النقب: رفض لمخطط الاقتلاع والتهجير من أراضي الهزيّل

قال الناطق بلسان لجنة الدفاع عن أراضي الهزيل، د. عامر الهزيل، لـ"عرب 48" إن "عائلة الهزيل تناضل سلميا ضد سياسات التهجير التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في النقب، من سياسة تطهير عرقي لأهالي النقب في محاولة منها لقلع صاحب الأرض".

النقب: رفض لمخطط الاقتلاع والتهجير من أراضي الهزيّل

(أ ب)

تنشط لجنة الدفاع عن أراضي الهزيّل، إلى الشمال من مدينة رهط في منطقة النقب، للتصدي ومواجهة مخطط الاقتلاع والتهجير الذي تعمل السلطات الإسرائيلية وعلى رأسها ما تسمى الـ"كيرن كييمت ليسرائيل" (الصندوق الدائم لإسرائيل - "كاكال")، على تنفيذه بدءا بتشجير مساحات واسعة من الأراضي الزراعية تعود ملكيتها لأُسر عديدة من عائلة الهزيّل، وتبلغ المساحة الإجمالية لهذه الأراضي حوالي 1300 دونم، عملت السلطات لغاية الآن على تجريف 370 دونما منها، أي ما يقارب ثُلثها، استعدادا لزراعتها بالأشجار الحرجية.

توجه الأهالي إلى أراضيهم وأقاموا خيمة اعتصام، لكن سرعان ما أصرت السلطات الإسرائيلية أمر هدم ضدها، ولم يتوان أصحاب الأراضي والشباب عن الثبات على أرضهم والصمود في خيمة الاعتصام، متشبثين بالأرض. ولم ترهبهم محاولة اعتقال الشاب هادي الهزّيل من رهط، إذ اعتقلته الشرطة الإسرائيلية، فجر اليوم الأربعاء، وذلك على خلفية تواجده في خيمة الاعتصام التي أقامتها عائلة الهزّيل، حديثا، احتجاجا على مخطط تجريف وتحريش أراضي العائلة. وأطلقت الشرطة سراح الهزيل بعد التحقيق معه. وأكد قريب له أن اعتقاله محاولة لترهيب الأهالي ليس إلا، وأن كل المحاولات لاقتلاعهم من أرضهم مرفوضة ومصيرهم الفشل أمام صمود الأهالي.

الهزيل: أرضنا متوارثة منذ العام 1880

وعن مخطط مصادرة أراضي الهزيل، قال الناطق بلسان لجنة الدفاع عن أراضي الهزيل، د. عامر الهزيل، لـ"عرب 48" إن "عائلة الهزيل تناضل سلميا ضد سياسات التهجير التي تنتهجها الحكومة الإسرائيلية في النقب، من سياسة تطهير عرقي لأهالي النقب في محاولة منها لقلع الإنسان صاحب الأرض وزرع الأشجار، إذ أنه بعد مصادرة أرضنا في سبعينيات القرن الماضي وبناء أجزاء كبيرة من بلدة رهط على هذه الأرض، لم يبق لنا ولأجيالنا القادمة غير هذه الأرض التي تبلغ مساحتها ما يقارب 1300 دونم".

وأكد أن "كافة هذه الأراضي مملوكة في الأصل للشيخ سلمان الهزيل، الذي توارثها عن أجداده منذ العام 1880، إبان الدولة العثمانية التي كانت معترفة بها كأرض للبدو، بينما مخطط التهجير يهدد ما يقارب 5 آلاف عائدة لأهالي النقب، وتسمى هذه الأرض بالمثلث الشمالي كما هو متعارف عليه لدى الأهالي هناك، وهي قريبة من خربة الهزيل. لاحقا، وفي وقت قامت فيه السلطات بترحيل السكان البدو إلى منطقة السياج، رفض سلمان الهزيل الرحيل عن أرضه، وبقي فيها مع عائلات أخرى سكنت في محيط أرضه، وعليه سندافع عنها بكل ما نملك. نهجنا نهج المقاومة المدنية السلمية الفاعلة".

وأوضح الهزيل أن "السلطات الإسرائيلية تحاول ترهيب أهالي الهزيل لردعهم عن الالتفاف والتصدي لمشروع التهجير ومصادرة أراضي الهزيل من خلال بدأها بحملة اعتقالات، واعتقلت ليلاً الشاب هادي الهزيل على ضوء مشاركته في خيمة الاعتصام، والذي تم إطلاق سراحه اليوم، إذ قام طاقم من المحامين بالمرافعة والدفاع عنه، لأنه لم يرتكب أية مخالفة قانونية، وهم جاهزون للحراك القضائي بالدفاع عن أية مواطن قد يتعرض للاعتقال جراء مشاركته في نشاطات لجنة الدفاع عن أراضي الهزيل، خاصة وأن عملية الاعتقال تأتي ضمن محاولة المؤسسة الإسرائيلية لصد الأهالي ومنعهم من النضال السلمي لرفض مصادرة الأراضي".

التعويل على بلدية رهط

وتوجه الهزيل إلى إدارة بلدية رهط بالقول إنه "نعوّل على إدارة بلدية رهط بتفعيل صلاحياتها على مسطح المدينة الذي يضم أراضي الهزيل، وبما أن هدف خطة التحريش بناء متنزه لمدينة رهط على أراضي الهزيل، فعلى بلدية رهط ولجنة التخطيط والبناء فيها إلغاء مصادرة الأرض للمصلحة العامة، وإلغاء المخطط فورا حتى لا تكون أداة تستخدمها السلطات ضدنا، إذ يعاني ما يقارب 2000 شاب من عدم توفر قسائم بناء أو أراض للبناء، وهذا يعيق مسار حياتهم الشخصية. على بلدية رهط أن تأخذ دورها التخطيطي، والعمل الفوري على تخطيط قرية ضحيّة لأهلها وعلى أرضها، وفقا للاتفاق المبرم مع مجلس 'بني شمعون' على أن يشمل مسطحها كل الأرض التي تحيط بها، كذلك تخطيط حارة خربة الهزيل على أن يشمل نفوذ مسطحها البركة وكل أرضنا المستهدفة بالتحريش والأرض غرب الوادي وحتى طريق الزيادنة، إضافة لتفعيل صلاحياتها لتعيين لجنة تنظيم النضال".

د. عامر الهزيل: نعوّل على نضال الأهالي وموقف بلدية رهط

نضال وصبر

وختم الهزيل بالقول إنه "نعوّل على موقف أبناء عائلة الهزيل كافة بانضمامهم لنشاط لجنة الدفاع عن أراضي الهزيل، لمنع اقتلاعنا من أراضينا، وأثق بأن الجماهير الفلسطينية في كافة المناطق لن تقف مكتوفة الأيدي أمام نضال أهالي النقب ضد سياسة التطهير العرقي لأصحاب الأراضي. نضالنا طويل ويتطلب الصبر، وسنقلع كل شجرة يتم زرعها على أرضنا ولن نستسلم أمام موقفنا الواضح الرافض لمصادرة أرضنا. خيمة الاعتصام قائمة ومتمسكون بها حتى نكون جاهزين لأية محاولة لتشجير أرضنا. مقاومتنا مدنية سلمية فاعلة، وهذه هي رؤيتنا لشكل النضال، مع وضع برنامج يومي للخيمة لتوعية الشباب لحقوقهم ولدورهم في التغيير والنضال، وذلك تحت شعار 'اقلعه قبل ما يقلعك'. سنقتلع كل شجرة تزرع في أرضنا وفق خطة عمل مبرمجة، وعليه نطلب من كل عربي يمتلك آليات حراثة وجرافات أن يسحبها فورا من محيط أرضنا، وكذلك نحذر كل من يشارك بأي دور في نهب أرضنا".

خيمة الاعتصام

يذكر أن آليات التجريف التي تواجدت على أرض عائلة الهزيل انسحبت، اليوم، بعد التهديد الذي وجهته لجنة الدفاع عن الأرض لكل من يعمل في أرضهم، غير أن الهزيل يتوقع عودة الآليات من جديد، مؤكدا على استمرار عمل لجنة الدفاع عن الأرض ونشاطاتها ضد تشجير الأرض.

التعليقات