ضحية الانهيار في ضمّيدة؛ كافحت لأجل لقمة العيش ولقيت مصرعها بحادثة استثنائيّة

في حادثة نادرة، لقيت السيّدة أنيسة محاميد من قرية ضميدة الواقعة بين  بلدتَي كفر مندا وكوكب، مصرعها، يوم الأحد الماضي، بعد انهيار صخريّ لمغارة مجاورة لمنزلها، وذلك أثناء عنايتها بقطيع ماشية يعود للعائلة، والذي يشكّل بالنسبة للعائلة مصدرا معيشيا هامًّا،

ضحية الانهيار في ضمّيدة؛ كافحت لأجل لقمة العيش ولقيت مصرعها بحادثة استثنائيّة

أمام المغارة المنهارة (تصوير: "عرب 48")

في حادثة نادرة، لقيت السيّدة أنيسة محاميد من قرية ضميدة الواقعة بين بلدتَي كفر مندا وكوكب، مصرعها، يوم الأحد الماضي، بعد انهيار صخريّ لمغارة مجاورة لمنزلها، وذلك أثناء عنايتها بقطيع ماشية يعود للعائلة، والذي يشكّل بالنسبة للعائلة مصدرا معيشيا هامًّا، وبخاصّة في ظلّ جائحة فيروس كورونا المستجد (كوفيد- 19).

ووقعت الحادثة بينما كانت ضحيّتها مُنشغلةً بعملها الروتينيّ في رَعي الماشية في المكان الذي دأبت فيه على المكافحة من أجل توفير لقمة عيش لها ولأبنائها.

وبحسب عائلة الفقيدة، فقد دخلت محاميد إلى المغارة للحظات، ليحدث انهيار فجائيّ لصخرتين ضخمتين ربّما تزنان أطنانًا، ليتسبّب ذلك بمصرعها تحتهما.

واستعرض زوج الفقيدة، وربّ الأسرة، إبراهيم علي محاميد، خلال حديث مع موقع "عرب 48"، تفاصيل الحادثة، موضحا بتأثُّر شديد، أنه كان يصرخ وينادي زوجته من تحت الردم، دون أن يقوى على فعل أي شيء، إلى حين وصول طواقم الإنقاذ لانتشال الجثة.

وقال محاميد: "نحن نعيش سنوات طويلة في هذا المكان، وهذه أرضنا أبا عن جد، وطالما تواجدنا في المكان، لكن لم يخطر في بالنا في أسوأ الكوابيس أن يحدث ما حدث، وأن المغارة تشكّل خطرا ما، ولا سيّما أننا قد اعتدنا هذه الأمكنة منذ أن كنا صغارا".

وأضاف: "ربما يكون هذا حدثًا غير مسبوقٍ في منطقتنا التي تعجّ بالمغر التي شكّلتها الطبيعة، كما أننا لم نلاحظ ولو مرة، أن هذا الأمر يمكن أن يحصل، إذ إنها مغارة صخرية متماسكة، ولم نلحظ أي ضعف، أو أية تصدّعات في بنيتها".

(تصوير: "عرب 48")

وتابع محاميد: "هذا حادث ليس بسبب الإهمال أو عدم الانتباه مثل حوادث العمل أو الطرق، بل هو (يندرج) ضمن الحوادث الطبيعية، لكن هذا قدر الله".

وقال محاميد: "لقد أُصبت بحالة هستيريا، فقد عشت معها 50 عاما"، موضحا أنه وصل إلى المكان بعد اتصال من ابنته، وحينما وصل، كانت زوجته تحت الردم، وبشأن ذلك قال: "تمنيت أن أساعدها ولو بكلمة واحدة".

وختم محاميد كلامه بتأثر وحزن شديدين: "كانت زوجة وأما مثالية، مكافحة ومُحبّة إلى أقصى الحدود، ربما لم تزعجني مرة في الحياة، وإن كنت قد أزعجتها فلتسامحني".

التعليقات