عن تهجير العرب من منازلهم في يافا: "لم يتبقَّ لنا ما نخسره"

تحوّلت حديقة الغزازوة في شارع "ييفت" في مدينة يافا إلى منطقة باتت أشبه بمعكسر تخييميّ، بعد أن نصبت خمس عائلات عربية من المدينة الخيام فيها، احتجاجا على التضييق في الأرض والمسكن ومحاولة السلطات ترحيل عائلاتهم.

عن تهجير العرب من منازلهم في يافا:

فريدة النجار أمام خيمتها في الحديقة ("عرب 48")

تحوّلت حديقة الغزازوة في شارع "ييفت" في مدينة يافا إلى منطقة باتت أشبه بمعكسر تخييميّ، بعد أن نصبت خمس عائلات عربية من المدينة الخيام فيها، احتجاجا على التضييق في الأرض والمسكن ومحاولة السلطات ترحيل عائلاتهم.

وعمدت أربع عائلات من المدينة إلى نصب خيام في الحديقة في خطوة تأتي امتدادا لخطوة مماثلة قامت بها ابنة المدينة فريدة النجار، والتي نصبت يوم الخميس الماضي، خيمة لتأويها هي وأبناؤها الأربعة، بعد أن تمّ إخلاؤها من منزلها من قِبل شركة إسرائيلية تسمّى "حلميش"، دون إيجاد بديل لها ولأبنائها، إذ تعاني العائلات الأربع، من الملاحقات ذاتها من قِبل السلطات والمؤسسات المسؤولة، ما دعاها إلى نصب خيام بالقرب من خيمة عائلة النجار.

وفي ردٍّ على الخطوة الاحتجاجية التي قام بها الأهالي الذين تقطّعت بهم سُبُل البقاء في منازلهم، أرسلت بلدية تل أبيب إنذارات إلى العائلات، تأمرهم بإزالة الخيام حتى يوم الثلاثاء المقبل، وإلا قامت بإزالتها بالقوّة.

إحدى الخيم في الحديقة

وقالت فريدة النجار في تصريحات لـ"عرب 48"، إن "شركات الإسكان بالتعاون مع بلدية تل أبيب، يريدون إخماد شعلة هذا الاحتجاج بإرسال مراقبي البلدية، كي يهددوا العائلات من الاستمرار بالاحتجاج".

وذكرت أنه "لا مكان لنا غير هذه الحديقة، ولن نتحرّك من هنا، حتى يتمّ تأمين مساكن لنا وحتّى يتمّ إيجاد حلّ جذريّ، نحن أُخرجنا من بيوتنا ولم يتبقَ لنا ما نخسره بعد، أُخرجنا من البيوت عنوة دون أن يحاولوا حتى إيجاد البديل لنا".

وأضافت النجار: "نحن مستمرّون في الاحتجاج، وها هو نضالنا بدأ يلقِي بظلاله على المسؤولين ويقضّ مضاجعهم، وندعو كل من يعاني من خطر الترحيل من قِبل شركتَي الإسكان ’عميدار’ و’حلميش’ إلى أن ينضمّ إلينا إلى الحديقة وينصب خيمة إلى جانبنا". وتابعت: "مطالبنا مستحقَّة لنا، وليست منّة منهم (من الشركات والسلطات الإسرائيلية)".

"الأمر لا يقتصر على التهديد بإخلاء البيوت"

بدوره، قال عضو البلدية عبد أبو شحادة لـ"عرب 48" إن "الموضوع ليس موضوع عائلة فريدة فحسب، إنما يخصّ كل أهالي يافا العرب".

من وقفة احتجاجية، الجمعة الماضي ("عرب 48")

وذكر أن "هناك 400 أمر إخلاء من البيوت لعائلات عربية، واليوم يعيش في يافا 20 ألف عربي، ونحو 8 آلاف منهم يسكنون بحسب ما يُطلَق عليه مسمّى ’سكان محميّون’ إما لشركة ’عميدار’ أو ’حلميش’، أي إننا نتحدث تقريبا عن نصف المجتمع، وما تعيشه العائلات هنا في حديقة الغزازوة ستعيشه باقي العائلات المهددة بالإخلاء".

وأشار أبو شحادة إلى أن "الجانب الجماهيري يؤثر كثيرا في إيصال الرسالة إلى السلطات"، مضيفا: "يجب علينا أن نكون أكثر تأثيرا، فهذه الشركات لن تخلي العائلات الـ400 دفعة واحدة، إنما ستعمل بصورة فردية مع نفَس طويل".

عضو البلدية، أبو شحادة

وأوضح أبو شحادة أن "غالبيّة سكان ’عميدار’ يتواجدون في حيّ العجمي، وفي حال إخلاء عدد كبير من العائلات سوف تكون أغلبية يهودية هناك، وهذا سيهدد الأذان والمساجد والمدارس والمؤسسات العربية المتواجدة في حيّ العجمي على وجه الخصوص"، مشددا على أن "الأمر لا يقتصر على التهديد بإخلاء البيوت".

طلبات تعجيزيّة... و"كارثة" فقدان الأمان

من جانبها، قالت عضو اللجنة الشعبية في يافا، عبير شهاب الدين لـ"عرب 48"، إن "وجودنا في الشارع في يافا هو الذي يمكنه أن يمنع أوامر الإخلاء، وهو الحلّ الأنسب لهذه الإشكاليات".

عضو اللجنة الشعبية في يافا، عبير شهاب الدين

وأضافت شهاب الدين أن "المسكن هو الأمر الأول لأمان الأُسرَة، وإذا فُقد هذا الأمان فستحلّ كارثة على العائلات".

وقالت: "نحن هنا في الحديقة كي نوصل الرسالة لنحمي بيوتنا وبيوت أجدادنا".

وتابعت: "كل القوانين التي تُسنّ في هذا السياق، تأتي من أجل ترحيل أهالي مدينة يافا والعرب الفلسطينيين بشكل عام، طلبات تعجيزية وإجراءات صارمة فقط للعرب. لهذا إن التضامن الجماعي أهمّ الوسائل لاسترجاع هذه البيوت".

التعليقات