عشية افتتاح العام الدراسي: بلبلةٌ وتوجسٌ بين الأهالي والطلاب بسبب كورونا

يُفتتحُ العام الدراسي الجديد كما هو مخطط له، يوم غد الأربعاء الأول من أيلول/ سبتمبر 2021، على الرغم من تفشي الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد في البلاد، وسط حالة من البلبلة والتوجس بين الأهالي والطلاب.

عشية افتتاح العام الدراسي: بلبلةٌ وتوجسٌ بين الأهالي والطلاب بسبب كورونا

عودة للمدرسة في ظل كورونا (عرب 48)

يُفتتحُ العام الدراسي الجديد كما هو مخطط له، يوم غد الأربعاء الأول من أيلول/ سبتمبر 2021، على الرغم من تفشي الموجة الرابعة من فيروس كورونا المستجد في البلاد، وسط حالة من البلبلة والتوجس بين الأهالي والطلاب.

وقررت الحكومة الإسرائيلية زيادة استخدام الفحوصات السريعة للكشف عن الإصابة بالعدوى، وزيادة التطعيمات، وتوسيع تعليمات "الشارة الخضراء" لتشمل كافة العاملين في جهاز التعليم، وذلك بهدف الحد من انتشار الفيروس في المدارس وغيرها من المؤسسات التعليمية.

ونشرت وزارة التربية والتعليم تعليمات فيما يتعلق بالإجراءات الصحية أو ما أسمته الوزارة "خطة فتح السنة الدراسية"، غير أن العديد من الأهالي في حيرة من أمرهم حول متطلبات الوزارة فيما يتعلق بعودة الطلاب إلى المدراس، ومنها إلزام الطلاب بالتطعيم أو الفحص الدوري للكشف عن الإصابة بكورونا، فيما يُلزم أولياء أمور الطلاب بالتصريح عن إجراء الفحص البيتي السريع.

وأعلنت وزارة الصحة، اليوم الثلاثاء، أن غدا الأول من أيلول/ سبتمبر ستغلق أغلب الصفوف الثامنة حتى الثانية عشر في بلدات عربية وتنتقل للتعلم عن بعد.

ووفقا للوزارة فإنه في كل يوم أربعاء، حسب الشارة الضوئية، سيتقرر أي بلدات تصنّف تحت اللون الأحمر وأي صفوف ستنتقل إلى التعلم عن بعد. والبلدات التي حتما ستغلق فيها بعض الصفوف هي التي فيها نسبة التطعيم لأجيال 12 – 15 عاما على الأغلب لم تتعد 70%، ما يعني أن عددا لا بأس به من الصفوف الثامنة والتاسعة، لغاية الآن، لن تفتح أبوابها وستنتقل للتعلم عن بعد.

ويستدل من المعطيات التي نشرتها وزارة الصحة أن نسبة التطعيمات ما زالت منخفضة جدا بين أجيال 12 - 15 عاما وتقف على 35% في المجتمع العربي، ما سيتسبب بعدم افتتاح السنة الدراسية في أغلب الصفوف كما يجب والتعلم عن بُعد.

نور شحبري

وقالت الباحثة في صحة الجمهور وعضو لجنة التنسيق لمكافحة كورونا في المجتمع العربي، د. نور عبد الهادي شحبري، لـ"عرب 48" إنه "نظرا لمتابعتنا لامتناع الأهالي عن تطعيم أبنائهم قمنا بإجراء استطلاع لعينة شملت 500 شخص، وذلك بهدف معرفة أسباب امتناع الأهالي عن إجراء الفحوصات، وتوصلنا إلى نتائج محددة هي أن رسائل التوعية لم تصل بشكل كاف للأهالي، إذ تبين أن 40% من المستطلعين ليست لديهم معلومات كافية عن التطعيم، كما تبين لدينا مخاوف أخرى للأهالي حول فتح العام الدراسي وإصابة أبنائهم ونقل العدوى للبيت والشرائح المهددة من كبار السن، وتبين من الاستطلاع أن الأهالي يتعرضون لضغوط بسبب مخاوف الإغلاق ومردوده السَيِّئ على الاقتصاد العائلي والفجوات الناجمة في التربية والتعليم بسبب التعليم عن بعد".

وأضافت أنه "وفقا لمعطيات الاستطلاع فإن ما نسبتهم 67% قالوا إنهم يدرسون بإيجاب تطعيم أبنائهم، ولكن التردد واضح، وأسبابه عدم الوعي الكاف بالتطعيم أو عوارض التطعيم ومخاوف ناجمة عن الأخبار الكاذبة حول التطعيم".

وختمت شحبري بالقول إنه "إزاء هذه المعطيات تقرر إصدار حملة توعية في المجتمع العربي بصورة عامة، على أن تتم متابعة الحملة لإيصال الرسائل كما يجب للأهالي ولهذه الشريحة، ونوصي السلطات المحلية اتباع حملة توعية لاستقاء صحيح للمعلومات، وليس من خلال الحث للتطعيم، وإنما اتخاذ القرار المستقل المبني على المعلومات الصحيحة، فلا توجد أي جهة تجبر الطلاب على التطعيم وإنما هو قرار ذاتي لكل عائلة، وما علينا معرفته أننا في فجوة سنة ونصف دراسيا ولدينا تسرب بنسبة 50% ناجم عن فترة الجائحة وبطالة بنسبة 70%، فالمجتمع العربي لم يعد لسوق العمل كما يجب، وهذه هي الإسقاطات التي يجب عرضها، مقابل مخاوف إصابة التهاب غشاء القلب التي تعتبر ظاهرة نادرة جدا في التطعيم، والحديث يدور عن 0.00001 في الوجبة الأولى وعوارض مثيلة 0.000005 للوجبة الثانية والناجعة بنسبة 60% - 70% مقابل عوارض بنسبة 0.00001، فالخيار واضح بأنه علينا التطعيم، وأحث على استقاء المعلومات من المصادر العلمية وليس من أي مصدر آخر، وحتى بوجود جدل علمي فالرأي العلمي اليوم هو وجوب تلقي التطعيم".

رنا صبح

وقالت مديرة قسم التربية والتعليم في بلدية شفاعمرو، رنا صبح، لـ"عرب 48" إن "مدينة شفاعمرو في المنطقة البرتقالية، اليوم، ونأمل افتتاح العام الدراسي كالمعتاد ونحن جاهزون لاستقبال جميع الطلاب. هناك تعليمات ومعايير عدة ضمن خطة العودة للدراسة، وكنا قد بدأنا بالفحص السيرولوجي (فحص الأجسام المضادة)، ولكن تلقينا توجه بإيقاف الفحوصات، أمس. لا يوجد إلزام بإجراء هذه الفحوصات، ولكن يوجد إلزام بإجراء الفحوصات البيتية، والتي توزع اليوم وغدا على أولياء الأمور، وهذا الفحص يهدف للكشف عن الإصابات بهدف منع وصول مصابين إلى المدارس".

وأضافت أنه "لدينا ما يسمى الصف الأخضر، والذي يسمح باستمرار التعليم مع إصابة طالب مخالط وإجراء فحوصات يومية للصف لمدة 7 أيام لإدخال من يجب إلى الحجر الصحي، والإبقاء قدر الإمكان على سير العملية التعليمية ومتابعتها فيما تعرف بمنظومة حامي التربية، وهي دورية فحوصات في المدارس، وندعو طلابنا إلى رفع نسب التطعيم للشريحة العمرية 12-16 عاما، كما تلقينا ميزانية لتخصيص ملاك لأمين كورونا لمتابعة هذه الإجراءات".

وختمت صبح بالقول إنه "لدينا ثقة أن الأهالي يريدون بييئة تعليميّة صحيّة وتأمين السيرورة التعليميّة وعليه نثق بهم بإجراء الفحوصات، للاطمئنان على وصول طلاب سالمين إلى المدارس. نشهد ارتفاعا في عدد الإصابات بشفاعمرو، ونريد أن نحافظ على التعليمات لمحاصرة تفشي العدوى، وأدعو طلابنا لحماية أنفسهم وأبناء العائلة من خلال الالتزام بالتعليمات الصحية، ومن يتاح له تلقي التطعيم عليه تلقي التطعيم. هذه أيام صعبة وليست عادية وتتطلب تحمل المسؤولية الجماعية".

سمير محاميد

وقال رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير محاميد، لـ"عرب 48" إنه "لا بد من القول إن هناك الكثير من عدم الوضوح في التعليمات الصادرة عن وزارتي الصحة والتعليم فيما يتعلق بافتتاح العام الدراسي".

وأكد أن "عدم الوضوح يشمل كل ما يتعلق بالطلاب المرضى والمحجورين، وكذا فيما يتعلق بالطلاب غير متلقي التطعيم وأيضا فيما يتعلق بالطاقم الدراسي. ونحن نتمنى رفع نسب التطعيم، والذي يحقق هدفين في هذه المرحلة علاوة عن الهدف الأساسي، وهو الوقاية من المرض وعوارضه، أولا لضمان سير عملية تعليمية وجاهية، وثانيا لتقليل عدد المحجورين فيما لو أصيب طالب".

وختم رئيس بلدية أم الفحم بالقول إنه "نأمل افتتاح السنة الدراسية بانتظام، فالمدينة في المنطقة البرتقالية، اليوم، والمعطيات تسير بشكل ثابت في الفترة الأخيرة، ونأمل أن نشهد تراجع تفشي المرض".

وائل عمري

وقال رئيس لجنة أولياء أمور الطلاب المحلية في الناصرة، وائل عمري، لـ"عرب 48" إنه "نجري العديد من الاتصالات مع المدارس والمديرين، حاليا، إضافة لحملات توعية نقوم بها نحن كلجان أولياء أمور الطلاب، خاصة وأن هناك حالة من عدم الوضوح وكثرة التعليمات ما يسبب بلبلة للأهالي".

وأكد أن "هناك الكثير من الاستفسارات والتخوفات لدى الأهالي. نتواصل مع الأهالي ونلمس كلما رفعت نسبة الوعي بالتطعيم كلما ارتفع عدد المقبلين على تلقي التطعيم، ونحن نحث على رفع نسبة التطعيم، لا نريد العودة إلى التعلم عن بعد لأن أبناء مجتمعنا خسروا كثيرا من مناهج التعليم عدا عن الإسقاطات النفسية والاجتماعية، ولدينا ما نسبته 50% من الطلاب لم يشاركوا في العملية التعليمية، ونتجت فجوة كبيرة مع المجتمع اليهودي، وهذه الفجوة يجب إغلاقها وتخصيص ميزانيات خاصة لإغلاقها".

وختم عمري بالقول إنه "لا نريد أن يكون سبب عودتنا مجددا للتعلم عن بُعد عدم مبالاة من قبل الأهالي تجاه أبنائهم".

التعليقات