عامٌ على إضراب الكرامة

حلت اليوم، الأربعاء، الذكرى الأولى لإضراب الكرامة، والذي دعت إليه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، ردا على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح.

عامٌ على إضراب الكرامة

(أرشيف عرب 48)

حلت اليوم، الأربعاء، الذكرى الأولى لإضراب الكرامة، والذي دعت إليه لجنة المتابعة العليا للجماهير العربية في البلاد، ردا على العدوان الإسرائيلي على الشعب الفلسطيني في قطاع غزة والقدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، وردا على العدوان على الجماهير العربية ودس عصابات الإرهاب الاستيطانية لضرب المواطنين العرب وحملة الاعتقالات المهووسة التي شنتها الأجهزة المخابراتية والبوليسية ضد الناشطين السياسيين في أراضي 48.

وكانت مظاهرات سلمية قد انطلقت في أراضي 48، في أيار/ مايو الماضي، إسنادا لأهالي حي الشيخ جراح ورفضا لمحاولات السلطات الإسرائيلية اقتلاعهم وتهجيرهم من منازلهم، وضد الاعتداءات والاقتحامات للمسجد الأقصى المبارك خلال شهر رمضان الفضيل في العام الماضي.

وقابلت الشرطة الإسرائيلية الاحتجاجات باستخدام مختلف وسائل القمع والرصاص المطاطي والغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت، ونفذا اعتقالات جماعية بحق المتظاهرين العرب، والتي شملت صحافيين ومحامين وقيادات وناشطين سياسيين، بلغ عددها أكثر من 2700 معتقل.

وفي السياق، أعلنت النيابة العامّة الإسرائيلية، في تقرير مفصّل نشرته مساء أمس، الثلاثاء، تقديم 397 لائحة اتهام ضدّ 616 متهمًا، غالبيّتهم العظمى من العرب، ورُبعُهُم قاصرون، على خلفيّة أحداث هبّة الكرامة في أيار/ مايو 2021.

وسجلت في أيار 2021 انتهاكات واعتداءات خطيرة على المواطنين العرب من قبل المستوطنين وجماعات اليمين المتطرف خاصة في المدن الساحلية والمختلطة مثل حيفا ويافا وعكا واللد، وجرى الاعتداء على عرب من قبل عصابات إرهابية داخل منازلهم وفي الشوارع والأحياء العربية وحرق محالهم التجارية وتخريب ممتلكاتهم الخاصة، وفصل عاملات وعمال عرب من أماكن عملهم. ولوحق نحو 120 عاملا عربيا شاركوا في إضراب الكرامة، وطُرد بعضهم من عملهم.

واستُشهد موسى حسونة (31 عاما) من مدينة اللد، في الهبة الشعبية، يوم 10 أيار/ مايو 2021، إثر تعرضه لعيارات نارية أطلقها مستوطنون مسلحون من مسافة قريبة نحو مجموعة من الشبان العرب، دون أن تشكل أي خطر على حياتهم، ومن بينها كان الشهيد حسونة الذي أصيب برصاصة في القلب واستشهد على الفور، فيما أصيب آخرون بعيارين ناريين.

واستشهد الشاب محمد محمود كيوان (17 عاما) من مدينة أم الفحم، يوم 19 أيار/ مايو 2021، متأثرا بإصابته الحرجة إثر تعرضه لإطلاق نار على يد عناصر الشرطة الإسرائيلية، وقال مركز "عدالة"، في بيان، إنّ "المؤسسة الإسرائيلية بكامل أذرعها تتحمل مسؤولية استشهاد محاميد".

وأغلقت النيابة العامّة الإسرائيلية ملف التحقيق ضد 4 مشتبهين بقتل الشهيد حسونة، يوم 21 تشرين الأول/ أكتوبر 2021، وجرى إبلاغ العائلة بذلك بحجة عدم وجود أي ذنب. كما أغلق الملف ضد المشتبه الخامس بحجة عدم توفر الأدلة الكافية لتثبيت تهمة إطلاق النار التي تسببت بمقتل حسونة؛ كما ورد من النيابة العامة أن المشتبه بهم زعموا الدفاع عن النفس، وجرى قبول ادعاءاتهم وعلى إثرها أغلقت الملفات.

ووجهت القائمة المشتركة، يوم 8 كانون الأول/ ديسمبر 2021، رسالة لوزير القضاء الإسرائيلي، غدعون ساعر، طالبته فيها بالكشف عن مجريات التحقيق في ملف استشهاد الشاب محمد كيوان من أم الفحم، والذي تم استهدافه على يد شرطيين، يوم 12 أيار/ مايو 2021، عند مفرق "مي عامي" في أم الفحم وهو في سيارة مع إثنين من أصدقائه، وذلك في أوج هبة الكرامة الشعبية دعمًا للقدس والأقصى.

خلفت أحداث هبة الكرامة عددا كبير من المصابين والجرحى العرب، إثر اعتداءات أفراد الشرطة والمستوطنين، إلى جانب اعتقال أعداد كبيرة من الشباب العرب وتقديم لوائح اتهام ضد المئات منهم، ولا تزال تتواصل الاعتداءات من قبل المستوطنين وأفراد من الشرطة بفعل سياسات عنصرية وتحريض من قبل عصابات متطرفة وأعضاء كنيست وجهات في الحكومة الإسرائيلية.

التعليقات