلاق، ولم نعد إلا قبل بضعة أيام حين أزيلت القيود، والفترة الماضية لم تكن سهلة على الإطلاق خصوصًا وأن المحل هنا يعتمد على السياحة بالأساس".

وأضاف "ما دام المطار مغلقا والرحلات الجوية معطلة والسياحة الداخلية غائبة عن المدينة فإننا سنشعر أن الإغلاق لا زال مستمرا، وعلى الجهات المسؤولة أن تدعم الناصرة التي تعاني بجميع مرافقها خصوصًا البلدة القديمة التي معاناتها تكون مضاعفة لكونها منطقة تعتمد على السياحة بالأساس".

وذكر سامي جبالي وهو صاحب مقهى "ليوان" الثقافي لـ"عرب 48" أنه "حتى قبل ظهور جائحة كورونا أدرت مصلحتين بالتوازي وهما المقهى الثقافي وبيت للضيافة في البلدة القديمة، لكن هذا العام كان صعبا للغاية ولم تعد لديّ القدرة المادية على توفير المصاريف وصيانة المصلحتين التجاريتين معا، وفي شهر آب/ أغسطس قررت إغلاق بيت الضيافة بشكل نهائي".

ولفت إلى أن "المصالح التجارية في البلدة القديمة وخلال الأيام العادية كانت بالكاد تغطي نفقاتها، وجائحة كورونا جاءت لتوجه ضربة قاضية للعديد من المحال التجارية، والآن عدنا للعمل بشكل مقلص، لكن بالطبع هذا لا يكفي فنحن نعتمد على مصدرين أساسيين هما السياحة والفعاليات والبرامج الثقافية التي تنظم في المقهى، وحتى الآن لم يتوفر أي منهما سيما وأن رواد المقهى من المحليين بات ضعيف جدا".

ووصف جبالي العام الماضي بالقول إنه "كان عاما قاسيا تراوح بين الإغلاقات والافتتاح الجزئي، علمًا أن شهري آب/ أغسطس وأيلول/ سبتمبر شهدا انتعاشا ملحوظا حين تجددت الحركة السياحية الداخلية بسبب العطلة الصيفية وتراجع نسب العدوى بفيروس كورونا، بعد ذلك عادت حالة الركود والإغلاق مرة ثانية وثالثة كان خلالها المقهى مغلقا".

محلات تجارية لا زالت مغلقة

وواصل حديثه "كنت أصل إلى المقهى مرة واحدة أسبوعيا من أجل تفقد أحواله وتهوية المكان حتى لا تتلف محتوياته، وفي الحقيقة أن الشهرين الأخيرين كانا الأشد قسوة فقد شددنا الحزام حتى النهاية وكنا نعوّل على فترة الأعياد المجيدة ودائما كنت متفائلا لكن اصطدمنا بواقع صعب للغاية ولم نشعر بأجواء العيد إطلاقا وكان الإغلاق سيد الموقف".

وأشار إلى أنه "الآن وبعد زوال الإغلاق الأخير ورفع القيود بدأنا نلحظ انتعاشا محدودا لكنه يقتصر على نهايات الأسبوع، وأنا إنسان متفائل بطبعي ولدي أمل بعودة سريعة للحياة ولو على المستوى المحلي، وأنا على ثقة بأن الحركة السياحية لن تعود قبل العام 2022 حسب تقديري".

وقال عاطف منصور وهو صاحب محل لبيع وتصليح الساعات في يافة الناصرة التي فرض عليها الإغلاق أكثر من 4 مرات خلال العام الأخيرة لـ"عرب 48" إنه "في هذه الفترة لم يكن بإمكاني الوصول إلى محلي بسبب الحواجز التي وضعتها الشرطة بين الناصرة ويافة الناصرة، إذ أغلقت المحل لمدة عام كامل وها أنا أعود اليوم إلى التنقل وليس للعمل، فلا يوجد عمل ونفتقر للحركة التجارية والعودة إلى الحياة الطبيعية التي لا زالت بعيدة".

وعن أوضاعه المعيشية ذكر "نعيش اليوم دون المتوسط العام للمعيشة، منذ عام كامل وأنا أعيش على المساعدات الحكومية الضعيفة التي قدمت لنا خلال هذه المدة الزمنية الطويلة، ناهيك عن أن هذا المجال من العمل آخذ بالتراجع بسبب الأجهزة الحديثة التي تحتوي جميعها على ساعات ومنبهات وغير ذلك".

وختم منصور بالقول إن "رفع الإغلاق هذا ما هو إلا ضحك على اللحى، فحوانيت الشارع الرئيسي ما زالت مغلقة وهذا يجعل الحركة التجارية ضعيفة وبالتالي فإن ذلك ينعكس علينا نحن تجار البلدة القديمة".

التعليقات