مُركزة الاعتقالات في "عدالة": معتقلون تعرضوا للعنف والتعذيب في محطة المسكوبية بالناصرة

قالت المحامية نريمان شحادة- زعبي، مركزة ملف الاعتقالات في مركز "عدالة" الحقوقي، لـ"عرب 48" إن "حملة الاعتقالات لم تتوقف للحظة واحدة منذ بداية الهبّة الأخيرة التي جاءت بعد أحداث حي الشيخ جرّاح واقتحام المسجد الأقصى المبارك، قبل نحو أسبوعين".

مُركزة الاعتقالات في

اعتداء الشرطة على متظاهر بأم الفحم (أرشيف عرب 48)

قالت المحامية نريمان شحادة- زعبي، مركزة ملف الاعتقالات في مركز "عدالة" الحقوقي، لـ"عرب 48" إن "حملة الاعتقالات لم تتوقف للحظة واحدة منذ بداية الهبّة الأخيرة التي جاءت بعد أحداث حي الشيخ جرّاح واقتحام المسجد الأقصى المبارك، قبل نحو أسبوعين، وهذه الاعتقالات ما زالت مستمرة حتى بعد انتهاء أحداث العنف والغضب".

وأضافت أن "الشيء الوحيد الذي تغير هو أن الاعتقالات، اليوم، لا تنفذ في ميادين المظاهرات بل انتقلت إلى البيوت من خلال حملات المداهمة والاقتحام والعبث في البيوت والتسبب بأضرار للممتلكات، فضلا عن مظاهر العربدة وترهيب وتخويف سكان هذه البيوت من قبل عناصر الشرطة الذين يصلون بالعشرات لتنفيذ الاعتقالات. كل ذلك إلى جانب الدعوات للتحقيق التي توجه لعشرات الشبان العرب يوميا، فالاعتقالات لم تتوقف للحظة واحدة".

"عرب 48": ما عدد المعتقلين حتى اللحظة؟

شحادة- زعبي: الإحصائيات المتوفرة لدينا تشير إلى نحو 1550 معتقلا منذ بداية الهبة ولغاية مساء أمس، الإثنين، وحسب بيانات الشرطة يظهر أن الغالبية الساحقة منهم هم من الشبان العرب، إذ لا يتجاوز عدد المعتقلين اليهود من مجمل الاعتقالات 150 معتقلا.

المحامية نريمان شحادة- زعبي

"عرب 48": أين تتركز حملات الاعتقالات، في البلدات العربية أم في البلدات المختلطة؟

شحادة- زعبي: في كل المناطق وكل البلدات العربية، فهناك نحو 250 معتقلا من النقب وهناك الكثير من الاعتقالات في شرقي القدس، هم موزعون جغرافيا على كل المناطق في البلاد. في مدينة اللد هناك حملة اعتقالات مركّزة، لكن ليس بحوزتي الأعداد والأرقام الدقيقة وهي تردنا تباعا من هناك.

"عرب 48": هل تتم الاعتقالات في ساعات الليل من أجل الترهيب وقض مضاجع الأهالي والعائلات، أم أنها تنفذ في ساعات النهار أو من خلال استدعاء الشبان لمراكز الشرطة؟

شحادة- زعبي: في الواقع بيان الشرطة التي صدر عن الناطق بلسانها تحت عنوان "حملة القانون والنظام" هو بحد ذاته بيان يهدف إلى التخويف والترهيب وبث الذعر، مع العلم أن حملة الاعتقالات مستمرة والشرطة تمارس نفس النهج. والاعتقالات تكون في كل الساعات، في النهار والليل والفجر، واليوم الثلاثاء وصلتنا معلومات عن اعتقالات نفذت في ساعات الفجر في بلدة عيلوط، قضاء الناصرة، إذ اقتحمت قوات كبيرة من الشرطة البلدة ونفذت اعتقالات فيها. وهذه الاعتقالات يرافقها، كما ذكرت، حملات تخويف وترهيب وتدمير للممتلكات أحيانا والعبث في محتويات البيوت.

"عرب 48": من خلال متابعتكم، هل يتعرض هؤلاء الشبان للعنف والتعذيب والتهديد في مراكز ومحطات الشرطة خلال التحقيق معهم؟

شحادة- زعبي: حسب رصدي للاعتقالات التي نفذت في مدينة الناصرة، فإنه في محطة المسكوبية تعرض الشبان الذين تم اعتقالهم لأساليب مختلفة من العنف والتعذيب وكانت هناك إصابات خطرة استدعت نقل عدد من المعتقلين إلى المستشفيات لتلقي العلاج. ومن بين الانتهاكات كانت اشتراط نقل هؤلاء الشبان لتلقي العلاج مقابل توقيعهم على إطلاق سراح مشروط، رغم أنهم كانوا بحالة صحية خطيرة لا تتيح لهم التوقيع على أية تصاريح أو تعهدات، وقد تم تأخير نقلهم للعلاج رغم حاجتهم الماسة للعلاج، بالإضافة إلى العنف النفسي والشتائم والتنكيل والتهديد والضغوط النفسية التي مورست عليهم، ولم يقتصر العنف على ما تم توثيقه ورصده ونشره على شبكات التواصل الاجتماعي في لحظات الاعتقال، بل تعدى ذلك إلى عنف أخطر وأصعب بكثير داخل محطات الشرطة، وبالأساس في الناصرة، إذ لدينا العديد من الشهادات من شبان تعرضوا لأشكال من العنف داخل المعتقل.

"عرب 48": هل هذا العنف والضغط من أجل انتزاع اعترافات من الشبان، أم من أجل ردعهم ومنعم من النزول إلى الشارع مرة أخرى، أم لجعلهم "عِبرة" لغيرهم ممن يشاركون في التظاهرات؟

شحادة- زعبي: في الواقع لتحقيق الهدفين معا، من أجل ترهيب الشبان وردع الآخرين، وأيضا من أجل انتزاع اعترافات منهم، ففي بعض الحالات تم منع الشبان من حقوقهم الأساسية كاستشارة محام أو إبلاغ أهلهم بأمر اعتقالهم ومكان وجودهم. هذه الممارسات تخلق بيئة خصبة لانتزاع اعترافات من الشبان وتلفيق التهم لهم. وبلا شك كان هناك هدف للتخويف وردع الشبان عن التظاهر وجعلهم "عبرة" لغيرهم.

"عرب 48": هل لديكم معلومات عن فتيات تعرضن للاعتقال في الناصرة والمنطقة؟

شحادة- زعبي: كان هناك رصد لاحتجاز فتيات للتحقيق، وكان هناك رصد لاعتقال قاصرين (دون 18 عاما) في كثير من الحالات، لكن معظم المعتقلين هم في سنوات العشرين والثلاثين. ولا ننسى أن الاعتقالات طالت أيضا صحافيين ومحامين وطلاب جامعات وناشطين وقياديين سياسيين.

"عرب 48": ما الشبهات والتهم التي توجه عادة لهؤلاء المعتقلين الذين عبروا عن رأيهم بالتظاهر؟

شحادة- زعبي: التهم مختلفة وعديدة. البعض توجه لهم تهم المشاركة في أعمال شغب، إلقاء حجارة، الاعتداء على عناصر الشرطة، عرقلة عمل شرطي أثناء تأدية واجبه، التحريض، بالإضافة إلى إلصاق الدوافع العنصرية لكل هذه التهم من أجل مضاعفة العقوبات.

"عرب 48": هل لديكم معلومات عن عدد الذين قدمت ضدهم لوائح اتهام؟

شحادة- زعبي: البيانات الأخيرة للنيابة العامة تتحدث عن تقديم لوائح اتهام ضد 170 شابا، غالبيتهم الساحقة من الشبان العرب، ونتوقع تقديم المزيد لوائح الاتهام في الأيام والأسابيع المقبلة.

"عرب 48": كيف تتعاملون كمؤسسة حقوقية مع هذا الكم الكبير من الاعتقالات، هل لديكم عدد كاف من المحامين المتطوعين للدفاع عن الشبان؟

شحادة- زعبي: المحامون المتطوعون رافقوا الشبان في جلسات الاعتقالات والاستشارة في محطات الشرطة، بمعنى أن التطوّع كان في مرحلة الاعتقال فقط. الآن بعد تقديم لوائح الاتهام يكون التوجه مختلفا، ولا يوجد تعامل موحد مع كل الملفات وإنما كل حالة حسب ملابساتها ومعطياتها. بعض المحامين المتطوعين أخذوا على عاتقهم مواصلة متابعة الملفات بعد تقديم لوائح اتهام، وبعضهم توصل إلى اتفاقيات مقابل رسوم رمزية، وهناك من لجأ إلى المرافعة العامة أو إلى مكاتب محاماة خاصة. نحاول أن يكون هناك تفكير شمولي بما يخص تقديم لوائح اتهام والتعامل معها، ونعمل كل ما باستطاعتنا لمساعدة العائلات والتكفل بالملفات والمصاريف. وفي الواقع هذه أول مرة نشهد هذا الكم من الاعتقالات ومن لوائح الاتهام، ونحن الآن في مرحلة تدارك الموقف ودراسة خطواتنا القادمة.

التعليقات