الناصرة: أهالي حي الروم يتحدثون عن معاناتهم في احتفالات الميلاد

يقول عدد من سكان حي الروم إنهم ليس فقط يتعطلون عن الحركة وعن التوجه إلى مصالحهم وأماكن عملهم، لا بل إنهم يتطوّعون في النزول إلى الشارع لتوجيه حركة السير.

الناصرة: أهالي حي الروم يتحدثون عن معاناتهم في احتفالات الميلاد

أزدحامات مرورية في حي الروم، هذا الأسبوع (عرب 48)

تعم البهجة أحياء وشوارع مدينة الناصرة، وترسم الأضواء فيها لوحة فنية فائقة الروعة والجمال، تستقطب عشرات الآلاف من الراغبين في التمتع بأجواء عيد الميلاد المجيد، في مدينة البشارة، التي تحظى بقدسية خاصة لما فيها من مقدّسات ومواقع تاريخية تشهد على عراقتها، لكن لهذه البهجة ومظاهر الكريسماس والفرح جانب مظلم في حي الروم، إذ يعاني أزمات واختناقات مرورية لا يمكن وصفها بالكلام لشدة ما يحوّلها الواقع إلى معاناة حقيقية يصعب التعايش معها، وتنذر بوقوع ما لا تحمد عقباه.

على مدار شهر كانون الأول/ ديسمبر، شهر الميلاد والسنة الجديدة التي تحل مع نهاية أيامه، يعاني أهالي هذا الحي ليس فقط من الاكتظاظ والأزمات الخانقة، وإنما من عدم القدرة على التحرك، ولذلك فإنهم يلتزمون بيوتهم خاصة في نهايات الأسبوع، يومي الجمعة والسبت، حين تشتد أزمة ازدحام السيارات في شوارع الحي لساعات طويلة، وما تسببه من مشاحنات بين سائقين قد تتطور، في بعض الأحيان، إلى إطلاق الشتائم وغيرها.

مشكلة هذا الحي، وفقا لما يقول عدد من سكانه، أنه ضيق وفيه منحدرات خطيرة جدا، ويفتقر إلى مواقف السيارات، لكن المشكلة الحقيقية التي لا تجد سبيلا للحل هي أن تطبيق "ويز" لتوجيه السائقين إلى الطرقات تمت برمجته على أن يقوم بتوجيه كل زائري المدينة الوافدين من شمالي البلاد للمرور عبر حي الروم المزدحم والضيق، وفي غالبية الأحيان يجد الزائر نفسه في طريق مسدود ووسط اختناقات قد تستمر لساعات دون أن يتحرك مترا واحدا إلى الأمام أو الخلف.

ويقول عدد من سكان الحي، الذين اختاروا أن يتحدثوا دون ذكر أسمائهم كي لا يتعرضوا للانتقاد والاتهام بأنهم ينغصون فرحة العيد، إنهم ليس فقط يتعطلون عن الحركة وعن التوجه إلى مصالحهم وأماكن عملهم، لا بل إنهم يتطوّعون في النزول إلى الشارع لتوجيه حركة السير وحل عقده حين لا يكون حلا للأزمات والاختناقات فيه ومنعا لتفاقم الخناقات بين السائقين الذين يفقد بعضهم أعصابه، ويترك البعض الآخر مركباتهم وسط الشارع ويتوجهون إلى مواقع الاحتفال وشجرة الميلاد، ليعودوا إليها حقا.

ووجّه أحد سكان الحي نقدا شديدا للشرطة، وقال لـ"عرب 48" إن "الشرطة تضع العشرات من عناصرها على الحواجز المؤدية إلى سوق الميلاد، فضلا عن المئات من عناصرها المنتشرين في محيط كنيسة البشارة للروم الأرثوذكس، وهي الكنيسة التي تقع داخل حي الروم، لكنها لا ترسل فردا واحدا من عناصرها لتوجيه حركة السير، كما أنها لا تمنع ولا تخالف السائقين الذين يوقفون مركباتهم على الجُزر المبنية وسط الشارع وتترك حالة الفوضى تعم أرجاء الحي دون أن تحرك ساكنا".

وكان المواطن المذكور يتحدث لـ"عرب 48" وهو يقوم بتوجيه حركة السير بنفسه، لكي يتمكن من الخروج بسيارته ومغادرة البيت لأمر طارئ. وأكد أن هذا هو وضع كل سكان الحي، أيام الجمعة والسبت، لا يستطيعون نقل أطفالهم إلى الحضانات، ولا التوجه إلى أماكن عملهم، وتساءل "ماذا لو احتاج أحد سكان الحي لسيارة إسعاف أو شب حريق؟"، مشيرا إلى أنه "لا أمل في وصول سيارة للشرطة أو الإسعاف أو الإطفاء إلى الحي، وهذا الأمر ينذر بكارثة مستقبلا".

ولفت عدد من سكان الحي إلى أن الشرطة تغلق في بعض الأحيان مداخل الحي، وخصوصا في المناسبات التي يتجمّع فيها الآلاف بالحي، مثل مناسبة إضاءة شجرة الميلاد، أو أيام سوق الميلاد "كريسماس ماركت"، ما يعيق العودة إلى بيوتهم إلا بعد إبراز بطاقات هوياتهم الشخصية أمام أفراد الشرطة لتتاح لهم إمكانية العودة والوصول إلى منازلهم.

التعليقات