الحراك الفحماوي الموحد.. "نضال سلمي مستمر لا رادع له"

لم تكن الهجمة البوليسية على مظاهرة أم الفحم الأخيرة ضد الجريمة وتواطؤ الشرطة، محض صدفة وذلك بعد اعتداء عناصر الشرطة على المتظاهرين بالقنابل الصوتية والمياه العادمة والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابات واعتقالات بين صفوف المتظاهرين

الحراك الفحماوي الموحد..

(عرب 48)

لم تكن الهجمة البوليسية على مظاهرة أم الفحم الأخيرة ضد الجريمة وتواطؤ الشرطة، محض صدفة وذلك بعدما اعتدى عناصر الشرطة على المتظاهرين بالقنابل الصوتية والمياه العادمة والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع، ما أسفر عن إصابات واعتقالات بين صفوف المتظاهرين.

وحاولت الشرطة من خلال هجمتها، الإجهاض على الحراك الفحماوي الموحد الذي يقوده مجموعة من الشباب الوطني من كافة الفئات والتيارات الوطنية في المدينة، حرصا منها على مصالح مجتمعها ورفضا للأفكار الدخيلة سيما ظاهرة العنف والجريمة.

ولم يكتب لهذه المحاولة من قبل الشرطة الفشل وحسب، إنما شكلّت حافزًا لدى الحراك الفحماوي الموحد من أجل تصعيد النضال وجعلت قضية أم الفحم وحراكها في المركز مع التفاف الكثير من المواطنين حول الحراك.

واعتبر النشطاء في الحراك أن "عملية الاعتقالات في المظاهرة الأخيرة من قبل وحدة المستعربين لم تكن محض صدفة، إذ كانت انتقائية بصورة محددة واستهدفت قياديين في الحراك من أجل إطفاء شعلته".

يشار إلى أن ظهور الحراك الفحماوي الموحد جاء للرد على تواطؤ الشرطة إزاء انتشار الجريمة في المجتمع العربي مع بداية العام الجاري، وتحديدًا بعد إصابة القيادي في الحركة الإسلامية المحظورة إسرائيليا، د. سليمان إغبارية، في جريمة إطلاق نار.

ولا يزال الحراك الفحماوي الموحد منذ انطلاق شرارة الاحتجاجات، يطالب بكبح جماح الجريمة ومعاقبة المجرمين في الوقت الذي يتهم فيه الشرطة بالتقاعس والتواطؤ مع عصابات الإجرام؛ وحول ذلك كان لـ"عرب 48" هذا الحوار مع الناشط في الحراك، يحيى أبو شقرة.


"عرب 48": كيف تفسر الاعتداء على المتظاهرين بهذه الصورة في المظاهرة الأخيرة؟

أبو شقرة: الشرطة تحاول إيقاف الحراك من خلال القمع والاعتداء على المتظاهرين، ولكن هذا لن يسعفها لأن جوابنا واضح، إذا أرادت الشرطة أن توقف الحراك عليها معاقبة المجرمين وكبح جماح الجريمة اولا، ووضع خطط واضحة من أجلها جمع السلاح غير المرخص، وهذا هو الحل ومطلب الجماهير في الوقت ذاته.

"عرب 48": هل هذا الاعتداء سيردع الحراك الفحماوي من استمرار عمله أو إخفات صوته؟

أبو شقرة: أسلوب القمع لذي اتخذته الشرطة أظهر قضيتنا العادلة أمام المجتمع العربي، إذ حاولت الشرطة أن تطمس صوتنا، ولكنها لا تعلم صلابة أهل هذه المدينة الذين يؤمنون بعدالة قضيتهم، ويرون أن نضالهم السلمي حق أمام الظلم الواقع عليهم من قبل الشرطة، فلذلك هذا التصرف أثار استهجان كل أهالي أم الفحم والمجتمع العربي وجعل الالتفاف حول الحراك والقضية أكبر.

"عرب 48": هل تلقيتم الدعم أو إمكانية التعاون من قبل لجنة المتابعة أو الأحزاب السياسية؟

أبو شقرة: نحن نثمن كل الخطوات التي ستصب في المسار الصحيح، من قبل لجنة المتابعة أو بلدية أم الفحم أو اللجان الشعبية، ولا نعارض أي فكرة أو أي شخص، فنحن أصحاب قضية واحدة.

"عرب 48": هل من خطوات تصعيدية في النضال؟

أبو شقرة: هناك خطوات تصعيدية ستكون في الأيام القريبة على أن ترتقي إلى مستوى الحدث ووعي الجمهور، حتى تكون معبئة للجمهور، العديد من الأفكار التي يتم طرحها بشكل أسبوعي ولا انحصار لها، ومن غير الصحيح في هذه اللحظات الكشف عنها كي لا تذهب روحها والحماس تجاهها.

"عرب 48": هل تعتقد أن الوعي اليوم في صفوف الشباب أصبح أكثر انفتاحا، خصوصًا فيما يتعلق بالتعامل تجاه المؤسسة؟

أبو شقرة: بالطبع فإن وعي الشباب اليوم ليس كما كان سابقا، لأن الصورة بدأت تتضح أكثر لأنها طفت على السطح، فقد أصبح التعامل من قبل المؤسسة والشرطة مكشوفا، وبطبيعة الحال هذا سيوجه المسار النضالي إلى الاتجاه الصحيح، والشباب اليوم أكثر وعيا سياسيا ووطنيا. لذلك نحن نرفض الخطابات السياسية داخل الحراك وفي التظاهرات، لأننا لمسنا أن هذا قد يؤدي إلى انقسام كما في حال انتخابات الكنيست اليوم.

التعليقات