عائلة الأسير زياد جبارين: ننتظر تحرر ابننا بعد 20 عاما

على عتبة البيت حيث اعتقل ابنها منها قبل 20 عامًا، تجلس الحاجة عفيفة جبارين من أم الفحم وهي تنتظر ابنها زياد جبارين (54 عاما) الذي سيعانق الحرية غدا، الخميس، وإلى جانبها

عائلة الأسير زياد جبارين: ننتظر تحرر ابننا بعد 20 عاما

العائلة تتجهز لاستقبال ابنها الأسير زياد جبارين (عرب 48)

على عتبة البيت حيث اعتقل ابنها منها قبل 20 عامًا، تجلس الحاجة عفيفة جبارين من أم الفحم وهي تنتظر ابنها زياد جبارين (54 عاما) الذي سيعانق الحرية غدا، الخميس، وإلى جانبها أحفادها وأبنائها وبناتها وهم ينتظرون ويجهزون لاستقباله.

وبعينين مليئتين بالدموع ووجه أنهكه لوعة الانتظار، تستذكر والدة الأسير زياد جبارين اللحظات الأخيرة قبل اعتقال ابنها قبل 20 عاما، وهو متزوج وأب لخمسة أبناء وبنات.


وفقد الأسير جبارين ابنه البكر محمود قبل نحو عام ونصف في حادث طرق بمنطقة النقب، جنوبي البلاد، دون أن تسمح له السلطات الإسرائيلية رؤية ابنه للمرة الأخيرة قبل دفنه.

ومما يذكر أن جبارين اعتقل في العام 2002 بعدما نسبت إليه تهما أمنية مختلفة.

وبهذا الصدد، استهلت والدة الأسير جبارين حديثها لـ"عرب 48" بالقول "أحمد الله كثيرا أن زياد سيتحرر من الأسر، ليعود إلى أحضان العائلة بعد قضاء 20 عاما في السجون الإسرائيلية، حيث لم تكن هذه السنوات سهلة أبدا علينا ولا نتمنى أن يمر فيها أي شخص".

وأضافت "خلال قضاء محكومية ابني، لم يعتب علينا أي سجن من أقصى الشمال وحتى الجنوب، حيث كنا نزوره في مختلف السجون الإسرائيلية ناهيك عن المسارات القضائية الطويلة التي كنا قد خضناها".

والدة الأسير زياد جبارين تنتظره على عتبة المنزل

الحرية للأسرى

ولفتت إلى أنها تنتظر هذه اللحظات منذ سنوات طويلة، وأتمنى أن ينال كل الأسرى الحرية، إذ أنه ليس من السهل أن تحرم الأم من ابنها وأتمنى أن تنعم كل أمهات الأسرى بهذه اللحظات".

وحول التضييقات تطرقت بالقول إلى أنه "في السابق كانت الإجراءات أسهل من اليوم، إذ كان يسمح لنا بإدخال زيت الزيتون وأمور بسيطة أخرى، لكن في السنوات الأخيرة جرى تشديد الإجراءات بشكل صارم ومُنعنا من إدخال أي شيء لابني".

وفي سياق المأكولات التي يحبها زياد، قالت إنه "كان يحب الأكلات الشعبية الفلسطينية، ومن ضمنها ’المفتول’ و’المسخن’ و’الرز واللبن’، هذه أحب الأكلات لديه وأقوم بتحضيرها له".

وختمت جبارين بالقول إن "زياد ينتظر بفارغ الصبر اللحظة التي يتم فيها فتح باب السجن والعودة إلى أحضان عائلته".

جهاد جبارين

تجربة جديدة ومجهولة

وذكر شقيق الأسير، جهاد جبارين، لـ"عرب 48": "نحمد الله الذي أوصلنا إلى اليوم الذي سنرى فيه شقيقي خارج السجون الإسرائيلية بعد 20 عاما قضاها في الأسر، على أمل أن تكتمل هذه الفرحة عندما يعانق جميع الأسرى الحرية، فالمعاناة التي يتكبدها الأسرى وأهاليهم كبيرة ونحن ننتظر بفارغ الصبر حتى نحتضن شقيقي زياد".

وأشار إلى أن "العائلة دخلت فترة ومرحلة جديدة منذ أسر شقيقي، إذ أننا لم نكن نعرف أي شيء داخل السجون وبدأنا تجربة جديدة كانت مجهولة بالنسبة لنا، سيما وأننا لم نكن نعرف شيئا عن وضع شقيقي الصحي والنفسي، وخلال فترة أسره زرنا نحو 10 سجون، وكل منها لها طرق خاصة بالزيارات والإجراءات، الأمر لم يكن سهلا أبدا".

وأوضح أننا "كنا نتواجد في السجون منذ ساعات الصباح الباكر ولمدة ساعات طويلة من أجل زيارة مدتها 30 دقيقة فقط، دون النظر إلى أنه كان يتواجد رفقتنا أطفال في البرد والأجواء الحارة، ولم يأخذوا ذلك في الحسبان أبدا وكانت المعاناة على الأسرى وعائلاتهم صعبة".

ونوه إلى أن "الفترة الأخيرة في أسر زياد لم تكن سهلة أبدا، حيث شهدت إجراء تعديلات على الزيارات والتي لم تكن لمصلحة الأسرى وأهاليهم".

أفراد عائلة الأسير ينتظرون حريته بفارغ الصبر

مماطلة وحرمان من نظرة الوداع على ابنه

وزاد جبارين قائلا "قبل عام وبضعة شهور توفي ابن شقيقي البكر إثر تعرضه لحادث طرق أليم في منطقة النقب، وبدورنا قدمنا طلبا حينها من أجل السماح لشقيقي برؤية ابنه الذي كان يرقد في المشفى بحالة خطيرة آنذاك".

وأردف "حينها وافقت المحكمة على طلبنا غير أن مصلحة السجون ماطلت على مدار 3 أيام بمنع شقيقي من رؤية ابنه قبل أن يفارق الحياة، وبعد إعلان وفاته الساعة الثالثة فجرا قررت مصلحة السجون السماح لشقيقي رؤية ابنه الساعة الثامنة صباحا، وهنا بدأت المماطلة بشكل أكبر، إذ تم إخراجه من السجن وكنا نتوقع إحضاره للمنزل لكن للأسف جرى نقله إلى سجن آخر رغم قرار المحكمة آنذاك القاضي بخروجه وإلقاء نظرة الوداع على نجله".

وأكمل أن "الوضع حينها كان صعبا جدا بسبب التخبط بين الدفن والانتظار حتى يتم إحضار شقيقي لرؤية ابنه، وبعد انتظارنا لساعات طويلة قمنا بدفن ابن شقيقي الساعة الثامنة مساء، حيث زاد وجعنا أكثر حينها بسبب اللعب بمشاعرنا في أصعب المواقف".

وحول استعدادات العائلة، قال إننا "سنستقبل شقيقي بالشكل الذي يليق به، بعد معاناة وسنوات طويلة داخل السجون، إذ سنسعى لتعويضه عن كل السنوات التي قضاها في الأسر".

وأنهى جبارين بالقول "أتوجه لكل شخص يستطيع مساعدة الأسرى وعائلاتهم ألا يتردد في ذلك، لأن المعاناة يشعر بها فقط الأسرى وذويهم الذين يتذوقون المرارة على كافة الأصعدة خصوصًا العائلات التي يوجد بها أطفال للأسرى من حيث نقلهم وانتظارهم لساعات طويلة في أحوال الطقس المختلفة من أجل رؤية آبائهم في السجون بزيارة تقدر بنصف ساعة فقط".

مراد جبارين

التلاعب بمشاعرنا

ومن ناحيته، أعرب ابن الأسير، مراد جبارين، في حديث لـ"عرب 48" عن سعادته بتحرر والده بالقول إن "السنوات التي مرت علينا لم تكن سهلة أبدا، وعندما سُجن والدي كنت أبلغ 7 سنوات من العمر، حيث حرمت من حنان الأبوة، ونحن ننتظره حريته على أحر من الجمر".

وأضاف "تمنيت لو كان والدي بالقرب منا خصوصا في الأوقات الصعبة ومنها وفاة شقيقي محمود في حادث طرق، وما زاد تلك الأوقات هي التلاعب بمشاعرنا وأحاسيسنا من قبل مصلحة السجون التي رفضت إخراج والدي من أجل إلقاء نظرة الوداع على شقيقي، ما زاد وجعا على وجعنا".

وختم جبارين بالقول "لحظات الانتظار والأيام الأخيرة التي عشناها أصعب من سنوات السجن، والآن نحن بانتظار حرية والدي ونتمنى ألا تكون أي إعاقة لتحرر والدي غدا من قبل مصلحة السجون".

التعليقات