"قتلوه بدم بارد، واستجوبوني دون أن يبلغونني بوفاة ابني"، بهذه الكلمات بدأت والدة الشاب القتيل منير عنبتاوي من مدينة حيفا، حديثها لـموقع "عرب 48" بحسرة وألم، في أعقاب مقتل ابنها برصاص الشرطة بمحاذاة منزل العائلة في حيّ وادي النسناس.
وبحسب قسم التحقيقات مع أفراد الشرطة (ماحش)، فإنه حقق مع شرطي من منطقة حيفا، بشبهة الضلوع في جريمة القتل؛ وادعت أن التحقيق لا يزال مستمرا في الجريمة.
4 قتلى برصاص الشرطة منذ بداية العام
وبمقتل الشاب عنبتاوي يصل عدد الشبان الذين قُتِلوا برصاص الشرطة هذا العام فقط إلى 4، فيما بلغت حصيلة جرائم القتل في المجتمع العربي 22 ضحية منذ مطلع العام الجاري.
والشبّان الثلاثة الآخرين الذين قُتِلوا برصاص الشرطة هذا العام، هم: بشار زبيدات (18 عاما) من بسمة طبعون، وأحمد حجازي (22 عاما) ومحمود ياسين (28 عاما)، وكلاهما من طمرة.
واستهلّت الوالدة الثاكل، عطاف عنبتاوي، حديثها لـ"عرب 48" بالقول إن"الشرطة قتلت ابني بدم بارد بدلا من توفير المساعدة له، كما أنها قامت باستجوابي للتحقيق دون أن يبلغونني بوفاة ابني".
وسردت عنبتاوي التفاصيل الأخيرة بالقول: "اتصلت بالشرطة حتى تقدم لي المساعدة بخصوص ابني الذي يعاني من اضطرابات نفسية، من خلال الحضور برفقة سيارة إسعاف ونقل ابني لتلقي العلاج، لا أن تقتله بدم بارد بهذا الشكل، ولا سيما أنه لم يشكّل خطرا ولم يكن عنيفا في حياته".
واستذكرت الأم اللحظات الأخيرة قبل مقتله قائلة: "قمت بشراء علبة سجائر له وعندما لم يتوفر معي المال لإعطائه إياه، خرج من المنزل غاضبا وما حصل معه هو مجرد خوف من عناصر الشرطة بسبب معاناته من مرض نفسي".
وأشارت إلى أن "منير كان على هيئة طفل كبير ترك خلفه طفلةً أحبّها وأحبّته، ولطالما اعتنيت به وواظبت حتى يتلقى الدواء لأجل وضعه النفسي وهو كان يعتني بي أيضًا بسبب وضعي الصحي".
وختمت عنبتاوي بالقول: "حسبي الله ونعم الوكيل، عشت حياتي كلها من أجل أولادي وأنا أؤمن بقضاء الله وقدره لكن ما حصل حرام، إنا لله وإنا إليه راجعون".
بدوره، قال شقيق الضحية، أمير عنبتاوي، لـ"عرب 48": "نكاد لا نستوعب ما حصل حتى الآن، وما علمناه هو أن الشرطة أطلقت النار على شقيقي بعدما قامت والدتي باستدعائها من أجل تقديم المساعدة".
وتساءل: "أي شرعية هذه التي تعطي أيا كان بتحديد مصير إنسان وقتله؟ علمًا بأن شقيقي قُتل بعد تعرضه لخمس رصاصات في ظهره".
وأنهى عنبتاوي حديثه بالقول: "في هذه المرحلة نقوم بتقصي الحقائق من أجل الاعتماد عليها، وشقيقي عُرف بروحه الطاهرة ولطالما كنت أفتخر وأرى نفسي فيه".
من جانبها، قالت الشرطة في بيان مقتضب إنه تمّ استدعاء عناصرها "إلى المكان في أعقاب بلاغ حول مشتبه يقوم بأعمال شغب مما يشكل خطرا على عابري السبيل".
وذكرت أن عناصرها وصلوا للمكان "ورصدوا المشتبه حيث قام المشتبه بالركض بسرعة نحو الشرطي محاولا طعنه بالسكين" على حدّ قولها.
وزعمت الشرطة أن الشرطي "حاول الابتعاد عن المشتبه دون جدوى، وبعد أن نجح المشتبه بطعنه وإصابته بجروح مما شكل خطرا على حياته، رد الشرطي بإطلاق النار وتحييد المشتبه".
التعليقات