فحماوي: هبة الروحة أسست لمعركة الأرض والمسكن

تمكنت اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة بعد نضال عنيد استمر 7 سنوات من إزاحة 80% من مسار خط الضغط العالي للكهرباء عن أراضي المواطنين العرب في منطقة المثلث الشمالي.

فحماوي: هبة الروحة أسست لمعركة الأرض والمسكن

اللجنة الشعبية تنجح بإزاحة خط الكهرباء عن أراضي الروحة (عرب 48)

تمكنت اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة بعد نضال عنيد استمر 7 سنوات من إزاحة 80% من مسار خط الضغط العالي للكهرباء عن أراضي المواطنين العرب في منطقة المثلث الشمالي، وذلك عشية الذكرى الـ23 لهبة الروحة التي تزامنت مع هبة القدس والأقصى.

وجاء إنجاز اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة بإزاحة خط الكهرباء وإبعاده عن آلاف الدونمات من أراضي الروحة المحررة التي كانت محط أطماع المجلس القطري للتنظيم والبناء، على الرغم من المصادقة على المخطط، إذ تم إلزام شركة الكهرباء ووزارة الأمن الإسرائيلية والمجلس القطري للتنظيم والبناء قبول موقف واعتراضات الأهالي وأصحاب الأراضي واللجنة الشعبية رغم الموقف المعارض للجيش الذي سعى لإبعاد خط الكهرباء عن مناطق التدريب العسكري.

واستمرت المفاوضات بين اللجنة الشعبية والسلطات الإسرائيلية منذ العام 2013 ولغاية 14 أيلول/ سبتمبر 2021، إذ تم التوقيع على اتفاقية مع اللجنة الشعبية تقضي بإزاحة خط الكهرباء عن 80% من أراضي الروحة، علما أن الحديث يدور عن خط كهرباء ضغط عال بقوة 400 كيلو واط، وهو يمتد من منطقة وسط البلاد باتجاه شمالي البلاد ويتفرع لمنطقة بيسان ويتجه نحو الحدود مع لبنان، علما أن المخطط صودق عليه عام 2003 دون أن تقدم السلطات المحلية العربية اعتراضات.

تحرير 12 ألف دونم وضمها لنفوذ السلطات المحلية العربية (عرب 48)

وتشكل تحرير واستعادة نحو 20 ألف دونم من أراضي الروحة حجر الأساس لأي توسع مستقبلي وحل مشاكل الاكتظاظ وأزمة السكن داخل البلدات العربية في وادي عارة، علما أن مساحة منطقة نفوذ أم الفحم 27 ألف دونم، وكفر قرع تمتد على مساحة 3 آلاف دونم فقط، وقرى طلعة عارة 5 آلاف دونم، بينما عرعرة وعارة لا تتعدى مساحة نفوذها 4 آلاف دونم، وبالتالي أراضي الروحة المحررة تعد الرئة التي يمكن للنشء أن يتنفس ويتوسع ويتطور من خلالها مستقبلا.

نضال وإنجاز

مع هذا الإنجاز الذي ينضاف إلى الاتفاقية الذي وقعتها اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة في كانون الأول/ ديسمبر 2000، مع وزارة الأمن الإسرائيلية، وتقضي بضم 12 ألف دونم إلى نفوذ السلطات المحلية في وادي عارة، تتطلع اللجنة الشعبية في هذه المرحلة وبالتعاون مع طاقم من المخططين والمهندسين التحضير لمخطط خاص من أجل إقامة مدينة عربية فوق أراضي الروحة، حسب ما أكد رئيس اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة، المهندس سليمان فحماوي.

واستذكر فحماوي لـ"عرب 48" أحداث هبة الروحة التي أسست لمعركة الأرض والمسكن في المجتمع العربي، إذ اندلعت في يوم 27 سبتمبر/ أيلول 1998، إذ قمعت الشرطة الإسرائيلية احتجاجات لأهالي أم الفحم وبلدات وادي عارة في المثلث الشمالي، على مصادرة أكثر من 20 ألف دونم، بموجب أمر عسكري صدر في 18 أيار/ مايو 1998، تمهيدا لإقامة مستوطنة وكلية عسكرية للجيش الإسرائيلي عليها.

زراعة 50 ألف شتلة زيتون بأراضي الروحة المحررة (عرب 48)

وفي العودة إلى الوراء، يعتقد فحماوي أن هبة الروحة التي تعد أول مواجهة شاملة مع الجماهير العربية منذ أحداث يوم الأرض التي اندلعت في 30 آذار/ مارس عام 1976، أسست لمراحل نضالية وكانت حجر الأساس لهبة القدس والأقصى التي اندلعت شرارتها الأولى في 28 أيلول/ سبتمبر 2000، كما أنها شكلت الرافعة لمعركة الدفاع عن الأرض والمسكن عبر إفشال مخطط "برافر" الذي كان يهدف لمصادرة 800 ألف دونم من أراضي العرب في النقب.

وادي عارة والنقب

ويسلط المهندس فحماوي الضوء على محطة نضالية مفصلية مستوحاة من هبة الروحة، والتي هي بحاجة لرص الصفوف والوحدة والتشبيك والشراكة بين الأحزاب والتيارات السياسية والحراكات الشبابية واللجان الشعبية حتى تحسم لصالح المواطنين العرب، وهي بوصلة النضال ضد قانون "كامينتس" الذي يسرع هدم المنازل العربية ومضاعفة الغرامات وتشديد العقوبات على البناء غير المرخص، علما أن هناك 60 ألف منزل ووحدة سكنية عربية صادر بحقها أوامر هدم من أصل 120 ألفا شيدت دون ترخيص.

شق شبكة طرقات للتنقل في الروحة (عرب 48)

وأوضح رئيس اللجنة الشعبية أن ضريبة الدم التي دفعها أهالي وادي عارة والجماهير العربية في أراضي 1948 أسهمت بتحقيق الإنجازات وأيضا سطرت بحروف من دم وحفرت بالذاكرة والوجدان، إذ قامت قوات الأمن الإسرائيلية بفض مئات المعتصمين وهدم خيمة الاعتصام بالروحة واعتدت عليهم بالضرب والغاز المسيل للدموع، حين اقتحمت الوحدات الخاصة وعناصر "حرس الحدود" المدرسة الثانوية في أم الفحم واعتدت على الطلاب، إذ أصيب 630 طالبا بجروح وحالات إغماء من جراء قمعهم بالغاز.

ومع إطلاق معركة الأرض والمسكن، يقول المهندس فحماوي إن المؤسسة الإسرائيلية أرغمت، يوم 30 كانون الأول/ ديسمبر 2000، على التوقيع على اتفاقية مع اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة والسلطات المحلية في المنطقة. وتقضي الاتفاقية التي وقعت بحضور رئيس بلدية أم الفحم في حينه، الشيخ رائد صلاح، ورئيس مجلس كفر قرع المحلي سابقا، المحامي حسن عثامنة، بإلغاء الأمر العسكري لمسطح الأراضي، وضم ما يقارب 12000 دونم لنفوذ بلدات وادي عارة، وتفكيك معسكرات التدريب للجيش في عين إبراهيم وكفر قرع.

توسيع وضم

لم تتوقف مسيرة اللجنة الشعبية للدفاع عن أراضي الروحة عند إلغاء الأوامر العسكرية وتفكيك معسكرات التدريب، يقول فحماوي، بل دأبت اللجنة على متابعة تطبيق اتفاقية الروحة بحذافيرها، وهي أول اتفاقية توقع بين لجنة شعبية عربية والحكومة الإسرائيلية، وضم 12000 دونم لمسطح نفوذ السلطات المحلية في وادي عارة والمثلث الشمالي، إذ وقع على اتفاقية توسيع وضم المساحات المحررة من أراضي الروحة لمناطق نفوذ البلدات العربية وزير الداخلية سابقا، أوفير بينيس، بالعام 2005.

استصلاح الأراضي لمشاريع زراعية (عرب 48)

واستذكر رئيس اللجنة الشعبية الذي لا يملك ولو حتى ذرة تراب واحدة في أراضي الروحة، لكنه يملك الانتماء لأرض الوطن، أوجه الشبه بالنضال لاستعادة وتحرير أراضي الروحة وإفشال مخطط "برافر"، مشيرا إلى أن الجماهير والأحزاب والحركات كانت كتلة واحدة تحت مظلة لجنة الروحة التي كانت تتخذ القرارات وتنفذها بالإجماع، إذ تراجعت الحكومة الإسرائيلية عن مخطط عسكرة الروحة وخط الكهرباء، وذلك تحت ضغط اللجنة الشعبية والحراكات الشبابية، وهي مشاهد ومحطات تكررت بالصراع على الأراضي في النقب.

وأكد المهندس فحماوي، وهو لاجئ داخل الوطن من سكان قرية أم الزينات المهجرة، ويقطن في أم الفحم، أن اللجنة الشعبية تواصل نضالها قبالة المؤسسات الإسرائيلية لصيانة والحفاظ على الأراضي المحررة ومنع مصادرتها مجددا، وكذلك المطالبة بتحرير أكثر من 3 آلاف دونم يقوم الجيش بإجراء تدريبات عسكرية فوقها على مدار 100 يوم بالسنة، إذ يمنع أصحاب الأراضي من دخول هذه المساحات خلال التدريبات العسكرية.

أطماع ومخططات

وسعيا للحفاظ على الأراضي المحررة بعد ضم 12 ألف دونم من الأراضي إلى نفوذ السلطات المحلية في أم الفحم، وكفر قرع، وعرعرة - عارة، وقرى طلعة عارة، حث رئيس اللجنة الشعبية السلطات المحلية إلى استغلال هذه الأراضي لأهداف البناء والصناعة والتجارة والمشاريع الزراعية ومتنزهات ومناطق ترفيهية، وتحضير خرائط تفصيلية لمشاريع التطوير والعمران، مستذكرا أن مئات الدونمات من أراضي الروحة في منطقة الحوارنة بكفر قرع ومسطحات 500 وحدة سكنية في معاوية تم تطويرها والاستفادة منها.

فحماوي: إنجاز تاريخي بتحرير 12 ألف دونم (عرب 48)

ويعتقد المهندس فحماوي أنه على الرغم من الإنجازات وتحرير آلاف الدونمات من الروحة وتطوير واستصلاح الأراضي الزراعية إضافة الى زراعة أكثر من 50 ألف شتلة زيتون، وشق شبكة طرقات وإقامة مشاريع زراعية وشبكة وخزان مياه، إلا أن أراضي الروحة ما زالت محط أطماع المؤسسة الإسرائيلية، وعليه يقوم طاقم من المهندسين والمخططين من اللجنة الشعبية بإشراف المهندس محمد هاني، بتحضير مخطط لإقامة مدينة عربية على نحو 20 ألف دونم من أراضي الروحة.

وشدد فحماوي على ضرورة الوحدة وإشراك الشباب في النضال الشعبي والجماهيري في معركة الوجود على الأرض، مستذكرا النجاح والإنجاز الذي حقق حين نظمت مظاهرات واحتجاجات شهدت مواجهات اعتُقل خلالها المئات من الشبان في النقب والجليل والمثلث، ضد مخطط "برافر" الذي يهدف لترحيل سكان 22 قرية عربية مسلوبة الاعتراف في النقب، ويعطي شرعية للقانون الإسرائيلي على تهجير العرب دون أمر قضائي ويحرمهم من حق الطعن فيه.

مسطحات واسعة للرعي وتربية المواشي (عرب 48)
نضال جماهير تحت مظلة لجنة الروحة منذ العام 1998 (عرب 48)

التعليقات