القطار الخفيف بـ"تل أبيب الكبرى" يستهدف مقبرة يازور المهجرة

قال إمام وخطيب مسجد حسن بيك في يافا، الشيخ أحمد أبو عجوة، إن "مقبرة يازور امتدت قبل النكبة على مساحة واسعة من الأرضي التي صادرها شارع 44، فعلى الجانب الجنوبي ما زالت هناك شواهد وآثار تؤكد هوية المكان".

القطار الخفيف بـ

ترميم وصيانة لما تبقى من أضرحة في مقبرة يازور (أرشيفية)

قدم الوقف الإسلامي في يافا اعتراضا ضد مخطط مشروع "القطار الخفيف" الذي تنفذه بلدية تل أبيب - يافا، وذلك لأن المخطط يستهدف المقبرة الإسلامية في قرية يازور المهجرة، الواقعة على بعد 5 كم من يافا شرقا، وحوالي 7 كم من تل أبيب، وما يقرب من 9 كم من مصب نهر العوجا في البحر الأبيض المتوسط، وذلك على الطريق الممتدة من يافا إلى القدس، مرورا بمدينة الرملة، علما أن مستندات وخرائط المخطط تظهر بأن مشروع القطار سيمر بنفق تحت أرض المقبرة إلى جانب محطة ونفق للمشاة، وسيمر أيضا فوق المقبرة على مساحات واسعة من أراضي المقبرة والوقف.

ويهدف مشروع خط القطار الخفيف الذي يكلف حوالي 150 مليار شيكل، للربط بين المدن، وسط البلاد، ولتسهيل عملية التنقل في منطقة "تل أبيب الكبرى"، إذ سيبدأ القطار الخفيف من منطقة هرتسليا، ويمر عبر رمات هشارون، وبيتح تكفا، وغفعات شموئيل، وبني براك، وكريات أونو، ورمات غان، وينتهي في حولون وبات يام، ويُتوقع انتهاء العمل بمختلف مسارته المصادق عليها عام 2024.

أحد المقامات في مقبرة يازور

وبحسب خرائط مخطط القطار الخفيف في مساره بمنطقة حولون، فإن القطار الخفيف وفقا للمسار "M3" سيمر من تحت الأرض بالجهة الشمالية لمقبرة بلدة يازور المهجرة، إذ سيحفر نفق لخروج ودخول المشاة، وكذلك نفق آخر لاستمرار مسار القطار الخفيف ليمر فوق أرض المقبرة بالجهة الجنوبية.

مخططات واعتراضات

وقررت اللجنة "الوطنية للبنية التحتية" التابعة لإدارة التخطيط قبل ستة أشهر إيداع المخطط الهندسي لخط "مترو M3 "، في منطقة "تل أبيب الكبرى"، لكن الوقف الإسلامي في يافا يبدي معارضته الشديدة للمخطط الذي يستهدف مقبرة يازور المهجرة.

وطالب الوقف في اعتراضه الذي قدم إلى لجان التنظيم والبناء ذات الاختصاص بإزاحة مسار مخطط المترو عن المقبرة التي طالها الكثير من الانتهاكات الإسرائيلية والمصادرات، ويترقب الجميع حسم اللجنة بشأن اعتراض الوقف الإسلامي في يافا، علما أن يازور كانت تتبع إلى نفوذ يافا قبل النكبة.

مبان وأنقاض القرية المهجرة تم وضع اليد عليها ومصادرتها

وتقع المقبرة التي يستهدفها مخطط القطار الخفيف على جانبي شارع 44 في مدينة حولون، إذ توجد في المكان مقبرة إسلامية ومقام ومسجد، وتسبب شق وتوسيع شارع 44 بمصادرة مساحات واسعة من أراضي المقبرة، حيث أن مخطط القطار الخفيف يستهدف آخر ما تبقى من أرض وقفية ومقدسات، وآثار عربية، وشواهد، وقبور.

تدمير وطمس

وقال إمام وخطيب مسجد حسن بيك في يافا، الشيخ أحمد أبو عجوة، لـ"عرب 48" إن "مقبرة يازور امتدت قبل النكبة على مساحة واسعة من الأرضي التي صادرها شارع 44، فعلى الجانب الجنوبي ما زالت هناك شواهد وآثار تؤكد هوية المكان رغم محاولات تدميره وطمسه، وتدل على وجود مقبرة إسلامية معروفة في وسطها مقام ذو قبة خضراء".

وأضاف أنه "على الجانب الآخر وبالجهة الشمالية من الشارع هناك مبنى مسجد له قبب بيضاء ومبنى يظهر بشكل واضح المحراب، وآثار وأنقاض مبان للقرية المهجرة التي تضم أيضا مدرسة للبنين وأخرى للبنات ومنازل وعقارات وأوقاف إسلامية تم تدميرها من قبل العصابات الصهيونية في أيار/ مايو 1948، بعد تشريد أهالي يازور".

مبنى متعدد القباب ومسجد فوق أرض مقبرة يازور

وأوضح إمام وخطيب مسجد حسن بيك في يافا أنه "يستدل من مخطط المشروع أنه في الجزء الشمالي من المقبرة، تخطط شركة NTA، المسؤولة عن تخطيط وإقامة القطار الخفيف لحفر نفق ومخرج إلى محطة القطار التي ستتجه إلى حولون، ونفق للمشاة مشاة تحت أرض المقبرة الذي سينتهي قرب السياج المقبرة، حيث يتواجد المسجد".

شواهد وآثار

وأكد أبو عجوة أن "محطة القطار الخفيف بالجهة الشمالية مثلما تم تبيناه في الاعتراض الذي قدمه الوقف الإسلامي في يافا ستنتهك حرمة المقبرة وتنبش القبور، بحيث سيتم طمسها وتدميرها بالكامل، كما سيحول ذلك دون دخول المقبرة على الجانب الآخر من الطريق".

وشدد على "إجماع ووحدة الصف في يافا ضد مخطط القطار الخفيف الذي يستهدف آخر ما تبقى من مقبرة يازور"، مؤكدا أن "مقبرة يازور التي تعرضت للانتهاكات والتدنيس والتدمير هي جزء لا يتجزأ من الوقف والمقدسات التابعة ليافا".

مقام في مقبرة يازور يستهدفه مخطط القطار الخفيف

وأشار إلى أن "مقبرة يازور ورغم ما تعرضت له من انتهاكات وطمس للمعالم والآثار والأوقاف، إلا أن ما بقي من شواهد وآثار وأنقاض ومنازل تدل على هوية الأرض وأصحابها الأصلانيين، وتظهر إمعان المؤسسة الإسرائيلية بمواصلة مخططاها المبرمج والممنهج للقضاء على هوية وعروبة فلسطين".

وختم إمام وخطيب مسجد حسن بيك بالقول: "نحن أصحاب حق وأصحاب قضية وسنتسمر في النضال والتصدي للمشاريع التي تستهدف هويتنا والأوقاف والمقدسات العربية والإسلامية، ونرفض أن تنبش وتدمر مقبرة يازور، وسنخوص معركة الوجود على هويتنا، مثلما كان في مسيرة النضال بمعركة مقبر ة طاسو ومقبرة الإسعاف".

خطوط ومسارات

يأتي المضي بالمشروع بموجب قرار صادر عن الحكومة الإسرائيلية قبل عدة أعوام، إذ كلفت وزارة المواصلات بالإشراف على مشروع القطار الخفيف في تل أبيب الكبرى، وذلك بالتعاون مع البلدية، وشركة خطوط المواصلات البلدية، إذ رصدت ميزانية أولية بقيمة 1.4 مليار شيكل لإعداد المخطط ومساره الذي سمي بـ"الخط الأحمر" وسيُدشن قريبا.

ووفقا لمخطط القطار الخفيف الذي تم الشروع به عام 2011 في تنفيذ المرحلة الأولى من بعض مساراته في منطقة وسط البلاد، فإن القطار سيربط بين مدن بيتح تكفا، وبني براك، ورمات غان، وتل أبيب، ويافا، وبات يام، بطول إجمالي 22 كيلومترا منها 11 كيلومترا تحت الأرض في المسار الواصل بين رمات غان وحي مشنية في يافا.

خارطة تظهر استهداف القطار الخفيف لما تبقى من مقبرة يازور

ومن المتوقع خلال الفترة القريبة تدشين المرحلة الأولى من المشروع المسمى "الخط الأحمر"، إذ سيحتوي نظام القطار الخفيف على أربعة خطوط سكة حديدية خفيفة. بالإضافة إلى ذلك يتم النظر في إمكانية إنشاء ثلاثة خطوط مترو أيضا. أما المرحلة الثانية من مشروع القطار الخفيف التي تعرف بـ"الخط الأخضر"، فتمتد على طول 35 كيلومترا، منها 5 كيلومترات تحت الأرض، يتم الشروع بها ومن المتوقع الانتهاء من المشروع في العام 2024.

ويربط مسار "الخط الأخضر" للقطار الخفيف بين المدن، هرتسليا، وتل أبيب، وحولون (مقبرة يازور)، وريشون لتسوين، وذلك من خلال 58 محطة منتشرة بالبلدات المذكورة. أما مسار "الخط البنفسجي" للقطار الخفيف الذي يتواجد قيد الإنشاء ويتوقع الانتهاء منه عام 2024، سيمتد على 36 كيلومترا ويضم 56 محطة ستربط بين المدن، يهود، وأور يهودا، ورمات غان، وتل أبيب، وكريات أونو، وغفعات شموئيل، ومفرق يهود، ومنطقة أور يهودا، وجامعة بار إيلان، ومحطة القطار والمواصلات العامة 'أرلوزوروف' بتل أبيب. وهناك مسار "الخط البني" الذي ما زال قيد التخطيط ويصل طوله 28 كيلومترا، ومن المفترض أن يربط بين منطقة المركز ومدن الرملة وريشون لتسيون.

التعليقات