شارك عدد من أصحاب البسطات في حيفا، مساء اليوم الأحد، في وقفة احتجاجية ضدّ قرار بلدية حيفا، بمنع نصب بسطاتهم التجارية التي تُقام في الحيّ الألمانيّ خلال فترة الأعياد.
وذكرت أميمة زعبي التي تعمل على بسطةٍ في حيفا منذ عدة أعوام خلال فترة الأعياد لـ"عرب 48": "أنا أعمل في ’بن غوريون’ منذ أربع سنوات، وبناءً على الوعد بالسماح لنا ببيع الزينة في عيد الأعياد، قمت باستقراض عشرة آلاف شيكل... إلا أنني تفاجأت بمنعي من البيع".
وأضافت زعبي: "لذلك أتوجه إلى البلدية بطلب إعادة النظر بقرارها لأتمكن من تحصيل لقمة العيش، وإعادة المال المقترَض لأصحابه، فهذه المرة الأولى التي نواجه فيها قرار إخلاء في حيفا، علاوة على أننا في السنة الماضية، لم نتمكن من العمل بسبب قيود كورونا".
بدوره، قال ميسرة نداف والذي يعمل على بسطة منذ عام 2014، إنّ "هذه المرة الأولى التي يتمّ فيها منعنا من البيع في الشارع بعد تدخل الشرطة في عمل البلدية، وطُلب منا البيع داخل المطاعم والمحال التجارية، وأتمنى إعادة النظر في القرار لتمكيننا من العمل وإدخال البهجة والسرور إلى قلوب الجميع".
وقالت غدير حسيني إنها تبيع من على بسطة منذ 25 عاما خلال الأعياد في حيفا، ولم تواجه أي قيود، مضيفة: "لقد منعتنا البلدية من البيع هنا (في الوقت الحاليّ)، وحرّرت بحقنا مخالفات مالية بمبالغ مختلفة وهددتنا بمصادرة بضائعنا إن لم نخلِ الشوارع، متذرعة بأن المنع صادر عن الشرطة، ورغم أنني مريضة، إلا إنني سأبقى هنا، حتى يُسمح لنا ثانية بالعودة للبيع، فحيفا هي بلدنا وبلد آبائنا وأجدادنا، ومن حقنا أن نمارس عملنا المعتاد بحرّيّة".
في السياق، أعرب سليم حورية عن استيائه من القرار، قائلا: "أعمل هنا منذ خمس سنوات مضت، إلا أنها المرة الأولى التي يتمّ فيها وضع قيود صارمة على عملية البيع، بل وتمّ منعنا بشكل تامّ من البيع هنا".
وأضاف: "أطالب البلدية بتخصيص أماكن يُسمح لنا من خلالها، البيع بحرية وتحديد المنتجات المسموح لنا بها، فنحن قد تضررنا بشكل كبير كوننا استدنّا ثمن البضائع وعلينا تسديد الديون التي ترتّبت علينا من خلال بيع البضائع المشتراة".
تعقيب البلدية
من جانبها، ذكرت بلدية حيفا في بيان تعقيبيّ، أنه "بعد عامين من الإغلاق بسبب جائحة فيروس كورونا، يعود برنامج عيد الأعياد، لتلبس مدينة حيفا حلّتها مع ترقّب حذر أمام الجائحة والتي لم نجتزها بعد. وتقييدات وزارة الصحة لا تزال قائمة، بالإضافة إلى تعليمات الشرطة بلدية حيفا تعمل جاهدة على ترتيب برنامج عيد الأعياد بالتعاون مع الشرطة وأقسام الأمن والتفتيش الترخيص والصحّة بهدف ضمان سلامة الأهالي الزوار والروّاد، لهذا البرنامج الضخم والذي يستقطب عشرات الآلاف من الزوار إلى مدينة حيفا، ولهذا الهدف يتم وضع أنظمة وتعليمات واضحة وحادة أيضا، بكلّ ما يتعلق بالبسطات والأكشاك بشكل يضمن أمن وسلامة الزوار وتجنّب حوادث وأضرار جاءت الترتيبات لتمنعها".
وقالت البلدية إنه "تم تحديد الأماكن المتاحة والمعدّة والمرخّصة لنصب الأكشاك والبسطات بشكل يتلاءم مع هذه الفترة المركّبة، ووفق تعليمات الشرطة وتقييدات وزارة الصحة والمنوطة بالالتزام بالشارة الخضراء في أماكن تنصب بها الأكشاك، بالإضافة إلى فحوصات تقوم بها الشرطة للزائرين والرواد، إضافة إلى ذلك تمّ تحديد الأماكن التي يمنع بها نصب الأكشاك والبسطات طيلة الشهر، وخلال جميع أيام الأسبوع باعتبارها مناطق للمشاة والأهالي والزوّار، ومغلقة أمام المركبات والسيارات".
وأضافت أنه "تمّ إصدار وتحديد التعليمات في المناطق التي يسمح بها وضع الأكشاك والتشديد على منع استعمال بالونات الغاز، زالفحم وإشعال النيران، أو تسخين وتقديم الطعام بشكل يتنافى مع تعليمات وزارة الصحة، إضافة إلى تحديد الأماكن المسموحة لنصب البسطات والأكشاك، أولا لضمان إمكانية نصبها أمام المعنيين بذلك من البائعين والأهالي من جهة، ومن جهة أخرى ضمان سير القانون والحفاظ على تعليمات حادة وصارمة للشرطة وقسم التفتيش بشكل تضمن الالتزام بقواعد الأمن والسلامة وتعليمات وزارة الصحة".
التعليقات