05/06/2021 - 11:19

لا تغيير مرجوًا من "حكومة التغيير" ورفض لـ"مقايضة الثوابت بالفتات"

*النهج العنصري اليميني الاستيطاني لن يتبدل في حكومة بينيت - لبيد *استبدال نتنياهو لا يعني التغيير في النهج اليميني الاستيطاني العنصري للحكومة المحتملة *موقف الموحدة ترجمة دقيقة لنهجها و"مقايضة الثوابت بالفتات" مرفوض

لا تغيير مرجوًا من

رئيس "يمينا"، بينيت، ورئيسة حزب العمل، ميخائيلي (أ ب)

يمهد توصّل رئيس حزب "يش عتيد"، يائير لبيد، إلى تفاهمات ائتلافية مع أحزاب: "يمينا و"تيكفا حداشا" و"يسرائيل بيتينو" و"العمل" و"ميرتس" والقائمة "الموحدة"، الطريق لإنهاء حكم زعيم حزب الليكود، بنيامين نتنياهو؛ غير أن ناشطين رفضوا وصف حكومة بينيت - لبيد بـ"حكومة التغيير"، مشددين على أن انضمام أحزاب اليسار الصهيوني والقائمة الموحدة للائتلاف الحكومي، لا يعني التغيير في النهج اليميني الاستيطاني العنصري للحكومة المحتملة.

واعتبر مراقبون أن موقف القائمة الموحدة ترجمة دقيقة لنهجها بالتقارب من سُدة الحكم، والذي قضى بالخروج من القائمة المشتركة، وكذلك ترجمة لبرنامجها السياسي الاجتماعي، مشددين على خطورة نهج "التنازل عن الثوابت مقابل الفتات"، فيما لفتوا إلى "صعوبة موقف المشتركة" بعد أن نادت بـ"استبدال نتنياهو" واعتمدت ذلك شعارا لحملاتها الانتخابية.

وحول تشكيل ما يسمى بـ"حكومة التغيير" الإسرائيلية، قال عضو بلدية الناصرة من قائمة "شباب التغيير"، الناشط السياسي إيهاب دخان، إنه كتب في مدونة له على موقع التواصل الاجتماعي قبل نحو شهر أن "أيمن عودة هو الوجه المخفي لمنصور عباس".

إيهاب دخان

وشدد على أنه لا يزال يؤمن بهذه المقولة، معتبرا أن "مواقف النواب العرب تتراوح بين ما هو سيئ وما هو أسوأ".

وأضاف دخان في حديثه لـ"عرب 48" أنه "نحن لا نعوّل على حكومات إسرائيل، ولا حتى اليسارية منها. نحن موجودون هنا من أجل النضال وتحصيل حقوقنا كاملة ليس بالاستجداء ولا نريد منّة من أحد ولا نقبل بسياسة طأطأة الرؤوس".

وقال دخان إن "ما نراه اليوم من الأحزاب العربية للأسف تنازلات مبدئية شنيعة جدا – باستثناء المواقف التي يمثلها النائب سامي أبو شحادة، في حين أن بقية مواقف النواب العرب تتجه نحو أسرلة كاملة".

التوقيع على التوصل إلى تفاهمات ائتلافية لتشكيل حكومة بينيت - لبيد

واعتبر أن "الموحدة أعلنت منذ البداية أنها ستلعب اللعبة السياسية الإسرائيلية وعلى استعداد للتنازل عن الثوابت مقابل الفتات، وكذلك هو حال رئيس الجبهة ورئيس كتلة المشتركة، يسيران بنفس الاتجاه دون أن يعلنان عن ذلك بشكل رسمي".

وأضاف "هذه الحكومة ستكون يمينية ولن تختلف كثيرا عن حكومة نتنياهو".

من جانبه، قال الناشط السياسي زاهر بولس من الناصرة، والذي تم اعتقاله خلال الهبة الشعبية الأخيرة، إنه لا يرى "فرقا بين اليمين واليسار الصهيوني، وفي الحالتين لا ينبغي للأحزاب العربية أن تدعم الحكومة ولا أن تكون جزءا من الائتلاف".

زاهر بولس

وأضاف أنه "من قرر أن يخوض انتخابات الكنيست يجب أن يعلم أن دوره هو ليس أن يقرر سياسات الحكومة المعروفة مبادئها مسبقا على أنها استعمارية استيطانية وعنصرية، ويجب أن لا يتجاوزوا حدودهم التي تتركز في تنظيم نضال الجماهير العربية، لأنهم بالتالي سيسقطون في الفخ عاجلا أم آجلا".

وتابع بولس "لنفترض أن أيا من الأحزاب العربية كانت تدعم الحكومة قبل أن تخرج هذه الحكومة في عدوان على غزة، فإنهم سيكتشفون لاحقا أنهم كانوا جزءا من حرب شُنت على شعبهم، وبالتالي فهم يتحملون مسؤولية دماء الشهداء".

وأشار إلى أن تصريحات رئيس "حكومة التغيير" المرتقبة، نفتالي بينيت، في أول لقاء تلفزيوني له بعد توقيع اتفاق الائتلاف الحكومي، بأنه سيواصل سياسة الحروب والعدوان والاستيطان وأن وجود العرب واليسار في حكومته لن يردعه.

انتهاء حقبة نتنياهو؟

وقال: "لذلك فإن القائمتين العربيتين سواء الموحدة أو المشتركة إذا كانت داعمة للحكومة فهي تتحمل جزء من توسيع المستوطنات، كما أن القائمة العربية الداعمة للحكومة ستتحمل المسؤولية عن نتائج أي حرب قد تنشب مستقبلا".

وتابع "أما عن مقايضة الموقف السياسي في الحصول على الميزانيات فهي مرفوضة وسيكون لها ثمن على المستوى الشعبي وذلك سيظهر في أول مواجهة".

بدورها، اعتبرت الناشطة السياسية رهام أبو العسل، في حديثها لـ"عرب 48"، أن الحكومة الجديدة المحتملة "تبدو سطحيا أنها مختلفة، غير أنها في حقيقة الأمور لا تختلف عن سابقاتها".

رهام أبو العسل

وأضافت أنه "رغم أنني لا أقلل من قيمة تغيير شخص نتنياهو، فهذه الخطوة مهمة ولا يمكن الاستهانة بها.. لكن بين هذا وبين أن نعتبرها حكومة تغيير هناك فرق كبير".

وتابعت "لا أعتقد أن التغيير حقيقي وجوهري خاصة أننا نتحدث عن تغيير تقوم عليه قوائم يمينية ونفتالي بينيت المعروف بمواقفه المتطرفة ويعكس توجهات اليمين الاستيطاني. لذلك نحن نريد حكومة تغيير شخص نتنياهو وإنما النهج الذي تتبعه حكومات نتنياهو المتعاقبة".

وأشارت أبو العسل إلى أن "هذه الحكومة تعكس الخارطة العامة للسياسة الإسرائيلية التي تسيطر عليها الأحزاب اليمينة وسط ضعف اليسار المتمثل بحزبي العمل و‘ميرتس‘ اللذين لم يظهر تأثيرهما في عملية تشكيل الحكومة".

واعتبرت أن "الصراع الأخير الذي كان بين ميراف ميخائيلي (العمل) وأييلت شاكيد ("يمينا") كان واضحا أنه سيحسم لصالح شاكيد، رغم أن قوة حزب العمل من حيث عدد المقاعد البرلمانية تعادل عدد مقاعد يمينا، لكن لا نرى أن لهم وزن في الحكومة الجديدة، وما حصلته الأحزاب اليسارية في توزيع الوزارات والمناصب والمكاسب تعتبر متواضعة جدا حسب رأيي".

وحول موقف القائمتين العربيتين، ترى أبو العسل أن "أي خيار ستتخذه المشتركة لن يكون مثاليا بالمطلق، وذلك نظرا للحالة المعقدة فعلا. فأنا شخصيا أميل إلى التصويت ضد هذه الحكومة".

عبّاس يعانق رئيس الكنيست، ياريف لفين (المكتب الصحافي للكنيست)

وأوضحت أنه "لا يجوز لنا أن نفكر فقط في الخطوة القادمة والقريبة وهي الإطاحة بنتنياهو، بل يجب علينا النظر إلى الصورة السياسية العامة؛ علينا النظر بطبيعة الحكومة الماثلة أمامنا وما موقفها من الأحداث الأخيرة التي شهدناها ومن القضايا الجوهرية كالاعتداء على الأقصى والتهجير القسري والتطهير العرقي الذي يحدث في الشيخ جراح والحصار المفروض على غزة".

ووصفت موقف المشتركة بأنه "صعب للغاية خاصة وأنهم ينادون منذ البداية برحيل نتنياهو عن السلطة".

وعن موقف "الموحدة" قالت إنه "غير مفاجئ. فهو يعكس نهجا جديدا يتاجر في قضايا شعبنا، ومقايضة رخيصة ليس فيها حكمة ولا ذكاء. فحتى الذي يقايض يحاول أن يحقق مكاسب قدر الإمكان، لكن المكاسب حتى المتواضعة والهزيلة التي حاولت الموحدة تحقيقها لم تنجح فيها. نحن في لحظة تاريخية وتحول تاريخي لحزب عربي يقرر أنه لكي يتمسك بسلطته داخل المجتمع هو على استعداد للتنازل عن ثوابت مقابل فتات".

من جانبها، قالت الناشطة السياسية فداء طبعوني إنه "من الواضح بالنسبة لي أن هذه ليست ‘حكومة تغيير‘، في الوقت الذي يرأسها السكرتير العام السابق لمجلس المستوطنات. تغيير نتنياهو لا يعني أنه تم تغيير النهج اليميني والفاشي والمتطرف".

فداء طبعوني

وشددت على أنها لا ترى "أي اختلاف بين السيئ والأسوأ، وإن كانت الحكومة المحتملة تضم بعض الوزراء تحت غطاء اليسار الصهيوني، فهم لا يملكون القدرة على صنع التغيير الجوهري في السياسات".

وأضافت "من الواضح أن هذه الحكومة تطمح في ترسيخ سياسات الاستيطان والضم التي لا ترتبط بشخص نتنياهو وإنما بنهج حكومي. ولا ننسى أن هذه الحكومة تضم أكبر عدد من الأعضاء اليمينيين الذين قد يدعمون قرارات بينيت حتى لو عارضها اليساريون داخل ائتلافه الحكومي".

وقالت طبعوني أن "الأزمة التي تواجه دولة إسرائيل من حيث ضعف قوة وتأثير القوى الديمقراطية والقوى اليسارية التي تؤمن بحقوق الإنسان، تجعل من الواقع غير قابل للتغيير حتى وإن تغيرت تركيبة الحكومة".

وحول موقف القائمتين العربيتين اعتبرت أنه "من الواضح أن دعم هكذا حكومة هو أمر سيئ، خاصة أن الوعود التي تلقتها ‘الموحدة‘ فضفاضة وقد لا تلتزم بها، فضلا عن أنني أعتقد بأن الحكومة أصلا غير ثابتة وقد لا يكتب لها العمر الطويل".

التعليقات