بؤرة استيطانية في عرابة!

دنست مجموعات استيطانية مدينة عرابة، في الآونة الأخيرة، بذريعة زيارة قبري المدعوين "يوحنان بن دوسا" و"روبين"، اللذين جرى دفنهما بمقبرتين في المدينة؛ كما دنست القبور وأقدمت على رش عبارات "الموت للعرب" على السيارات قرب مقبرة الصديق.

بؤرة استيطانية في عرابة!

قبر المدعو "روبين" في مقبرة عرابة (عرب 48)

دنست مجموعات استيطانية مدينة عرابة، في الآونة الأخيرة، بذريعة زيارة قبري المدعوين "يوحنان بن دوسا" و"روبين"، اللذين جرى دفنهما بمقبرتين في المدينة؛ كما دنست القبور وأقدمت على رش عبارات "الموت للعرب" على السيارات قرب مقبرة الصديق.

وكانت اللجنة الشعبية في عرابة قد أحبطت مخططا للسيطرة على مساحة نحو 40 مترا من أرض مقبرة الصديق، حيث خططت هذه المجموعات لشراء منازل قريبة من المقبرة وهو ما قوبل برفض شعبي ورسمي في المدينة.


كما واجهت المقبرة التاريخية الأخرى في منطقة المراح بالمدينة، اقتحامات متكررة بحجة الصلاة عند قبر المدعو "روبين".

وقال عضو اللجنة الشعبية في عرابة، الشيخ مجدي خطيب، لـ"عرب 48" إن "مجموعات صهيونية متطرفة تسعى منذ شهور للسيطرة على مساحة من أرض المقبرة الإسلامية، قرب ما يعرف بقبر ’الصديق’، إذ حضرت بخرائط معدة سلفا لبناء سقيفة في المنطقة مع مقاعد ومطل، غير أننا سارعنا إلى بناء حجارة ودفن أمواتنا في المنطقة التي خططت للاستيلاء عليها ومنعها بذلك من السيطرة على المنطقة".

الشيخ مجدي خطيب

وأضاف أن "مساعي هذه المجموعات لم تتوقف إذ حاولت بناء مرحاض في المقبرة وتصدينا أيضًا إلى هذه المحاولة، ثم حاولت شراء منزلين بالقرب من المقبرة التي لاقت رفضا مطلقا من قبل أصحاب المنازل والعقارات في المنطقة".

ولفت خطيب إلى أن "المجموعات أقدمت على تصرفات مسيئة في المقبرة الإسلامية، إذ بلغ بها الأمر إلى حد الاعتداء على القبور وكتابة شعارات ’الموت للعرب’ وغيرها من الانتهاكات بحق قدسية المكان".

وختم بالقول إن "المقبرة كانت وستبقى إسلامية ولن نسمح لأحد بالسيطرة على شبر واحد منها".

عمر واكد نصار

وذكر رئيس بلدية عرابة، عمر واكد نصار، لـ"عرب 48" أننا "واجهنا منذ شهور مجموعات يهودية متزمتة مارست الإزعاج في محيط منطقة مقبرة الصديق، وعليه قمنا بإغلاق البوابات المؤدية إلى المقبرة وبعد ذلك تواصل معنا ممثلين عن هذه المجموعات وجرى الاتفاق على الدخول بشروط محددة، منها منع إقامة أي بناء حول القبر أو مرحاض وغيره، عدم الدخول بحافلات إلى المنطقة والدخول فقط بتنسيق مسبق وبواسطة سيارة أجرة من سكان المدينة، بناء جدار عال حول القبر لعدم السماح لأي شخص بالدخول إلى منطقة المقبرة الإسلامية وتدنيسها، تركيب كاميرات في المنطقة لرصد تصرفات الزوار المقبرة".

وروى محمد قراقرة عن ذاكرته لحيثيات القضية في حديث لـ"عرب 48" بالقول "قبل العام 1964 كنا نعرف المنطقة بقبر الصديق دون معرفة وجود قبر وهي تقع تحت شجرة البطم العملاقة، ومع تأسيس المجلس المحلي في عرابة في العام 1964 جاءت جمعية تدعى ’الحفاظ على الأماكن المقدسة اليهودية’ وعرضت ميزانيات وحصلت على إذن العثور على القبر وبدأت الحفر تحت شجرة البطم العملاقة بواسطة عمال من البلدة وجرى العثور على قبرين حينها".

محمد قراقرة

وتابع "وفقا لشيوخ البلدة في حينه فإن القبور لم تكن إسلامية نظرًا لوجهتها، فيما لم تذكر أي مصادر تاريخية عربية جذور هذا القبر، وعرف آنذاك على أنه قبر ’يوحنان بن دوسا’ أحد تلامذة ’يوحنان بن زكاي’ من الناجين اليهود أثناء قمع الرومان لتمرد اليهود في المئة الأولى بعد الميلاد".

وختم قراقرة بالقول "حسب ما ذكر فإن صاحب القبر المذكور الذي جاء إلى عرابة وسكنها لم يولد فيها، وكذلك لم يتشكل تجمعا يهوديا في عرابة ما بعد المئة الأولى آنذاك".

التعليقات