"قضايا التعليم": نرفض أي تدخل لأي جهاز أمني في التعليم العربي

أعربت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، عن رفضها لأي تدخل من قبل أي جهاز أمني في المدارس العربية، ومراقبة وتعقب المعلمين العرب.

(توضيحية - أرشيف عرب 48)

أعربت لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، عن رفضها لأي تدخل من قبل أي جهاز أمني في المدارس العربية، ومراقبة وتعقب المعلمين العرب.

جاء ذلك إثر اتفاق بين وزارة التربية والتعليم الإسرائيلية وجهاز الأمن العام (الشاباك) على أن ينقل الأخير إليها مباشرة معلومات حول معلمين عرب يعبرون عن مواقف سياسية، بزعم أنهم "يؤيدون أو ضالعون في نشاط إرهابي"، حسبما ذكرت الإذاعة العامة الإسرائيلية "كان" أمس، الإثنين.

ورأى عدد من المهتمين أن هذه الخطوة تعود على نفسها كما كانت في السابق، والتي لا زال بعض المعلمين يدفعون ثمنها لغاية اليوم.

واستعرض رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي، د. شرف حسان، في حديثه لـ"عرب 48" مخاطر عودة هذا التدخل الأمني من قبل جهاز الأمن العام (الشاباك) في شؤون جهاز التعليم العربي، وقال إنه "نرفض أي تدخل للشاباك وللأمن في التعليم العربي، فنحن ما زلنا ندفع ثمن هذا التدخل منذ قيام الدولة العبرية ولغاية اليوم، والذي ترك آثارا وخيمة على مسيرة التعليم العربي".

شرف حسان


وأضاف أنه "خضنا نضالا جماهيريا وقانونيا، على مدار أعوام طويلة، لمنع تدخل الشاباك في التعيينات في جهاز التعليم. ونرفض أي تدخل لأي جهاز أمني في التعليم العربي، كما نرفض التحريض على المعلمين والمعلمات العرب لأهداف سياسية ولصالح أطراف تحرض على العرب دون توقف داخل الحكومة وخارجها".

وذكّر حسان بأنه "ما زلنا نعاني لغاية اليوم من تعيينات سياسية غير مهنية بسبب تدخلات لجهات أمنية وسياسية في جهاز التعليم العربي. قبل حوالي عقد ونصف أثمر هذا النضال، وبشكل خاص بعد التماس مركز 'عدالة'، بوقف وجود تمثيل للشاباك في لجان التعيين، وننحن نؤكد رفضنا العودة إلى الوراء. وعلى الرغم من هذا الإنجاز فإننا لا نوهم أنفسنا بتحرير التعليم العربي من عبث الاعتبارات الأمنية والسياسية، فما زال جهاز التعليم العربي يعيش وضعية استغلاله كأداة للسيطرة".
ولفت إلى أن "لجنة متابعة قضايا التعليم العربي مع مركز عدالة بصدد دراسة ما نُشر، وسنقوم باتخاذ الإجراءات المطلوبة بعد الاطلاع على التفاصيل. نُشر قبل حوالي سنتين عن جلسات للشاباك مع مدير عام وزارة التربية والتعليم بشأن التعليم العربي، وقمنا بالاحتجاج على ذلك ووجهنا رسائل قانونية من خلال مركز عدالة. ما نُشر يثير القلق خصوصا أن الرواية الإسرائيلية والتعريفات للإرهاب قد تشمل آراء سياسية شرعية وديمقراطية، ومجرد هذا النشر له أثر سلبي على المعلمين والمعلمات، وبالذات لأن ثقافة الخوف ما زالت قائمة عند قسم من المعلمين والمديرين على الرغم من أنها في انحسار. ظاهرة استدعاء معلمين عرب للمساءلة عن أنشطة يسمح بها القانون ما زالت قائمة، ومثل هذه الممارسات قد تزيد من هذه الظاهرة، على الرغم من عدم صلتها من قريب أو بعيد بالأمن وبالادعاءات الأمنية".

ورأى رئيس لجنة متابعة قضايا التعليم العربي أن "هناك محاولة، على ما يبدو، لاستغلال بعض الأحداث لإعادة الشرعية لتدخل الشاباك بشكل رسمي، واستغلال الأحداث لأهداف سياسية مرفوضة، والتأثير على وعي المعلمين والمعلمات. وهنا جدير بالإشارة إلى أنه في الوقت الذي يعيش التعليم العربي حالة الضبط والسيطرة يجري تجاهل حالات التحريض العنصري في جهاز التعليم العبري وحتى مشاركة معلمين في أعمال عنيفة. نعمل على تدعيم المعلمين العرب، ورفع الوعي، من خلال إقامة منتديات للمعلمين، وتنظيم التربويين، والتأثير على الخطاب التربوي، وزيادة النشاطات، واندماج لجان الأهالي في العمل المدرسي".

وختم حسان بالقول: "نحن متفائلون خصوصا أن اعداد المعلمين والمديرين الذين يتفاعلون مع توجهات ونشاطات لجنة متابعة قضايا التعليم العربي بازدياد مستمر، وهذا بحد ذاته رسالة واضحة للجميع. علينا أن نعزز هذه الجهود، إلى جانب المرافعة، وتصعيد نضالنا القانوني والسياسي والجماهيري، لتغيير واقعنا، ونيل حقوقنا، وأخذ مسؤولية على التعليم العربي".

التعليقات