تفشي كورونا في الناصرة: عجز ولا مبالاة في مواجهة الوباء

بلغ معدل الإصابات اليومية بفيروس كورونا في مدينة الناصرة ذروته خصوصًا في اليومين الأخيرين، بعدما تجاوز عدد الحالات النشطة 7 آلاف حالة.

تفشي كورونا في الناصرة: عجز ولا مبالاة في مواجهة الوباء

(توضيحية - أ ب)

بلغ معدل الإصابات اليومية بفيروس كورونا في مدينة الناصرة ذروته خصوصًا في اليومين الأخيرين، بعدما تجاوز عدد الحالات النشطة 7 آلاف حالة.

وأكد مراقبون أن وراء هذه الأرقام مئات وربما آلاف الحالات الأخرى التي لم يتم تشخيصها ولم تخضع للفحص؛ وأن الأرقام معرضة للارتفاع.

الحالات كثيرة لكن معظمها طفيفة

وقال مدير مستشفى العائلة المقدسة في الناصرة، د. إبراهيم حربجي، لـ"عرب 48" إنه "لا يوجد طبيب واحد في منطقة الناصرة لا يستقبل عشرات الحالات المؤكدة يوميا، لكن لحسن الحظ فإن معظم هذه الحالات خفيفة ويتم تحويلها إلى الحجر الصحي المنزلي".

د. إبراهيم حربجي

وأضاف أنه "يرقد في قسم كورونا بمستشفى العائلة المقدسة 10 مرضى، بينهم حالة خطيرة واحدة وأخرى تخضع للتنفس الاصطناعي أما بقية الحالات فوصفت بالطفيفة".

ولفت إلى أن "المشكلة الحقيقية تكمن في الإصابات بين الطواقم الطبية، فهنالك نحو 50 من أفراد الطواقم الطبية العاملين في المستشفى، متعطلون بسبب إصابتهم بالعدوى، وهذا الأمر يثقل على كاهل بقية أفراد الطاقم الذين يطلب منه سد النقص الناجم عن دخول العشرات من زملائهم إلى الحجر الصحي".

بلدات عربية تسجل آلاف الحالات خلال يومين

ومما يذكر أن المجتمع العربي اليوم يسجل أعلى معدلات في عدد الحالات النشطة حيث سجلت أكثر من 3000 حالة نشطة في اليومين الأخيرين في الناصرة وأم الفحم وطمرة وشفاعمرو وباقة الغربية والطيبة وسخنين ورهط، بينما تجاوزت الـ2000 حالة في عرابة والطيرة والمغار.

توضيح وتوعية

وذكر الناشط الاجتماعي والممرض، وائل عمري، حول تفاقم العدوى بشكل غير مسبوق في الناصرة لـ"عرب 48" أن "كل الجهات والمؤسسات ابتداء من الحكومة ووزارة الصحة ووصولا إلى البلدية تقف عاجزة أمام تسونامي العدوى بمتحورة أوميكرون، ولكن هذا لا يعني أن لا أحد يتحمل المسؤولية".

وتابع "لكل واحدة من هذه المؤسسات دورها في توعية الجمهور، وهناك دور لبلدية الناصرة في تفعيل ’أمين كورونا’ يقوم بتوضيح المعلومات للجمهور، وعلى كل شخص أن يعرف بأنه عندما ينكشف على مريض كورونا مؤكد عليه أن ينتظر مدة 72 ساعة على الأقل، قبل أن يقوم بإجراء الفحص، لأنه إذا أجرى فحص ’إنتيجن’ بعد ساعات قليلة من مجيئه باتصال مع مريض كورونا فإنه من المؤكد أن تظهر النتيجة سالبة وعندها يعود لممارسة حياته الطبيعية، لكنه في الواقع هو قد يصاب وتظهر عليه الأعراض المرضية بعد يومين أو ثلاثة أيام وينقل العدوى إلى الآخرين وهو يعتقد بأنه لا يحمل المرض بناء على الفحص الذي أجراه فور انكشافه على مريض مؤكد".

وائل عمري

وأوضح عمري أن "الجمهور لا يعي تماما كيفية التصرف عندما يلتقي الواحد منهم مع شخص مريض، وهذه الأمور بحاجة لتوضيح وتوعية، ونلاحظ أيضا في الناصرة أنه يجب تنظيم محطات الفحص والتطعيم بشكل أفضل، فمعظم الذين يتوجهون لإجراء الفحوصات والتطعيمات يشتكون من الاكتظاظ الذي يحوّل نقاط الفحص إلى بؤر للعدوى بسبب التزاحم، وعدم مراعاة التباعد الجسماني بين شخص وآخر في هذه المراكز والنقاط".

وشدد على "ضرورة الحفاظ على التعليمات التي تلزم المواطنين بوضع الكمامات في الأماكن المغلقة والتباعد المكاني والابتعاد عن الأماكن المكتظة"، لافتا إلى المسؤولية الشخصية لكل فرد في المجتمع بأن يحكّم ضميره قبل أن يتسبب بالعدوى للآخرين.

ورأى عمري أن "معظم الأجسام السليمة تستطيع أن تواجه المرض، لكن هناك بيننا مرضى وكبار في السن قد لا تحتمل أجسامهم العدوى بالمرض، لذلك فإن الالتزام الشخصي يجب أن يتغلب على مسألة الانصياع للتوجيهات والتعليمات التي يبدو أن البعض سئم منها".

ودعا إلى تعزيز الطواقم المساعدة في المدارس، وأن يكون هناك إنصاف في توزيع فحوصات "إنتيجن" على طلاب المراحل التعليمية المختلفة الابتدائية والإعدادية، وألا يُستثنى المعلمون من هذه الفحوصات وأن تتوفر بشكل يكفي للجميع.

قرارات الحكومة ساهمت في حالة اللامبالاة!

وتعقيبا على بلوغ منسوب العدوى في مدينة الناصرة ذروتها، ودور البلدية في معالجة الموضوع قال الناطق باسم البلدية، سالم شرارة، لـ"عرب 48" إن "ما يحدث في الناصرة نراه في كافة البلدات الأخرى، فالعدوى لا تستثني أحدا وتسجّل أرقاما مهولة، إزاء حالة من العجز التام في مواجهة الوباء".

سالم شرارة

وأضاف أن "مراكز التطعيم والفحوصات في الناصرة تعمل دون توقف وتقدم الخدمات للجميع، والبلدية تمتنع في هذه الفترة عن تنظيم أية برامج أو فعاليات جماهيرية قد تتسبب بنقل العدوى بين الناس".

واتهم شرارة حالة البلبلة التي تسود أوساط الحكومة والخبراء ووزارة الصحة بأنها "ساهمت في حالة اللامبالاة بين المواطنين خصوصا بعد تقصير مدة الحجر الصحي إلى 5 أيام، فضلا عن قول الشيء وعكسه في اليوم التالي! فهذا التخبط وهذه البلبلة وعدم وجود تعليمات جديدة نستطيع أن ننقلها للمواطنين تجعلنا نقف موقف المتفرّج وانتظار ما سيحدث في المستقبل".

وأعرب شرارة عن أمله بأن تبدأ هذه الموجة بالتراجع بعد أن بلغت ذروتها، وان تكون هذه الموجة الأخيرة التي تنهي الوباء وتجعله يرحل.

التعليقات