مطالبة شبكة فيكتوري بالتراجع عن إقالة مستخدمين عرب

المحامي وسام ياسين لـ"عرب 48": "على خلفية الأحداث الأمنية في البلاد خلال شهر أيار الماضي، قامت شبكة فيكتوري بفصل 6 موظفين بشكل غير قانوني، وذلك بعد أن تعذر وصولهم للعمل بعد الأحداث التي شهدتها البلدات العربية وإغلاق مداخلها".

مطالبة شبكة فيكتوري بالتراجع عن إقالة مستخدمين عرب

من قاعة المحكمة بالناصرة، أمس

أثار إقالة شبكة "فيكتوري" ستة مستخدمين عرب على خلفية الاحتجاجات الأخيرة ضد العدوان على غزة واقتحام المسجد الأقصى ومحاولات ترحيل سكان حي الشيخ جراح في القدس، واعتداءات المستوطنين على مواطنين عرب في البلاد، حالة من التذمر والغضب تجاه هذا الإجراء العنصري.

وأوصت قاضية محكمة العمل اللوائية في الناصرة، أمس الإثنين، شبكة فيكتوري وهي شبكة أغذية معروفة بالتراجع عن فصلها للمستخدمين العرب، بعدما أقالتهم إثر تغيبهم عن العمل في فرع الشبكة في "مول كنيرت" قرب طبرية، بسبب الأوضاع التي سادت البلاد والمخاطر التي حاقت بالعمال والموظفين العرب في المدن اليهودية وخصوصا في طبرية.

وكان المحامي وسام ياسين من مركز "مساواة" قد التمس إلى محكمة العمل اللوائية باسم ثلاثة موظفين من بين ستة موظفين تم فصلهم من الشبكة إثر الأحداث الأخيرة التي شهدتها البلاد في أواسط أيار/ مايو 2021، غير أن الشبكة ورغم توصية المحكمة بالتراجع عن الإقالة والتوصل إلى اتفاق مع المستخدمين تمسكت بتعنتها على معاقبة العمال العرب، معتبرة أنهم اتخذوا موقفا سياسيا برفضهم الوصول للعمل.

وقال المحامي وسام ياسين لـ"عرب 48" إنه "على خلفية الأحداث الأمنية في البلاد خلال شهر أيار الماضي، قامت شبكة فيكتوري بفصل 6 موظفين بشكل غير قانوني، وذلك بعد أن تعذر وصولهم للعمل بعد الأحداث التي شهدتها البلدات العربية وإغلاق مداخلها، بما فيها إغلاق مداخل بلدات من قبل الشرطة، عدا عن كون مكان عملهم في منطقة طبرية شهد أحداثا أمنية خطيرة هوجم فيها عمال عرب فقط لكونهم عرب".

وأضاف أنه "نتحدث عن خطر وخشية من التعرض للأذى في حال الوصول للعمل، ولذلك كان توجه من قبلهم للشبكة لتأمين سفريات آمنة لهم، غير أن الشبكة حاولت فرض وصولهم للعمل دون مراعاة لظروفهم، وبدلا من تأمين وصول العمال وجهت شبكة فيكتوري رسائل لهؤلاء العمال ودعتهت إلى جلسة استماع من خلال تطبيق ‘واتساب’ وهي دعوة على عُجالة خلال 48 ساعة بما ينافي القانون وقواعد العدل الطبيعي، وبالتزامن أيضا أرسلت برنامج عمل للأسبوع التالي مع إزالة أسماء العمال العرب منه، أي فصلهم واقعيا حتى قبل جلسة الاستماع، وكتبت أن التغيب كان بسبب اتخاذ موقف سياسي، وفي جلسة الاستماع فنّد هذا الادعاء، ورغم ذلك تعنت إدارة الشبكة وتم فصلهم".

وختم المحامي ياسين بالقول إن "ما حدث، أمس، هو توصية من القاضية بالتراجع عن الإقالة وتسوية ملف التعويض بالتوافق، ولكن الشركة لا زالت تتعنت بادعاء استقدام عمال آخرين، وطبعا تم تحديد جلسة للاستماع للشهود والبينات في شهر تشرين الأول، أكتوبر المقبل، وهو موعد يعتبر قريب جدا بالنظر إلى سير قضايا الصراعات العمالية، علما أنني تطرقت أيضا ضمن مرافعتي لقانونية وحق المواطن العربي ممارسة حقه بالتعبير عن الرأي والاحتجاج والذي يكفله القانون".

وقال العامل أحمد إغبارية، وهو طالب جامعي يعمل في شبكة فيكتوري وتعرض للفصل، لـ"عرب 48" إن "موقف الشبكة كان غريب جدا. أعمل في الشبكة وكنا قد عدنا من إجازة عيد الفطر، وشهدت معظم البلاد حالة أمنية خطيرة، ومنها منطقة وادي عارة، وكذلك مدينة طبرية التي شهدت اعتداءات على العمال العرب. حاولت شرح موقفي لمديري المباشر بصعوبة الوصول للعمل، ولكن الشبكة كانت اتخذت قرارها بالفصل حتى قبل جلسة الاستماع، ولم تدرج اسمي حتى في جدول العمل الذي عمم على مجموعة الموظفين، أي أنهم كانوا قد قرروا الفصل من العمل حتى قبل جلسة الاستماع".

وقالت الموظفة رشا إغبارية، وهي أيضا جامعية وتعمل في الشبكة، لـ"عرب 48": "أعمل في الشبكة مسؤولة عن صناديق المحاسبة، وعادة أعمل ما بين 2 إلى 6 أيام، وكان اتفاقي مع الشبكة العمل ساعات وفقا لظروف التعليم. في إجازة العيد ورغم أنني اتفقت مع مديري المباشر للوصول يوم الأربعاء للعمل، إلا أنه لدى وصولي فوجئت برسالة استدعاء لجلسة استماع وإزالة اسمي من قائمة العمل للأسبوع المقبل، أي أنهم فعليا كانوا قرروا إقالتي رغم أنني وصلت للعمل حسب تفاهم مع مديري، وكلنا يذكر الأحداث في تلك الفترة خاصة في منطقة طبرية واستهداف العمال العرب، فما بالك بشابة عربية تلبس الحجاب، ورغم المخاطر الواضحة ورغم مخاطرتي بالوصول تم اتخاذ قرار فصلي من العمل".

التعليقات