"شروة" رمضان في الناصرة: تضاعُف الأسعار وتراجُع في الطلب

خلافا لسنوات سابقة، لم تشهد بداية شهر رمضان، حركة تجارية وشرائية نشطة في الناصرة، وتكاد تكون شوارع المدينة ومحلاتها التجارية، خالية من الحركة في معظم ساعات النهار، فيما يرجّح بعض أصحاب المحال والبائعين، أن سبب ذلك يعود إلى موجة الغلاء

جانب من أسواق الناصرة ("عرب 48")

خلافا لسنوات سابقة، لم تشهد بداية شهر رمضان، حركة تجارية وشرائية نشطة في الناصرة، وتكاد تكون شوارع المدينة ومحلاتها التجارية، خالية من الحركة في معظم ساعات النهار، فيما يرجّح بعض أصحاب المحال والبائعين، أن سبب ذلك يعود إلى موجة الغلاء التي تشهدها البلاد، منذ بضعة أشهر.

ومن أبرز الظواهر التي ترافق "شروة" رمضان هذا العام، عزوف المستهلك العربي متوسط الدخل عن منتجات عدّة، من ضمنها المشروبات الخفيفة المحلّاة، والأدوات البلاستيكية التي ارتفع سعرها بشكل كبير.

وقال سامر فلش، وهو أحد أصحاب شبكة "سوبر ماركت فلش" للمواد الغذائية والتموين في الناصرة ويافة الناصرة، في حديث لموقع "عرب 48" إن "الشروة الرمضانية لم تعد كما كانت في سنوات سابقة، وإنه طرأ تراجع على هذه الشروة حتى في بعض الأمور الأساسية، مثل الأدوات والأواني أحادية الاستعمال، فقد تراجع الطلب عليها بنسبة لا تقل عن 80%، بعد أن تضاعف سعرها بمرتين أو ثلاثة خلال الأشهر الأخيرة".

وأضاف فلش: "كذلك الأمر بالنسبة للمشروبات الخفيفة التي فُرضت عليها ضريبة سكّر، إذ تراجع الطلب عليها بشكل بارز، ولم يعُد الطلب عليها كما كان في الأعوام الماضية، حين لم يكن ثمن السداسية منها يتجاوز الـ35 شيكلا، ليصل اليوم إلى 55 شيكلا. أما الكؤوس والصحون البلاستيكية (أحادية الاستعمال) فقد كانت تُباع المائة منها بثلاثة شواكل، لترتفع اليوم إلى 6 شواكل، لذلك تراجع الطلب عليها بشكل كبير جدا كالمشروبات الخفيفة المحلّاة".

سامر فلش

وردًّا على سؤال حول كيفية استعاضة المستهلك عن هذه المنتجات، قال فلش: "نلاحِظ مثلا زيادة الطلب على مشروب الصودا غير المحلّى، والمشروبات الخفيفة الخالية من السكّر، بدلا من المشروبات الغازية المحلاة، وكذلك ازداد الطلب على شراء المياه للشرب. أما في الجانب المتعلق بالأواني والأدوات أحادية الاستعمال فتُستبدل بطبيعة الحال بالأواني الزجاجية المتوفرة في كل بيت عربي بكثرة".

وأضاف فلش: "هنالك العديد من المنتجات الأخرى التي ارتفع سعرها ولكن بشكل معقول، ولم يتراجع الطلب عليها، لسببين؛ أولا لأنها منتجات أساسية كالطحين والسكّر والزيوت، وثانيا لأنه لا بديل عنها في السوق، فلا تتوفّر بدائل لزيت الذرة وزيت عبّاد الشمس، والغلاء يشمل جميعها، وسبب الغلاء يعود إلى الحرب الروسية على أوكرانيا بوصفهما مصدرا أساسيا للزيوت، وقد ارتفع سعر كرتونة الزيت من 30 شيكلا إلى 40 و50 شيكلا".

("عرب 48")

ولا يتوقّع فلش تراجع الأسعار وعودتها إلى ما كانت عليه قبل الحرب، بل يتوقّع أن يطرأ ارتفاع على أسعار المواد الأخرى، لأنها متعلّقة جميعها بغلاء المواد الأساسية.

وأضاف فلش: "نحن نبذل كل جهد في سبيل التوفير على المستهلك، لكي لا يشعر بموجة الغلاء هذه، ونكرّس الكثير من الجهد والوقت ونبحث عن بدائل مقابل الوكلاء، لكي نحصّل أفضل سعر للمستهلك".

اقرأ/ي أيضًا | خطبة منصور عباس... رمضان في سياق "العنف"

أما في سوق جمعة الشعبي للخضار والفاكهة، في منطقة "الكراجات" في المدينة، فالأمر لا يختلف كثيرا إزاء موجة الغلاء التي تجتاح سوق الخضار أيضا. وقال البائع ماجد كحلة في حديث لموقع "عرب 48" إن "اليومين اللذين سبقا شهر رمضان المبارك، شهدا حركة تجارية نشطة، لكننا اليوم نشهد موجة غلاء حادة تضاعَف معها سعر البندورة على سبيل المثال، من 7 شواكل إلى 14 – 15 شيكلا، ولذلك تراجع الطلب عليها بمقدار الربع تقريبا".

وأضاف كحلة أن "العائلة التي كانت تستهلك 10 كيلوغرامات من الخضار والفاكهة التي ارتفعت أسعارها، أصبحت تكتفي اليوم بثلاثة كيلوغرامات من الصنف ذاته، كذلك نشهد تراجعا في الحركة التجارية بوجه عامّ".

وعن أصناف الخضار التي ارتفعت أسعارها بشكل ملحوظ، أفاد كحلة بأن البندورة والخيار والقرع الذي تضاعف سعره كذلك، من ضمنها، لافتا إلى أن بقية أصناف الخضار شهدت ارتفاعا في الأسعار، ولكن بنِسَب متفاوتة.

وأضاف: "أحيانا نضطر إلى البيع بخسارة (أقل من سعر التكلفة) فقط من أجل التخفيف على جيب المستهلك والحفاظ عليه ولكسب ثقته في سوقنا، وبعض الأصناف نبيعها بسعر التكلفة دون ربح أو خسارة إلى أن يأتي الفرج بإذن الله".

("عرب 48")

وسجلت أسعار الخبز في الأسابيع الأخيرة ارتفاعا تزامَن مع ارتفاع أسعار الطحين، وقد اعتاد المستهلك في الناصرة والمنطقة على شراء 10 أرغفة من الخبز بعشرة شواكل، لكن بعد موجة الغلاء الأخيرة، صار ثمن الثمانية أرغفة من الخبز بعشرة شواكل.

فيما يقول أبو حسين حسن، صاحب "مخبز أبو الشاكر" في الناصرة، إنه يرفض رفع سعر الخبز تضامنا مع المستهلك الذي يرزح تحت وطأة موجة ارتفاع الأسعار الحادّة.

وذكر حازم حسن، نجل صاحب المخبز، في حديث لموقع "عرب 48": "نحن لم نرفع أسعار الخبز ومشتقاته، علما بأن تكلفة مواد الإنتاج ازدادات، لكننا ما زلنا نبيع 12 رغيف من الخبز بعشرة شواكل، وكذلك خبز الصمون الـ12 منها بعشرة شواكل".

وأضاف حازم: "هذا القرار نابع من حسن نية وللتخفيف على الزبائن والمستهلكين، بعد أن ازدادت عليهم أسعار المواد الغذائية الأساسية كالحليب والزيت والمشروبات، وغيرها".

التعليقات