النقابي جهاد عقل: حوادث العمل نتيجة مباشرة لإهمال السلطات في إسرائيل

عضو نقابة العمال العامة (الهستدروت)، جهاد عقل، لـ"عرب 48" قال إن "الحديث يدور حول ارتفاع ملحوظ في حوادث العمل، ومعظم العمال الذين يلقون مصارعهم في حوادث العمل بورش البناء هم عرب. هذه حقيقة مؤلمة ومستمرة".

النقابي جهاد عقل: حوادث العمل نتيجة مباشرة لإهمال السلطات في إسرائيل

انهيار بناية في تل أبيب عام 2016 (أرشيف Getty Images)

يستدل من معطيات وزارة الاقتصاد الإسرائيلية، اليوم الثلاثاء، أن ارتفاعا طرأ بشكل لافت في عدد العمال الذين لقوا مصارعهم في حوادث العمل بنسبة 37%، خلال السنة الأخيرة، في حين انخفض عدد أوامر الأمان، التي يصدرها مراقبو الورشات بسبب وجود خطر على العمال، بنسبة 45%.

ولقي 41 عامل بناء مصارعهم، في الفترة بين حزيران/ يونيو العام الماضي وأيار/ مايو الماضي، غالبيتهم من العمال العرب والأجانب، فيما لقي 16 عامل بناء مصارعهم منذ مطلع العام 2022 ولغاية اليوم.

وقال عضو نقابة العمال العامة (الهستدروت)، جهاد عقل، لـ"عرب 48" إن "الحديث يدور حول ارتفاع ملحوظ في حوادث العمل، ومعظم العمال الذين يلقون مصارعهم في حوادث العمل بورش البناء هم عرب. هذه حقيقة مؤلمة ومستمرة، والمعطيات تؤكد أن نسبة العمال العرب 14%، ونسبة ما يتعرض له العمال العرب في حوادث العمل ثلاثة أضعاف النسب العامة".

"عرب 48": ما هو السبب لهذه النسب المرتفعة بين العمال العرب في حوادث العمل؟

عقل: الأسباب واضحة، إذ أن هناك شريحة عمالية واسعة تعمل في مجال البناء من المجتمع العربي، وذلك لأن المجتمع العربي يفتقد لأماكن عمل ومناطق صناعية في بلداتهم، وهذا يعني الاضطرار للعمل ضمن المهن الجسدية مثل البناء. وفي فرع البناء يشكل العمال العرب ما نسبته 70% من القوى العاملة في هذا الفرع في إسرائيل، وهذا يشمل العمال العرب من المناطق الفلسطينية، وهذه الشريحة هي الأكثر تعرضا للخطر في حوادث العمل. أضف إلى ذلك إهمال الحكومة في تعليمات الأمن والأمان، وطالما أن الضحايا من العرب فالقوانين لا تقر، والحكومة تماطل بالمصادقة على هذه القوانين، وكذلك قضايا التفتيش والرقابة التي تعاني نقصا شديدا في القوى العاملة فيها، إذ ان عشرات آلاف ورش العمل من نتانيا وشمالا على سبيل المثال خُصّص لها 24 مراقبا فقط، وتقدر ورش البناء لكل مراقب أو مفتش نحو ألفي ورشة، وهذا يؤكد أن الإهمال الحكومي، ولم تكلف الحكومة نفسها بإرسال مندوب لمؤتمر يختص في الوعي الصحي للأمان في ورش العمل في الناصرة.

جهاد عقل

"عرب 48": ما هي الحلول التي يجب تبنيها للحد من حوادث العمل؟

عقل: يجب إقامة سلطة قطرية تتولى مسؤولية مكافحة ظاهرة حوادث العمل، وخصوصا في فرع البناء، وسائر الفروع التشغيلية الأخرى، وإلا فإن الواقع سيبقى على حاله.

"عرب 48": أذكر محاولات لتشريع قوانين قبل أعوام في هذا المجال.. ما جرى؟

عقل: أعلنت نقابة العمل العامة، في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر 2018، عن نزاع عمل وجرى التوصل لاتفاق يقضي بتغيير عدد من قضايا التفتيش والرقابة، ومنذ ذلك الحين ولغاية اليوم تنهار حكومات، واحدة تلو الأخرى، ولم تنفذ الحكومة سوى بندا واحدا وهو تعزيز عدد قليل من عدد وظائف الرقابة. اليوم، هناك 90 مراقب عمل في البلاد يطلب منهم التفتيش عن 14 ألف ورشة بناء وآلاف الورش غير المعلن عنها، والعجز يتواصل. نحن نتهم الحكومة بإهمال قضايا العمل، وعدم توفير وسائل الأمان في ورش البناء، وعدم تنفيذ الاتفاقيات النقابية في هذا الشأن.

"عرب 48": ماذا عن تعليمات الأمان في إسرائيل بالمقارنة مع دول أوروبية أخرى؟

عقل: لا يمكن المقارنة بين إسرائيل وأوروبا في هذا المجال. على سبيل المثال في موضوع سقالات البناء كان اتحاد المقاولين قد طلب مهلة لعام من أجل تغيير التعليمات، ومرة أخرى طلب تمديد عام آخر ولم ينفذ المطلوب لغاية اليوم، بدواعي التكاليف العالية ورفع أسعار الشقق السكنية، وهذه عملية استغلال للأزمة الاقتصادية بهدف التهرب من تنفيذ اتفاق الأمان. لا يوجد أية وجه للمقارنة في قضايا الصحة والسلامة بين أوروبا وإسرائيل، والمعطيات تؤكد أن إسرائيل في مكان متأخر في هذا المجال، ومن الواضح أن 70% من القوى العاملة في فرع البناء من العرب لا يجعل الحكومة تحرك شيئا.

"عرب 48": ما السبب بأن نسبة العمال العرب ضحايا حوادث العمل في فرع البناء هي الأعلى؟

عقل: نحن نتحدث عن فرع تشكل نسب ضحايا العمل فيه من حوادث العمل في إسرائيل 58%، هذا غير الإصابات الصعبة التي تؤدي إلى الخروج من دائرة العمل، وجُل الضحايا من العرب، والأسباب واضحة، إذ أن العمال الأجانب الذين يعملون في إسرائيل بالعادة يحضرون من خلال شركات عمل منظمة، وهذا يلاحظ أيضا ميدانيا، وهذه الشركات توفر الأمان اليومي للعمال، ولا يمكن مقارنة العمال الأجانب بالعمال العرب، ومع ذلك نسبة هؤلاء من الضحايا 12%، وهذا يعود لمعايير الأمان السيئة في إسرائيل. علاوة على ذلك، أقدم نموذجا مما عاينته كموظف في مؤسسة الصحة والسلامة، إذ شاهدت شركات تركية تنفذ مشاريع مع التزام كامل بمعايير الأمان، في مقابل ذلك ورشات بناء تشغل العمال العرب بدون التزام بالصحة، وهذا يعود إلى الرغبة في التوفير في الصرف على الأمان، أضف إلى ذلك فإن العمال الفلسطينيين مثلا في كثير من الحالات يخرجون من بيوتهم، قبل الفجر، ويقضون ساعات طويلة في العمل قد تتواصل حتى الثامنة مساء لحين العودة يوميا، وبالتالي فإن وضعهم بالتأكيد سيكون سيئا في النواحي الصحية، عدا معاناتهم من انعدام الوقاية الصحية اللازمة للأمان والسلامة أثناء العمل.

التعليقات