"أمّهات من أجل الحياة": مظاهرة في تل أبيب ضدّ الجريمة والشرطة

أعلنت أمهات عربيّات فقدن أبناءهن في جرائم قتل ارتُكبِت في المجتمع العربيّ، عن تنظيم مظاهرة حاشدة في وسط تل أبيب في الثامن عشر من آذار/ مارس الجاري؛ احتجاجا على تقاعس الشرطة في وضع حدّ للجريمة التي تنهش جسد المجتمع العربي.

أمهات يحملن صور أبناءهن ضحايا الجريمة ("عرب 48")

أعلنت أمهات عربيّات فقدن أبناءهن في جرائم قتل ارتُكبِت في المجتمع العربيّ، عن تنظيم مظاهرة حاشدة في وسط تل أبيب في الثامن عشر من آذار/ مارس الجاري؛ احتجاجا على تقاعس الشرطة في وضع حدّ للجريمة التي تنهش جسد المجتمع العربي.

جاء ذلك في مؤتمر صحافي عقدته الأمهات في الناصرة مساء الأربعاء، للإعلان عن تأسيس منتدى النساء الثاكلات، الذي يضمّ نساءً فقدن أبناءهن أو أقاربهن في جرائم قتل. وأعلن المنتدى إطلاق حراك ضدّ الجريمة والعنف، وأطلق عليه اسم؛ "أمّهات من أجل الحياة".

تابعوا تطبيق "عرب ٤٨"... سرعة الخبر | دقة المعلومات | عمق التحليلات

وعُقِد المؤتمر بالتزامن مع تشييع جثمان الفتى محمد عدس (15 عاما) في جلجولية وهو آخر ضحايا الجريمة في المجتمع العربي، وقد قُتل الثلاثاء، بإطلاق نار، فيما أُصيب صديقه الأصغر منه سنًّا (12 عاما) بجروح خطيرة.

وتوسّطت صور الفتى المغدور قاعة المؤتمر الذي عُقد في أحد فنادق الناصرة.

وافتتحت المؤتمر وتولت عرافته الناشطتان؛ خلود واكد من عرابة، ورهام أبو العسل من الناصرة، بينما كانت أولى المتحدثات فيه منى خليل، والدة الشاب المغدور، خليل عبد الفتاح خليل، الذي قُتل في حيفا قبل أكثر من عامين.

ولم تتمالك خليل نفسها وقد انهالت الدموع من عينها منذ بداية كلمتها، وقالت: "فقدت ابني الوحيد خليل وهو في الثامنة عشرة من عمره، فقد طالته رصاصات الغدر ومنذ ذلك الحين وقلبي يدمى ويتألم، ولا بد لكل أم ثاكل أن تشعر بما نحن فيه اليوم (...) خليل كان حبيبي وسندي وسندا لأخواته، وليس لدي سواه، كان كل شيء في حياتي، وكان يكد ويعمل، كان يبتعد عن المشاكل والخلافات لكنهم قتلوا ابني (الجناة) هكذا برمشة عين".

وأضافت: "كنت أتمنى أن أراه عريسا. أخذوا مني عمري وحياتي ونظري، وبكت خليل وهي تكرر عبارة: "حرقوا لي قلبي"، لافتة إلى أنها تستذكر لحظات الجريمة كأنها ارتُكِبت اليوم.

وتحدثت في المؤتمر الناشطة، كفاح إغبارية من مدينة أم الفحم، التي فقدت أربعة من أبناء عائلتها، كان آخرهم محمد الناصر الذي طالته رصاصات الغدر قبل أقل من شهرين، بعد أن شارك في مظاهرة ضد العنف ثم دخل المسجد وصلى، قبل أن يقتل وهو خارج من المسجد.

وقالت إغبارية: "قبل أن ابدأ قصتي التي تشهد أربع جرائم قتل، أنقل تعازي مدينة أم الفحم إلى أهالي جلجولية وعائلة الفتى محمد عدس المفجوعة، فمصابهم هو مصابنا والدم ينزف من كل بلداتنا العربية".

ووصفت إغبارية القتلة بأنهم إرهابيون قائلة: "أربعة من أفراد عائلتي دفعوا ثمن هذا الإرهاب الذي تخطى حدود الضمير والأخلاق وسلب أرواح الأبرياء". وعددت إغبارية أسماء الضحايا من أقاربها وقالت إن من بينهم شخصا من ذوي الاحتياجات الخاصة، واثنين قُتلا أثناء خروجهما من المسجد، وواحد في شهر رمضان.

توسّطت صور الفتى المغدور قاعة المؤتمر

ووجهت كفاح كلمة للقتلة قائلة: "أنتم لا تخيفوننا بإرهابكم، أنتم الضعفاء ونحن الأقوياء، لأن الغدّار الذي يسفك دم الشباب هو إنسان جبان وهذا السلوك ليس من شيم الأبطال وإنما من شيم الجبناء".

ووجهت نداء إلى النساء أن "تعالوا نحارب العنف. المرأة قادرة وهي ليست ضلعا قاصرا. النساء قادرات، (لذا) عليكن جميعا التكاتف لأن الوجع هو المشترك بيننا جميعا". ووجهت كذلك تحية للحراك في أم الفحم، وقالت إنه قادر على صنع التغيير.

وكانت آخر المتحدثات والدة الشاب سعد جبالي الذي راح ضحية لجريمة قتل كذلك، والتي قالت: "فقدت ابني بجريمة قتل، وبعده بأربعة أشهر فقدت ابنا أصابه المرض من شدة الحسرة والألم على شقيقه، وأنا حين أرى أم خليل (المتحدثة التي فقدت ابنها كذلك) يعجز لساني عن التعبير وتتعطل الكلمات، فقد رافقت تلك الأم الثاكل من حيفا إلى القدس في مسيرة احتجاجية ضد العنف (والجريمة)".

وأضافت: "آلمتني الطريقة البشعة التي قتل فيها، ورصاصات الغدر التي استقرت في قلبه. وعندما سمعت عن الفتى الذي قُتل بالأمس في جلجولية أعيدت إلى ذاكرتي حادثة مقتل ابني سعد".

تأثر إحدى الأمّهات خلال المؤتمر

وتابعت: "أنا عن نفسي أعتبر أن حياتي قد انتهت منذ مقتل ابني وليس بوسعي اليوم سوى التحرك من أجل منع الجريمة القادمة والحفاظ على الأبناء والأحفاد والجيل الجديد".

يُذكر أن تأسيس المنتدى يجيء استمرارا لنشاط سابق بادرت إليه الأمهات الثكالى مع ناشطات اجتماعيات، إذ كُنّ قد نظّمن مسيرة احتجاجية ضد العنف انطلقت من حيفا إلى القدس.

التعليقات