عرابة: إلغاء اتفاقية اقتحامات المستوطنين لمقبرة الصديق

أثارت اقتحامات المستوطنين المتكررة لمقبرة الصديق في مدينة عرابة وآخرها ليل الخميس - الجمعة غضب المواطنين خصوصًا في أعقاب خرقهم الاتفاقية المبرمة مع البلدية.

عرابة: إلغاء اتفاقية اقتحامات المستوطنين لمقبرة الصديق

مقبرة الصديق في عرابة (عرب 48)

أثارت اقتحامات المستوطنين المتكررة لمقبرة الصديق في مدينة عرابة وآخرها ليل الخميس - الجمعة غضب المواطنين خصوصًا في أعقاب خرقهم الاتفاقية المبرمة مع البلدية.

وتصدى المواطنون لاقتحام المستوطنين الأخير، واعتبروا أن فيه إساءة للمكان وقدسية المقبرة الإسلامية والجيران المحاذين لها بعد اقتحامهم لها بعد منتصف الليل، وذلك وسط حضور قوات معززة من الشرطة التي تواجدت لحماية المستوطنين.

وفي أعقاب ذلك، ألغت بلدية عرابة الاتفاقية المبرمة مع جمعية "قبر رابي حنينا"، والتي بين بنودها الزيارة يوم الخميس ليلا من الساعة العاشرة وحتى الواحدة والنصف بعد منتصف الليل، بحضور المدعو "رؤوفين كوهين" وعدد محدود من تلامذته حتى 20 شخصا، إضافة لبناء معرشة فوق القبر والدرج.

قبر المدعو "روبين" في مقبرة عرابة (عرب 48)

وبهذا الصدد، قال عضو اللجنة الشعبية في عرابة، إسماعيل نعامنة، لـ"عرب 48"، إنه "كان هناك اقتحام لمقبرة الصديق أول من أمس من قبل مجموعة تزيد عن 30 شخصا، قوبلت بالاستهجان من قبل الشبان في عرابة الذين عبروا عن رفضهم للاتفاقية المبرمة مع جمعية ’قبر رابي حنينا’، ورفض الاقتحامات التي ينفذها المستوطنون في مقبرة الصديق، وكان هناك حضور معزز لقوات الشرطة وقد بقي الشبان حتى جرى إخراج المستوطنين من المقبرة بعد خرقهم الاتفاقية مع البلدية، وعليه كان هناك حوار مفتوح مع الشبان بحضور اللجنة الشعبية ورئيس البلدية".

وذكرت عضو بلدية عرابة، عايشة نجار، لـ"عرب 48"، أن "ما حدث في مقبرة الصديق من اعتداءات على يد زوار ضريح المدعو حنين بن دوسا المتاخم للمقبرة كان يجب وقفه فورا، علمًا أن القضية أثيرت قبل نحو عامين إثر استياء جيران المقبرة وسكان الحي من سلوكيات يقوم بها المستوطنون الذين يحضرون بأعداد كبيرة وساعات غير معتادة، ناهيك عن كتابة عبارات الموت للعرب على جدار المقبرة وأعمال تخريب مثل ترك نفايات ومخلفات أخرى وقضاء حاجتهم دون خجل أمام أطفال ونساء الحي وكل من يتواجد دون مراعاة أو أي ضوابط، بالإضافة إلى ركن سياراتهم وإغلاق الشارع واعتداءاتهم على سيارات المواطنين برشها بالدهان ومواد تتسبب بأضرار وقرع أجراس منازل في الحي وغيرها من الازعاجات".

عضو بلدية عرابة، عايشة نجار

واستطردت نجار "يبدو أنه كان هناك تفاوض بين إدارة البلدية وقسم من أعضاء اللجنة الشعبية وجهة تدعي أنها جمعية تعنى بالمحافظة على قبر المدعو بن دوسا، ويبدو أنهم توصلوا لصياغة اتفاقية معينة ترتب أمر زيارة القبر وإجراء أعمال ترميم في المكان، لكن ما جرى كان مخالفا لبنود هذه الاتفاقية والأمر ازداد سوءًا في ظل ما شهده سكان الحي من استفزازات وما يجري من أعمال ترميم هو مناف لما اتفق عليه".

ورأت أن "القبر هو داخل سلطة بلدية عرابة ومن حق المجلس البلدي الاطلاع على كل ما يجري وما يبرم من اتفاقيات قبل توقيعها مع أي جهة كانت، وعليه طلبنا إدراج هذه الاتفاقية كنقطة بحث على طاولة المجلس البلدية وتوجهنا للإدارة بطلب إلغاء الاتفاقية على الفور، ومنع تنفيذ أي أعمال ترميم من خلال توجيه رسالة من المستشار القانوني وإدارة البلدية للجمعية التي وقعوا معها على تلك الاتفاقية منعا لمزيد من الاستفزازات ونتائج لا تحمد عقباها".

وختمت نجار بالقول "يجب إجراء تفاهمات وإقرار وضع يضمن استمرار زيارة زوار قبر بن دوسا، لأنه ليس لأي أحد هدف بوقف الأمر والحق الطبيعي الذي من المفروض أن يتم بشكل مقبول ومحترم ووفق ضوابط وأدبيات، وقد طالبنا بأن تأخذ لجنة الوقف المحلية دورها كمتصرف شرعي وقانوني بكل ما يختص بالمقبرة، أي اتفاق أو حل يجب أن يتخذ بقرار مشترك بين البلدية ولجنة الوقف المحلية وسكان الحي واللجنة الشعبية، وذلك بعد بحثه وإقراره على طاولة المجلس البلدي وليس بشكل فردي من قبل أي جهة".

وبدوره، عقب رئيس بلدية عرابة، عمر واكد نصار، في حديث لـ"عرب 48"، بالقول إنه "على ضوء عدم التزام زوار القبر من اليهود المتزمتين ببنود الاتفاق معهم، قررت البلدية في جلستها الأخيرة إلغاء الاتفاقية وإحالة موضوع تنظيم زياراتهم للقبر إلى لجنة موسعة تضم إلى جانب البلدية كل من لجنة الأوقاف في عرابة واللجنة الشعبية والعائلات التي تدفن أمواتها في المقبرة الإسلامية وجيران المقبرة".

رئيس بلدية عرابة، عمر واكد نصار

ومما يذكر أن الشرطة كانت قد اعتقلت، الأحد الماضي، الشيخ مجدي خطيب من عرابة، وذلك على خلفية أعمال التطوع في مقبرة الصديق، قبل أن تفرج عنه المحكمة في اليوم التالي بشروط الإبعاد عن المقبرة.

ومن جانبه، أصدر الحراك الشبابي في عرابة بيانا جاء فيه "نبارك لأهلنا في عرابة بوقفة الكرامة للحفاظ على مقدساتنا، ونحيي صمود الشيخ مجدي خطيب (أبو قسام) ومنير سليم كناعنة (أبو فادي)، وبعض أعضاء اللجنة الشعبية في متابعة قضية مقبرة الصدّيق".

ولفت إلى أنه "ننظر بعين الاعتزاز على متابعة قسم من أعضاء البلدية وطرح موضوع اتفاقية مقبرة الصدّيق، التي أبرمت بين إدارة بلدية عرابة وجمعية تابعة للمستوطنين، دون بحثها وعرضها على أعضاء المجلس البلدي للمصادقة عليها. وقد تم تصويت أعضاء بلدية عرابة بالإجماع على سحب وإلغاء كافة بنود الاتفاقية الموقعة من قبل إدارة البلدية فيما يخص إدارة شؤون مقبرة الصدّيق".

وأكد أن "التراجع عن الخطأ فضيلة، وإحقاق الحق واجب، وإنصاف الناس حق. إننا في الحراك الشبابي ندعو أهلنا في عرابة للوقوف إلى جانب الجهات المخوّلة بإدارة شؤون المقدّسات وعلى رأسها لجنة الوقف المحلية والقطرية. وندعو الجهات الرسميّة وبلدية عرابة للتنسيق المستقبلي الدائم مع لجنة الوقف بكل قضية تخصّ المقدسات".

وتابع "التراجع عن الخطأ في إبرام اتفاقية مع جهة غير رسمية من المستوطنين هي خطوة مباركة، ولكن كنا نفضّل أن تعرض للناس ولجنة الوقف وأعضاء المجلس البلدي قبل عرضها على المستوطنين وإبرامها. وكنا نفضّل أن يكون مستوى النقاش لإبطالها والتراجع عنها بمستوى أعلى من أن ننعت أبناء جلدتنا وقياداتنا المحلية وشيوخنا بعبارات تجار الوطنية والدين لمجرد إثارة قضية وطنية من الدرجة الأولى".

وشدد الحراك الشبابي على أنه "يحقّ لكل جهة في هذا البلد الاطلاع على تفاصيل القضايا الشائكة وانتقادها وإبداء رأيها من زاويتها ومرجعيتها ومعتقداتها، من دون محاولة زجّ النقاش في خانة التخوين والتكفير، وتجارة، وطنية ودينية".

التعليقات