الطلاب العرب في أوكرانيا: الجامعات ترفض التعليم عن بعد ونخشى نشوب الحرب

ازدادت مخاوف الطلاب العرب في جامعات أوكرانيا وعائلاتهم من البلاد، بفعل التوتر المتصاعد على الحدود الروسية – الأوكرانية، واحتمال اندلاع الحرب بين الدولتين، في الأيام الأخيرة.

الطلاب العرب في أوكرانيا: الجامعات ترفض التعليم عن بعد ونخشى نشوب الحرب

مظاهرة في كييف ضد الحرب (أ ب)

ازدادت مخاوف الطلاب العرب في جامعات أوكرانيا وعائلاتهم من البلاد، بفعل التوتر المتصاعد على الحدود الروسية – الأوكرانية، واحتمال اندلاع الحرب بين الدولتين، في الأيام الأخيرة.

ويدرس في أوكرانيا نحو ألفي طالب عربي من مختلف البلدات العربية في البلاد، الطب العام والأسنان والبيطرية وغيرها، يخشون العودة إلى البلاد أو البقاء في أوكرانيا، بسبب رفض الجامعات منظومة التعليم عن بُعد.

وكان عدد من الطلاب العرب قد عادوا إلى البلاد، حديثا، خشية اجتياح روسي لأوكرانيا.

وكان مستشار الأمن القومي الأميركي، جيك سوليفان، قد صرّح، يوم الجمعة الماضي، بأن التقديرات تشير إلى أن القوات الروسية قد تجتاح أوكرانيا قبل انتهاء الألعاب الأولمبية الشتوية في بكين في 20 شباط/ فبراير الجاري.

وقال طالب الطب - سنة رابعة في أوكرانيا، مروان حاج، من قرية دبورية، لـ"عرب 48" إن "الأجواء والحياة هادئة وطبيعية جدًا في أوكرانيا، وكأنه لا توجد حرب. والشعب الأوكراني يقول إنه لن تكون حرب، لأن الأوكرانيين والروس شعب واحد".

وأضاف أنه "نتواصل نحن الطلبة العرب في مدينة دنيبروبتروفسك، وقمنا بإرسال كتاب إلى السفارة الإسرائيلية في أوكرانيا، وذلك من أجل تحويل التعليم عن بعد، حتى يتسنى لنا العودة إلى البلاد، لكن الجامعة رفضت هذا الطلب، وقالت إنها ستُبقي التعليم وجاهيا وليس عن بعد".

الطالب مروان الحاج

وأشار الحاج إلى أن "أكبر المسؤولين في الجامعة أصدر تقريرًا موجهًا إلى الطلبة الأجانب قال فيه إن 'طلبة الطب لديهم وعي كبير، ومن المهم عدم الانجرار وراء الأخبار الزائفة' وذلك حسب ما جاء في بيان المسؤول في الجامعة، ونوه بأنه لا يوجد أي طلب يحث على التعليم عن بعد من السفارة الإسرائيلية ووزارة التربية في أوكرانيا. قمنا بتحويل بيانات السفارة الإسرائيلية والوزارة إلى الجامعة من أجل التأكيد بأن الحكومة تحثنا على العودة إلى البلاد، لكننا حتى اللحظة لم نتلق أي رد من الجامعة".

وعن التعليم عن بعد، قال إنه "في حال تغيبنا عن الجامعة سنتعرض للفصل الأمر الذي سيؤدي إلى إجبارنا على إعادة سنة تعليمية، وهذا سيكلفنا من الجانب الزماني والاقتصادي، بالإضافة إلى ذلك معظم الطلبة في حالة نفسية لا يحسدون عليها بسبب التخبطات الكثيرة، والخوف من الحرب، وخسارة التعليم في الجامعة. التعليم طيلة السنوات السابقة كان عن بعد بسبب عدوى كورونا، ما الذي تغير الآن، ولماذا لا تريد الجامعة التعليم عن بعد؟ لقد كانت معتادة على ذلك بسبب انتشار فيروس كورونا، وكانت تجربة طويلة".

وختم الطالب الحاج بالقول إن "وكلاء مكاتب التسجيل يتواصلون مع السفارة وأيضًا مع أعضاء الكنيست العرب، من أجل إيجاد حل لهذه المعضلة المتعلقة بالطلبة، ومهم جدًا التواصل مع الطلبة، إذ أن عددا كبيرا من الطلبة يتواجد في مناطق بعيدة عن المطارات، ومن الصعب عليهم الوصول للمطارات، في غضون ساعات، من أجل العودة للبلاد. حجزت تذكرة طيران وسأعود، اليوم، إلى البلاد بواسطة الطائرة، ولكنني كنت مترددا بسبب عدم وجود قرار نهائي من الجامعة بشأن التعليم عن بعد".

وفي ذات السياق، قال طالب الطب، سيف زيتاوي، من قرية زلفة، لـ"عرب 48" إن "الحياة طبيعية جدًا في أوكرانيا، إذ أن الشعب الأوكراني يتواجد في المقاهي والمجمعات التجارية والشوارع وغيرها بصورة اعتيادية، ومن جانب الشعب الأوكراني فإن الحرب نفسية وإعلامية فقط".

وأضاف أنه "نريد العودة إلى البلاد لأنه في نهاية المطاف هذه حرب، لكننا أيضًا لا نريد أن نخسر سنة تعليمية كاملة، ومن المهم أن يصدروا قرارا رسميا من الجامعات يسمح لنا بالعودة إلى بلادنا".

وأشار إلى أنه "سنجتمع مع عميد الجامعة بهدف بحث قرار العودة إلى البلاد، بسبب التوترات على الحدود مع روسيا، ونتمنى أن يكون القرار رسميا من العميد بهذا الصدد".

الطالب رشاد الحلو

وشدد الطالب زيتاوي بأنه "لا نريد أن يتم فصلنا من الجامعات بسبب عودتنا إلى البلاد، وبحال تم فصل الطلبة فإن هذا أمر معقد جدًا، وسيضر الطلبة بشكل كبير جدًا، إذ أننا نريد العودة للبلاد، لكن بشرط إكمال التعليم عن بعد، وعدم فصلنا من الجامعة".

وقال طالب الطب، رشاد الحلو، من مدينة عرابة، لـ"عرب 48" إن "التصريحات التي يدلي بها رئيس الوزراء في أوكرانيا والقادة تشير إلى أن ما يحصل هو تضخيم وتهويل إعلامي، ومن الممكن أن تكون هذه التصريحات من أجل تهدئة الشعب والمواطنين. والحياة فعلاً في المدن طبيعية جدًا وكأن التوتر على الحدود غير موجود".

وأوضح أنه "تواصلنا مع الجامعة، وقمنا بشرح التصريحات التي تدلي بها السفارة والخارجية في البلاد، لكن الجامعة ردت بأن الحياة طبيعية، وأن التعليم سيكون كالمعتاد وجاهيًا. كنا قد بعثنا بالتصريحات والبيانات من السفارة والخارجية إلى الجامعات، لكن حتى اللحظة ننتظر الرد بشأن التعليم".

وتطرق الطالب إلى الأجواء السائدة بين الطلاب، وقال إن "هناك البعض من الطلاب يشعر بالخوف والتوتر، والبعض الآخر غير مهتم، وباعتقادي إن سبب الخوف هو التضخيم في الإعلام، وأيضًا قلق الأهالي بشكل كبير على أولادهم".

وختم الحلو بالقول إنه "لغاية الآن، لم أحجز تذكرة طيران للعودة إلى البلاد، إذ أنه من المهم أن أوضح أن عدد الطلبة العرب هنا والجالية الفلسطينية بالتحديد قليلة مقارنةً بالجالية المغربية والجاليات العربية الأخرى، ومن المستبعد أن تبدأ الحرب دون إعادة المواطنين والطلبة إلى بلادهم".

التعليقات