والد الشهيد علاء نصار: نضالنا في هبة القدس والأقصى وإلى اليوم يفتقر للتنظيم

تحل الذكرى الـ21 لهبة هبة القدس والأقصى، اليوم 1 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي ارتقى فيها 13 شهيدا، فلسطينيا في أراضي 48،  في مظاهرات احتجاجية إثر اقتحام أريئيل شارون، بصفته زعيم المعارضة الإسرائيلية، في 28 أيلول/ سبتمبر من العام 2000.

والد الشهيد علاء نصار: نضالنا في هبة القدس والأقصى وإلى اليوم يفتقر للتنظيم

خالد نصار وصورة ابنه الشهيد علاء (عرب 48)

تحل الذكرى الـ21 لهبة هبة القدس والأقصى، اليوم 1 تشرين الأول/ أكتوبر، والتي ارتقى فيها 13 شهيدا، فلسطينيا في أراضي 48، في مظاهرات احتجاجية إثر اقتحام أريئيل شارون، بصفته زعيم المعارضة الإسرائيلية، في 28 أيلول/ سبتمبر من العام 2000، المسجد الأقصى المبارك في مدينة القدس المحتلة، تحت حراسة مشددة. وأشعلت خطوة شارون الاستفزازية نيران الغضب الفلسطيني في باحات الأقصى ومختلف أنحاء الأراضي الفلسطينية.

وفي الثلاثين من أيلول مع سقوط شهداء في الأراضي الفلسطينية، أعلنت لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في إسرائيل عن إضراب عام، ودعت إلى تظاهرات غضب إسنادا لشعبها الفلسطيني، فردت قوات الشرطة الإسرائيلية بعنف شديد وقمعت التظاهرات وسط استخدام فرق من القناصة التي أطلقت الرصاص الحي باتجاه المتظاهرين، فارتقى 13 شهيدا، هُم: محمد جبارين، 23 عاما من أم الفحم. أحمد صيام جبارين، 18 عاما من معاوية. رامي غرة، 21 عاما من جت. إياد لوابنة، 26 عاما من الناصرة. علاء نصار، 18 عاما من عرابة البطوف. أسيل عاصلة، 17 عاما من عرابة البطوف. عماد غنايم، 25 عاما من سخنين. وليد أبو صالح، 21 عاما من سخنين. مصلح أبو جراد، 19 عاما من دير البلح. رامز بشناق، 24 عاما من كفر مندا. محمد خمايسي، 19 عاما من كفر كنا. عمر عكاوي، 42 عاما من الناصرة. ووسام يزبك، 25 عاما من الناصرة.

وعلى الرغم من مرور 21 عاما على الجريمة لم يُقدم أي من القتلة والمسؤولين عنهم للقضاء لإنزال العقوبة المستحقة بهم، وأغلقت ملفات التحقيق ضد عناصر الشرطة الإسرائيلية الذين أطلقوا الرصاص، وتحل الذكرى السنوية هذا العام وسط ازدياد التحريض والعدائية ضد العرب الفلسطينيين في أراضي 48، وتعد أحداث الهبة الشعبية في شهر أيار/ مايو 2021 خير شاهد على ذلك.

وأبقت الذكرى الجرح مفتوحا في أوساط عوائل الشهداء والجرحى، إذ يستذكر والد الشهيد علاء نصار أدق التفاصيل من يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر عام 2000، ولا يخفي انتقاده لآلية النضال العشوائية في حينه، والتي لا زالت تطغى على النضال الفلسطيني في أراضي 48، وغياب آليات تنظيم النضال أمام سلطات لا تهتز لمقتل مواطنين عُزّل.

وقال خالد نصار لـ"عرب 48" عن ابنه الشهيد علاء إنه "كان أصغر أبنائي، شابا طموحا صاحب حمية، تلقى تربية وطنية ناصرية، نشأ في عائلة عاشت أحلام القومية الناصرية ونتباهى بها، وحملته الحمية يوم 2 تشرين الأول/ أكتوبر 2000 إلى الخروج مع الشباب لمواجهة قوات الشرطة والجيش، وفي منطقة المل استشهد علاء برصاصة قناص بعد ظهر ذلك اليوم".

وأضاف أن "الغصة في قلبي إلى يومنا هذا فقد خضنا نضالا عشوائيا دون تنظيم، وهذا النمط من النضال لا زال طاغيا اليوم، ولا يحقق أهدافه، رغم أنني لا أراهن على حقوق من هذه الدولة، والأدهى والأمر من ذلك هو هذه الفوضى المضادة، وأعني هذا العنف الذي يحصد أرواح عشرات الشباب العرب سنويا، هذا العنف زرعوه بيننا والسلطات الإسرائيلية هي المسؤولة عنه، والشرطة تعرف مصدر السلاح ولا تفعل شيئا".

واستطرد نصار أنه "في العالم أجمع هناك حركات نضال، وتحقق أهدافها، وشعبنا لا زال قادرا على النضال، ولكن ما يكبته هو هذا العنف المضاد الذي يفتك بنا، شبابنا يقتلون في عمر الورود، ونحن شعب يضحي وقادر على النضال، وأنا أعني نضالا سلميا قانونيا منظما ومتواصلا يحقق أهدافه".

وعن حياة الشهيد علاء قال إن "علاء كان طموحا وكأي شاب حلم في بناء بيت مستقل به، كان خدوما لأصدقائه الذين لا يزالون يعتبرونني أبا لهم وفاء لعلاء، كان رحمه الله جريئا ومحبوبا لدى الجميع وخاصة أمه التي عانت الأمرين بعد وفاته حتى داهمها مرض عضال وتوفيت بعده بسنوات، فلقد أمضت سنوات من البكاء عليه في كل موقف، حتى توفيت رحمها الله".

وعن يوم استشهاد علاء قال والد الشهيد إنه "كان يوما صعبا، منذ ساعات الصباح لم أشعر جيدا، لم أتناول الطعام والشراب، وكأن نارا داخل صدري، كانت المواجهات مستمرة على مدخلي البلد، حاولت زيارة صديق للخروج من الضيق، ولكني لم أستطع أن أُكمل فنجان القهوة، ذهبت حيث الشباب قرب أرض المل، وصلت مشيا بعيدا، سألت الشباب عن علاء ولم يره أحد، ثم أقلني أحد الجيران إلى البيت وما أن وصلت حتى جاء نبأ إصابة علاء، بعدها وصلنا إلى مركز حيان الطبي في سخنين، أخرج علاء دون حراك وفي المستشفى أقرت وفاته، كان يوما صعبا على العائلة وخاصة على والدته، رحمها الله".

وختم والد الشهيد حديثه بالقوا إنه "يومها كان النضال فزعة دون تنظيم، واليوم حالنا سيء. العنف والجريمة تسيطر علينا، والنضال يجب أن يكون وفق تنظيم للخروج من أزمتنا رغم أنني لا أراهن على أي حقوق من هذه الدولة".

التعليقات