أم الفحم: لجنة نسائية للسلم الأهلي سعيا لـ"كبح الجريمة في مهدها"

شكلت مجموعات نسوية تنشط في مدينة أم الفحم، لجنة نسائية لإفشاء الصلح والسلم الأهلي بين الأهالي في المدينة، لتوحيد جهود الإصلاح النسوي تحت مظلة واحدة من أجل العمل في إطار جماعي ومنظم على إصلاح ذات البين بين الأفراد لفض النزاعات.

أم الفحم: لجنة نسائية للسلم الأهلي سعيا لـ

فحماويات يتظاهرن ضد العنف والجريمة (أرشيف "عرب ٤٨")

شكلت مجموعات نسائية تنشط في مدينة أم الفحم، لجنة نسائية لإفشاء الصلح والسلم الأهلي بين الأهالي في المدينة، لتوحيد جهود الإصلاح النسوي تحت مظلة واحدة، من أجل العمل في إطار جماعي ومنظم على إصلاح ذات البين بين الأفراد لفض النزاعات.

وجاءت فكرة تشكيل لجنة الصلح النسائية في أم الفحم، في وقت ازدادت فيه جرائم القتل في المدينة خلال الأعوام الأخيرة (10 ضحايا في جرائم قتل مختلفة خلال العام 2021)، وذلك في محاولة لمواجهة الجريمة عبر معالجة المشاكل قبل تفاقهما.

وتتكون اللجنة من مجموعة نساء من مختلف الأحياء في المدينة، إذ تعمل اللجنة على إرشاد النساء وتأهيلهن عبر مساقات ودورات مختلفة، وذلك بهدف المساهمة في خوض واتباع مسارات الصلح.

سعدة ياسين خطيب

وفي هذا السياق، تحدث "عرب 48" مع مستشارة شؤون المرأة ومديرة المنتدى النسائي في مدينة أم الفحم وعضو اللجنة النسائية للصلح، سعدة ياسين خطيب، التي أوضحت أن "فكرة تشكيل اللجنة تطورت من خلال جلسات المجلس النسائي، إذ تم اختيار اللجنة بالتشاور مع رئيس بلدية أم الفحم، د. سمير محاميد".

وأوضحت أن اللجنة تهدف إلى توحيد جهود "النساء اللواتي يعملن بشكل فردي على الإصلاح، ومن هنا جاء اقتراح إنشاء لجنة نسائية لإصلاح ذات البين، بالإضافة إلى اللجنة الرجالية التي تعمل بشكل واسع. ارتأينا تشكيل اللجنة للدفع بجهود النساء اللواتي ينشطن في هذا المجال. وكان المحفز الأكبر لتشكيل اللجنة، جرائم القتل التي حدثت خلال السنة الأخيرة في أم الفحم".

وشددت ياسين على ضرورة توحيد الجهود والعمل الوحدويّ لذات الغاية، الأمر الذي يمنع تصادم الجهود، ولفتت إلى الشراكة مع "‘البلد الآمن‘ (مشروع تابع للبلدية) لدعم المجتمع الفحماوي، بات هناك مواءمة بين المنتدى النسائي والبلد الآمن، وهنا أصبح العمل مشترك على إنشاء لجنة إصلاح ذات البين، ومن هنا أقمنا اللجنة النسائية من أحياء مختلفة، وتضم مجموعة نساء من كل حي في المدينة، تم تأهيلهن من خلال دورات مختلفة".

والبلد الآمن أو الحصانة المجتمعية هو مشروع تابع للبلدية، ويعمل على زيادة الحصانة المجتمعية، بعد الدخول في صدمات وأزمات في المجتمع، خاصة بعد جرائم القتل التي مرت بها مدينة أم الفحم، إذ يعمل على إعادة المجتمع إلى المكان الصحيح. وبعد تلقي المعالجة، يعمل على عدة برامج منها المحور الرياضي، والمشاريع الجماهيرية والتي تشرك الجمهور في المشاريع، وتعمل على زيادة الوعي من خلال محاضرات وأفلام.

والحصانة المجتمعية، تشمل قضية السلم الأهلي والتخصص في المشاكل في قضايا العنف والصراعات المفتوحة بين الأطراف لحلها، وكذلك داخل المدارس، وخاصة التي يوجد فيها نسبة عنف كبيرة وتسرُّب من المدرسة، إذ يعمل على علاجها.

وأوضحت ياسين أن اللجنة تعمل على توجيه أصحاب الشكاوى والمظالم أو "من هي بحاجة لحل مشكلة ما، إلى الشخص المتخصص، بناءً على الحي التي تسكن فيه، إذ أننا كنساء نعمل منذ عقود، كانت تتوجه لنا سيدات، تواجه مشاكل مختلفة، كنا نوجه النساء من خلال الإرشادات السليمة ونحاول التدخل، وهنا رأينا ضرورة العمل في إطار متخصص".

وقالت ياسين: "نجحنا في تحقيق الصلح فعليا بين الأفراد في المجتمع الفحماوي في عدد كثير من القضايا، ونحن بصدد حل نزاعات أخرى"، ورأت ياسين أن نجاح اللجنة من شأنه أن "يشكل بارقة أمل لنساء في بلدات أخرى، ونحن على اتم استعداد لتوجيه النصائح لتشكيل لجان صلح نسائية". وفي إطار التعاون بين "البلد الآمن" في مدينة أم الفحم والمنتدى النسائي، قالت العاملة الاجتماعية، لينا إغبارية، إنه "تم تشكيل لجنة إفشاء السلام النسائية في مدينة أم الفحم بالتعاون بين المنتدى النسائي والبلد الآمن في المدينة وقسم الرفاه"، وأوضحت أنه "تم اختيار النساء من مختلف الشرائح، ومن بين النساء ربات بيوت، نساء حاصلات على تأهيل علمي وناشطات، ويكون التعاون من خلال بناء برامج، لمشاريع ودورات تأهيلية لمساعدة النساء في حل المشاكل".

لينا إغبارية

وبخصوص المشاكل الزوجية، أوضحت إغبارية أن "اللجنة تساعد في حل المشاكل الزوجية بشكل كبير، وخاصة في ما يتعلق بتوجهات النساء للشرطة أو الملجأ الآمن بسبب الخطر على حياتهن، وهنا يكون دور النساء في اللجنة حل النزاع ضمن إطار العائلة، وأيضًا تأمين مكان آمن للنساء".

وعن تأهيل النساء في اللجنة، أعربت إغبارية أن "النساء تم اختيارهن وفقًا لمعايير معينة تدل على تمكنهن من حل المشاكل، بالإضافة إلى ذلك شاركت النساء في دورات تأهيلية، والآن نحن بصدد بناء مشاريع اجتماعية في الأحياء، والتي تتلاءم مع كل حي، إذ أن التعاون لا يقتصر فقط على لجنة إفشاء السلام إنما على عدة برامج، ومنها تكوين لجان نسوية تهدف إلى نشر الوعي ونقل صورة الأوضاع داخل الحي، وتقديم الخدمات اللازمة للحي وفقًا لاحتياجاته".

وشددت إغبارية على الدور المركزي للنساء في حل المشاكل ومنعها، ودعت "كل سيدة تواجه مشاكل التوجه للجنة الصلح النسائية، وذلك من أجل التوجيه الصحيح منعا لوقوع جريمة". ولففت إلى "دور النساء الفعال، وخاصة في الأحياء، حيث أن النساء يعرفن خلفيات كل عائلة وبهذا يكون الوصول إلى الحلول أسهل".

الحاجة عطاف جباري

من جانبها، أوضحت عضو لجنة إفشاء السلام، الحاجة عطاف جبارين، أن اللجنة تتعامل مع مختلف الخلافات التي تردنا. تصلنا العديد من المشاكل بفضل مواقع التواصل الاجتماعي، ومن بينها: حرمان المرأة من حقها بالميراث، بالإضافة إلى ذلك المشاكل بين الأزواج، ومن ضمنها مشاكل الزواج القسري أو بالإكراه، ومن بين القضايا التي نتعامل معها الخلافات البسيطة بين الجيران على مسائل مثل رمي القمامة ومواقف المركبات" وهي مشاكل أحيانا ما تطورت لينتج عنها جرائم عنيفة.

وأضافت جبارين "إننا في اللجنة نتعامل مع قضايا تخص الأزواج ونحاول حل الخلافات عن طريق الإرشادات، لمنع تطور المشاكل الزوجية وعدم الوصول إلى نتائج غير مرضية للطرفين كالطلاق مثلًا". وحول مدى نجاح اللجنة في تحقيق الصلح وحل القضايا التي تخوض فيها، أوضحت جبارين أن "اللجنة تنجح عادة في إعادة العلاقات إلى مسارها الصحيح".

وفي ما يتعلق بتقاطع عمل اللجنة مع لجنة الصلح الرجالية، أشارت جبارين إلى "تعاون" بين الجهتين، خاصة "في القضايا الكبيرة والتي تشمل جرائم قتل وعنف، إذ توجهت لنا نساء قد ظُلمن بسبب أنهن على صلة قرابة بطرف متخاصم ومنعن من الخروج من المنزل، وقد حرقت منازلهن وتعرضن للأذى".

التعليقات